رحل عنا الأب العربي حصار والد كاتب الدولة في الداخلية سعد حصار ملتحقاً بقوافل كبار المناضلين من الشهداء الذين ناضلوا على دروب الحق والحرية والاستقلال، وبرحيله خسرت العاصمة الرباط وخسرت الدولة المغربية بأسرها مناضلا وطنياً كافح وناضل في كل الساحات من أجل عزتها ورفعتها وتحقيق أهدافها حيث كان طليعياً ورائداً ووضع المصلحة العليا للوطن والأمة فوق كل اعتبار، وكانت حياته سلسله متصلة من العمل الجاد والالتزام المطلق بما يحقق أهداف شعبنا وتطلعاته في تقرير المصير وإقامة دولة الحق والقانون. وباسم شريحة واسعة من الزموريين نتقدم لأسرة شهيدنا الكبير بأحر التعازي ضارعين إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان, كما نفتقد اليوم مناضلا مثابرا وقائدا وسياسيا ورمزا كرس شبابه وعمره كله في النضال ومقاومة الاستعمار وفي خدمة قضايا وطنه وشعبه' نفتقد قائدا كان حتى الأمس يشكل ركنا حيا من أركان الصيدلة العصرية , لقد أصبح حقا علينا أن نذكر للشهداء محاسنهم. أكثر من ستون عاما ثابر فيها المرحوم العربي حصار قاوم وصارع وقاد صيادلة المغرب من محطة إلى محطة ومن زمن إلى زمن ومن موقف إلى موقف وظل صامدا في وجه أعداء الديمقراطية , إنها لحظات يستذكر المرء فيها تلك التجربة الطويلة المريرة من النضال الوطني المعاصر والمرحوم العربي حصار على رأسها فرحمك الله ياسيدي وجعل روحك مع الأنبياء والصديقين والشهداء , فأنا لم أكن أعرفك يا مولاي ولكن يكفيني فخرا أن أسمع من زوجتي الدكتورة أمينة البخاري رئيسة المصالح الوقائية التابعة لوزارة الصحة بالخميسات جارتكم بحي السويسي والتي لم تكن تفارق بيتكم صحبة بناتكم غيثة حصار وجميلة حصار, وسعد حصار, وفاطمة حصار. يكفني أن أستمع لها وهي تحكي عن رجل كان كالأسد، مقدام كالفارس، لا تأخذه في الله لومة لائم , كان يجمع بين الدين والدنيا، فتارة تراه عابداً زاهداً وتارة تراه شجاعاً مخلصاً لوطنه , وهذا عزائنا لعائلة سعد حصار كاتب الدولة في الداخلية , هذا عزائنا لمن قدم عملا خيرا لهذا الوطن , لكل من أبرم عقداً يريد به المثوبة والأجر ، لكل بارٍ بوالديه ، لكل من قدم معروفاً يرجو بركته وبره , لكل من زكى أمواله ، وتصدق على الفقراء والمساكين ، وآوى الأرامل واليتامى ، وعطف على الصغار ، وقدم الأموال ابتغاء الفضل والخير ، لكل من ساهم في الدعوة إلى الله لمن أصلح بين الناس ، لكل من ساهم في عتق الرقاب من القصاص, ولنقول لك يا سعد إن الله غفر لأبيك لأنك غفرت لغيرك فأبشر لأن روح أبيك في الجنة إن شاء الله وإنا لله وإنا له راجعون .