إن المذبحة التي تعرفها طرقاتنا لها ارتباط وثيق بتخلفنا، لأننا لم نستطع الحد من هذه المذبحة الطرقية التي تزيد وثيرتها في ارتفاع مستمر، في حين استطاعت الدول المتقدمة تخفيض معدل الحوادث بنسبة جد متقدمة لأن الله يغير بالسلطان ما لا يغيره بالقرآن، وهذه الظاهرة تعبر عن عدم تحلينا بالقليل من الشجاعة كي نعترف بأننا فعلا متخلفون، نمارس تخلفنا بطريقة تصاعدية تفضي إلى موت مجاني على الطرقات، نمارس تخلفنا حين لا نحترم قوانين السير، وعدم احترامنا لهذه القوانين يتمظهر جليا حين لا نتسامح في الطريق، حينما يتغاضى الدركي والشرطي عن أعطاب سياراتنا وعن مخالفاتنا. يبدو تخلفنا واضحا وضوح الشمس حين تدرج على طرقاتنا سيارات وحافلات متهرئة، حين يفرط السائق في السرعة على طرقات ضيقة ومليئة بحفر مفتوحة عن آخرها ومنعرجات خطيرة وغير محصنة، نعبر عن تخلفنا حين يعتبر البعض شرب الخمر مظهرا من مظاهر التحضر، لدى أرجعت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير الخمر كسبب ثاني لحوادث السير. إن تخلفنا كذلك في محاربة حوادث السير عميق الغور ولم نستطع اختراع عقاقير مضادة له بعملنا الجاد على تجاوزه لأن تجاوز هذه المأساة تكتفي بالمسكنات التي يكون مفعولها مؤقتا، فحتى شروط التوعية الحقة والحلول التي ترتجلها الدولة للحد من حوادث السير موسمية ومرتجلة وغير فعالة، لأن الأمر أعمق وأخطر بكثير، حيث عوامل كثيرة ومعقدة وراء هذه الكارثة الإنسانية والأمر يحتاج إلى حلول على العديد من المستويات، وتغيير الكثير من المفاهيم والسلوكات وعلاج الكثير من المشاكل التي تكرس تخلفنا لنتجاوز هذه المحنة أو الكارثة المغربية بامتياز والتي تثير الأسى والألم. فرغم ما يقوم به المسؤولين بهذا الإقليم الفتي - الخميسات - من دروس في التوعية بمديرية التجهيز والتي حاول محمد أوعلي نانا كمدير إقليمي وكوصي على القطاع من توعية المواطنين على الطرقات بمناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية أو ما يقوم به القائد الجهوي ( بولاندا ) من إعطاء تعليمات صارمة بخصوص مراقبة الحافلات وسيارات النقل القروي المزدوج وكدا إستعمال آليات المراقبة المتوفرة بمقر قيادة الدرك الجهوية، يبقى هذا الموضوع دائما يشغل الرأي العام مادمنا نعارض مدونة السير الجديدة التي سوف تكون السيف الحاد التي سنقطع بها رؤوس المخالفين لقانون السير والجولان . [email protected]