تركت احداث العنف التي اعقبت مباراة مصر الجزائر في كرة القدم اثرها على الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي الذي احتفى ضمن فعاليات دورته ال33 هذا العام بالسينما الجزائرية. وغاب عن الحفل الذي اقيم في دار الاوبرا في القاهرة عدد كبير من النجوم وكبار الفنانين المصريين كنوع من الاحتجاج على المشاركة في مهرجان يحتفي بالسينما الجزائرية كضيف شرف، في حين ابدى الذين حضروا استياءهم الشديد من هجوم المشجعين الجزائريين على الجمهور المصري عقب مباراة الفريقين في الخرطوم الاربعاء الماضي. وصفق الجمهور كثيرا عندما اشاد رئيس المهرجان عزت ابو عوف في كلمته الختامية بتسامح "مصر ومشاعر الامومة التي تحملها من اصالة وتسامح وابداع وجمال"، وعندما اهدى الفنان فتحي عبد الوهاب جائزة افضل ممثل التي حصل عليها عن دوره في فيلم "عصافير النيل" للمنتخب المصري والجماهير التي رافقته الى الخرطوم، اخذ الحاضرون يصفقوق بحرارة وقوفا وهم يهتفون لمصر. من جانبها طالبت الشركة العربية للانتاج السينمائي في بيان بمقاطعة السينما الجزائرية مؤكدة انها لن تتعاون في اي نشاط مع الجزائر في هذا المجال. لكن ردا على مطالبة عدد من الصحافيين والفنانين المصريين بسحب تكريم السينما الجزائرية من المهرجان اكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني لفرانس برس ان "تكريم السينما الجزائرية تم واتخذت جميع الخطوات من تكريم المبدعين الجزائريين واقامة الندوة الخاصة بالسينما الجزائرية الى جانب عرض جميع الافلام الجزائرية المشاركة، وحفل الختام لا علاقة له بالتكريمات". وشدد حسني على ان "العلاقات الفنية والثقافية لا علاقة لها بالموقف السياسي وهي تقوم بين الشعوب وستستمر وكل انسان له الحق في التعبير عن موقفه اذا ما تعارض مع هذه الرؤية". الا ان هذا لم يمنع عددا من الفنانين بينهم الفنان فتحي عبد الوهاب من المطالبة بطرد السفير الجزائري من القاهرة، ووقفوا بعد حفل الختام الى جانب بضع عشرات من الصحافيين المصريين المطالبين بمقاطعة الجزائر على مختلف الاصعدة رافعين اللافتات التي تطالب بذلك. وكان الفنان احمد السقا اعلن من جانبه في اتصال خلال برنامج بث مباشر على قناة فضائية رفضه الحصول على جائزته من مهرجان سينمائي جزائري عن دوره في فيلم +ابراهيم الابيض+ لمروان حامد قائلا "لا يشرفني الحصول على مثل هذه الجائزة". في المقابل راى المخرج خالد يوسف ان "ما حدث بعد المباراة لا يختصر تاريخ الجزائر ولا يمكن ان نتعامل معها كاسرائيل لانها مهما حصل بلد عربي بمصالح مشتركة وتاريخ طويل مشترك من النضال". وتابع "ولا يجوز ان يستجاب لتصرفات مجموعة من الحثالة لتدمير مثل هذا التاريخ وانا الان اخاف جدا من خلق كراهية بين جيل جديد من الجزائريين والمصريين وما يحمله هذا من افاق تدميرية على مستقبل امتنا العربية ومستقبلنا كشعوب عربية". هذا ما طالب فيه ايضا الفنان خالد ابو النجا الذي حصل على جائزة تقدير خاصة من لجنة تحكيم مسابقة الافلام العربية عن دوره في فيلم "هليوبولس" حيث اكد "على ضرورة تجاوز ما حصل واعادة شد البنيان بين الشعبين". وقد توترت الاجواء بين القاهرةوالجزائر بسبب مواجهة منتخبي البلدين ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا 2010، التي تحولت الخميس الى ازمة دبلوماسية باستدعاء السفير المصري في الجزائر "للتشاور". وحذر الرئيس المصري حسني مبارك السبت من ان بلاده "لن تتهاون مع من يسيء لكرامة ابنائها". واوضح مبارك في كلمة في مجلس الشعب المصري ان "رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم او التطاول عليهم". وكان علاء مبارك نجل الرئيس المصري وصف احداث العنف التي اعقبت مباراة الاربعاء بانها "ارهاب"، واصفا المشجعين الجزائريين بانهم "جماعات مرتزقة".