جرى اليوم السبت بسلا حفل تأبيني بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيدين العربي حصار والطاهر زنيبر وذلك تقديرا لما كانا يتمتعان به من خصال حميدة وقيم وطنية رفيعة. وقد نظمت هذا الحفل مفتشية حزب الاستقلال بسلا بتنسيق مع جمعية قدماء مدرسة النهضة وجمعية أبي رقراق وجمعية قدماء تلاميذ مدرسة السور، وشارك فيه ثلة من العلماء والفقهاء ورجال السياسة . وأجمع المتحدثون خلال هذا الحفل على أن الراحل العربي حصار، الذي لبى داعي ربه عن عمر يناهز 91 عاما، كان من رواد الحركة الوطنية الاستقلالية ومن الأوفياء للعرش العلوي المجيد المتفانين في خدمة ثوابت الأمة ومقدساتها. وأبرزوا أن الراحل كان ينتمي إلى الجيل الأول من الوطنيين والمربين الذين يرجع إليهم الفضل في إذكاء الحماس في الشباب الذين انخرطوا مبكرا في الحركة الوطنية بسلا ، حيث كان من الوطنيين الذين ناضلوا في صمت، بعيدا عن الأضواء، من أجل نصرة الحق والذود عن حوزة الوطن بكل استماتة ونكران ذات . واستحضر المشاركون في هذا الحفل، الذي افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم والأمداح النبوية وحضرته إلى جانب أفراد أسرة الفقيدين شخصيات من بينها السادة عبد الواحد الراضي ومحمد اليازغي ومحمد سعد العلمي ونزار بركة وسعد حصار وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والسلطات والمنتخبون المحليون، مناقب الراحل العربي حصار الذي كان من مؤسسي جمعية الطلبة المغاربة بفرنسا خلال مرحلة الكفاح ضد الاستعمار. كما أبرزوا دوره في المجال الفكري حيث كرس جهوده للنهوض بالحقلين الثقافي والعلمي وعمل على نشر تعليم اللغة العربية وتعريب المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء بمدرسة النهضة بسلا ، وكان دائم البحث عن منح دراسية للتلاميذ والطلبة المعوزين المتفوقين. وأشاروا كذلك إلى أن للراحل العربي حصار إسهامات اجتماعية أبرزها تقديمه، حينما كان نائبا برلمانيا، لمشروع قانون الرعاية الاجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر الذي صادق عليه مجلس النواب بالإجماع. ومن جهة أخرى، استحضر المتدخلون في هذا الحفل التأبيني مناقب الفقيد الطاهر زنيبر المزداد سنة 1929 بمدينة سلا والمعروف بنضاله في صفوف الحركة الوطنية بمدينتي سلا وفاس حيث دافع عن حرية المغرب واستقلاله وساهم في تكوين أطر شابة إداريا وسياسيا ، كما مارس عدة أنشطة في البحث والدراسة وكانت له عدة إسهامات في الجرائد الوطنية. وأبرزوا أن الراحل تلقى تعليمه الابتدائي بزاوية آل زنيبر بحي البليدةبسلا ثم حفظ القرآن الكريم وانكب على دراسة كتب المتون اللغوية والفقهية بإشراف الفقيه الحاج محمد المريني إلى أن التحق بجامعة القرويين بفاس سنة 1944 لمتابعة دراسته الإعدادية والثانوية ثم التحق بقسم الدراسات الإسلامية واللغة العربية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة حيث حصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها. وذكروا بأن الراحل عمل كأستاذ بالتعليم العربي الحر بالمدرسة المحمديةبسلا وبثانوية الأميرة للا نزهة بالرباط كما عمل أستاذا بثانوية النهضة بسلا . وذكروا بالتحاق الراحل سنة 1958 بوزارة الوظيفة العمومية (وزارة الشؤون الإدارية) حيث شغل عدة مناصب من بينها رئيس قسم التعريب الإداري ثم رئيس قسم الدراسات وكاتب عام المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، كما أشرف على إصدار عدة كتب تضم النصوص القانونية والإدارية إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1990. وأشاروا إلى أن الراحل ظل وفيا لمبادئه الوطنية إلى أن وافته المنية يوم 23 يناير الماضي . وقد اختتم الحفل بالدعاء للفقيدين بالرحمة والمغفرة .كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ويحفظه في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.كما تضرع الحاضرون إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني .