في أيام الاحتلال الغربي لنا، شاع لدى بعض قادته العسكريين الاعتراف بعظمة وبسالة من يقاومهم ويستشهد من خصومهم، بالرغم من تكبيدهم لهذا العدو خسائر جمّة، حيث يُنحنى لهم إجلالاً واحتراماً، كما جرى عند استشهاد يوسف العظمة في ميسلون، وغيره من المقاومين. وكان ذلك من أكبر الأدلّة على صدق هؤلاء المقاومين و وفاءهم ووطنيتهم. أما في أيامنا هذه أن يقوم العدو(وكيف إن كان العدو، هو العدو اليهودي) بمدح و تُخليد ذكرى المستسلمين المتخاذلين أمامه، تحت مسمى رجالات السلام. فهذا لا يمكننا أن نعتبره إلا أكبر الأدلة على خيانة وعدم وطنية هؤلاء الأفراد( التي تدّعي المقاومة من خلال السلام المزعوم ). حيث نشاهد اليوم مثالاً على ذلك، محفوراً على ميدان حيفا في فلسطينالمحتلة. ففي الوقت الذي يُبدي فيه النظام المصري والمتحالفين معه الفرح والسرور بميدان السادات في حيفا المحتلة من قبل العدو اليهودي، ويُشارك في التكريم. يُبدي هذا النظام وأعوانه امتعاضاً كبيراً من إيران لقيامها بإطلاق اسم خالد الاسلامبولي على أحد شوارعها في طهران، وتطالب طهران بإزالته. وهذا الامتعاض يأتي بالرغم من اليقين الغالب لأكثر شعوب العالم العربي والإسلامي بخيانة السادات لأهم قضاياه القومية( فلسطين.. كما يُصّرحون). واليقين المثبت يوماً بعد يوم ببلاهة ما قام به السادات والذي لا يمت للإستراتيجية الوطنية والسياسية(كما يحلو للبعض أن يسميها) بأي صلة. من هنا لا يمكننا أن نستغرب مشاركة مبارك في الكثير من احتفالات الاحتلال اليهودي(برقياً أم شخصياً أم تمثيلياً)، وهو السائر على خطى سلفه السادات، والذي يدعم إستراتيجيته الوقحة، ويزيد عليها وقاحة وسفالة أيضاً، بالرغم من افتضاح أمرها، وما ذلك إلا غطاء لاستكمال المشروع الموكل إليه من قبل اليهود في احتلال بقية فلسطين من جهة، ومن جهة أخرى جعل الشعب المصري يترنح تحت وطأة الجوع والفساد الاجتماعي وانخفاض المستوى الثقافي والعلمي(والأدلة على ذلك جليّة واضحة وبصورة يومية). لا نستبعد ذلك اليوم الذي سيتم فيه تكريم مبارك بإطلاق اسمه على أحد الأزقة في فلسطينالمحتلة من قبل اليهود. وإلى حين ذلك، آن الأوان ليقر الجميع بحقيقة الخيانة والتعاون الصادق للسادات في سبيل تعزيز المشروع اليهودي بعد المُهر الذي ألصقته بلدية العدو في حيفا المحتلة، معلنة للعالم أجمع مصداقية الجهود التي بذلها السادات في ترسيخ الكيان اليهودي والاستمرار في احتلال فلسطين. * محرر في موقع أوروك الجديدة [email protected]