يبدو أن مدينة طنجة لم تحظى بالوقت الكافي لنسيان الخميس الأسود، الخميس الذي يبدو أن القدر أعاد تصويره اليوم ولكن بكمية تساقطات لم تصل إلى سابقتها -السنة الفارطة-، فقد تكفلت الفترة الصباحية الممطرة بإغراق مناطق مختلفة من المدينة خصوصا الأطراف، وعاد نفس السيناريو إلى الظهور في تغيير طفيف بالتاريخ والزمان. فقد لوحظ استنفار من طرف مصالح الوقاية المدنية بالمنطقتين الصناعيتين "امغوغة" و"المجد" تحسبا لما يمكن أن تنجم عنه الإضطرابات الجوي، الأمر الذي تنبأ له المسؤولون لم يكن ليخيب توقعهم فقد غرقت المنطقتين الصناعيتين، المنطقتين الذين من المفترض إنشائهما على بنية تحتية في المستوى، إضافة إلى أن المنطقة الحرة – اكزناية - شهدت هي الأخرى هاته المرة فياضانات ليست بالهينة – الفيديو -، مما يجعل الأمر في وضع استفهام حول مدى مراعاة البنيات التحية لمناطق حساسة بالنسبة لإقتصاد المدينة والدولة. الغرق الذي طال مؤسسات تعليمية نذكر منها "ثانوية علال الفاسي"، "عبد الكريم الخطابي"، "الرازي" .... أحياء "الإدريسية"، "بن ديبان"، "الحومة د الشوك"، "سات فيلاج"، "كاستيا"، "مدار رياض تطوان"، "امغوغة"، والعديد من المناطق والمؤسسات. طنجة العالية التي لم ينفعها علوها لإنقاذها ولا استنفار مصالح الوقاية المدنية من الغرق، فقد شهدت جل شوارعها سواء منها الرئيسية والهامشية فيضانات بالجملة، منازل تغرق وأطفال سرحوا من مدارسهم دون أدنى مراعاة لمصيرهم بعد هذا التسريح، مارة لم يجدوا إلا علو كعبهم الحل للإبحار بفصل الشتاء، الفصل الذي عوض أن يكون فصل الخير صار فصل الرعب والخوف من المجهول. هذا وتبقى التوقعات الجوية تنذر بأيام غارقة أخرى، فلم تعد المدينة في مأمن في ظل هذه اللامبالاة التي تشهده عروسة الشمال. نتكركم مع الصور التي شملت مناطق متعددة من المدينة، فلعلها تكون أبلغ. فيديو من المنطقة الصناعية -اكزناية- فيديو جهة ثانوية علال الفاسي - طارق شفيري