صدرت عن الدار العربية للعلوم ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر، مؤخرا، طبعة ثانية من كتاب: "الصورة السردية في الرواية والقصة والسينما""، للباحث المغربي الدكتور شرف الدين ماجدولين، في 150 صفحة من الحجم المتوسط، والكتاب هو في الأصل تطوير لمجموعة من القراءات التطبيقية على نصوص روائية وقصصية وأفلام سينمائية، أنجزها الباحث انطلاقا من مفهوم "الصورة" منذ مطلع التسعينيات، وشكلت إضافة جديدة للأسلوبيات السردية العربية. حيث سعى الباحث إلى استثمار مفهوم "الصورة السردية" بما هي معيار أصيل للقراءة، متعدد الإيحاءات، وذو مرجعيات ذهنية وحسية، تمتد في مجالات الواقعي والتخييلي، المرئي واللامرئي، في الكشف عن جماليات التشغيل السردي لأداة اللغة، وقيم المجاز، ووظائف التشكيل النوعي، في النصوص الروائية والقصصية والسينمائية. وهو القصد الذي مكن شرف الدين ماجدولين في كتابه الحالي من متابعة أوجه المغايرة والانسجام بين "تشكيلات الصور"، في مجموعة محددة من الأجناس السردية، تحيل على مرجعيات بلاغية متباينة، في الآن ذاته الذي تنتشر فيه على نطاق واسع في المتن السردي المعاصر. ذاك كان الإطار الإشكالي الذي حدد طبيعة النهج التحليلي في فصول هذا الكتاب. وانطلاقا منه تم إبقاء آليات القراءة لصيقة بالنصوص. حيث يرى الكاتب، في هذا السياق، بأن الموضوعات، والأفكار، ووظائف الشخصيات، يمكن أن تتكرر. وأن الصورة التي تؤلف بين هذه السمات والمكونات في وضعية أسلوبية فريدة لا يمكن أن تنجز إلا مرة واحدة، وفي سياق واحد. وأنه إذا كانت للصورة مثيلات توظف المكونات والسمات نفسها في سياقات نصية مغايرة، فإن الآصرة التي تجمع بين الصور في هذه الحال لن تكون آصرة التطابق، الذي هو وليد التكرار، وإنما ستكون آصرة التجانس التي هي قرينة الانتماء إلى سياق نوعي واحد تتوسل فيه الصور بنفس وسائل التبليغ والتشكيل.