رقص 15 راقصا وراقصة مساء الاثنين، في عرض مشترك غير مسبوق بين فرقتي سيتي دانس الاميركية وسرية رام الله حمل عنوان "+1و-1" في افتتاح مهرجان رام الله للرقص المعاصر في الضفة الغربية. وتمايل الراقصون وقفزوا وتدحرجوا على مسرح قاعة قصر الثقافة في رام الله، بحركات متناسقة، في حين صدح صوت مغنية فلسطينية في القاعة " احب البحر، احب الورد، احب الناس.. احب نعيش احرار مرفوعي الرأس ..لا تفرقنا لا الالوان ولا الاجناس". وهذه السنة الخامسة التي ينظم فيها هذا المهرجان في الضفة الغربية بمشاركة فرق راقصة من مختلف انحاء العالم باشراف سرية رام الله الاولى. الا انها المرة الاولى التي يتضمن فيها المهرجان عرضا مشتركا بين فرقتين من رام اللهوالولاياتالمتحدة. وقال مصمم الرقصة المشتركة كريستوفر مورغن لوكالة فرانس برس بان الفكرة اتته قبل عام تقريبا، خلال مشاركته في مهرجان السنة الماضية في رام الله (الضفة الغربية)، حين التقى مع العديد من الفلسطينيين واطلع على معاناتهم بسبب الجدار الفاصل. واضاف "تعرفت على رجل وزوجته، وعرفت ان لهم ابنا يفصله الجدار عنهم، لكنهم في الوقت ذاته رزقوا بابن اخر، بمعنى انهم فقدوا واحدا واضافوا واحدا اخر". واوضح "جاءت هذه الرقصة للتعبير ببساطة عن هذه الحالة". ويقدم الراقصون حركات راقصة عصرية، في حين يبقى راقص او راقصة في كل فقرة، خارج حلقة الرقص تعبيرا عن الفراغ والبعد، ومن ثم يدخلها. ولم يجد مدير فرقة سيتي دانس الاميركية بول اميرسون اي مشكلة خلال تدريب اعضاء فرقته مع اعضاء فرقة سرية رام الله، منذ كانون ثاني/يناير الماضي، رغم ان الراقصين قدموا من ثقافتين مختلفتين. وقال اميرسون لوكالة فرانس برس "لم نجد اي مشكلة، على العكس تماما، وهذا ما يؤكد على ان الرقص هو عمل انساني، وبكل بساطة الناس من خلال الرقص يظهرون انهم بشر مهما اختلفت ثقافتهم". وبدا بول فخورا بهذه الشراكة مع الفرقة الفلسطينية واوضح "سنعمل على ان نبقى شركاء، وانا اؤمن بقوة في هذه الشراكة التي هي في بدايتها، وامل ان انقل هذا العمل المشترك الى الولاياتالمتحدة". وكانت فرقة سيتي دانس شاركت في مهرجان الرقص العام الماضي. وصفق الجمهور الذي غصت به قاعة قصر الثقافة، وقوفا عقب انتهاء الفرقتين من اداء العرض المشترك. وقال خالد عليان المدير التنفيذي لفرقة سرية رام الله ومدير المهرجان ان اهمية العمل الراقص المشترك تكمن في انه تحدث عن قضية فلسطينية. واضاف "نعم هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها عمل مشترك، واهميته انه تحدث عن الجدار". واشار عليان الى ان ما يميز المهرجان هذا العام هو انه يشهد نوعا من الشراكة بين فرق فلسطينية واخرى اجنبية. وسيتخلل المهرجان الراقص الذي سيستمر حتى الثامن من ايار/مايو المقبل، عرض مشترك اخر، لكنه مسرحي راقص بين مؤسسة عبد المحسن القطان الفلسطينية وفرقتي المسرح الملكي الفلمنكي والان بلاتيل لتصميم الرقص البلجيكيتين. اضافة الى ذلك، قال عليان ان المهرجان هذا العام سيتضمن ورشة عمل مع فرقة بوتيغا الايطالية، ينتج عن هذه الورشة عرض راقص مشترك بين فرقة السرية والفرقة الايطالية يتم تقديمه في ايطاليا في تموز/يوليو المقبل. ويشارك في مهرجان هذا العام في رام الله اضافة الى سيتي دانس، ثلاث فرق اخرى من الولاياتالمتحدة و12 فرقة رقص اجنبية وعربية من المانيا وفرنسا والمجر وسويسرا وتونس والجزائر والنروج وكندا وبلجيكيا اضافة الى فرق راقصة من فلسطين ستقدم 25 عرضا. ويأتي مهرجان رام الله للرقص المعاصر بالتزامن مع مهرجانات مشابهة تجري في كل من الاردن وسوريا ولبنان، في اطار شبكة مساحات للرقص المعاصر. وقال خالد عليان في كلمته الافتتاحية للمهرجان في رام الله "من خلال شبكة مساحات للرقص المعاصر، لم ننتظر قرارات عربية ولا قمة عربية ونظمنا مهرجاناتنا الراقصة بشكل مشترك في فلسطين ولبنان وسوريا والاردن".