أقامت اللجنة المنظمة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي, في دورته الثالثة والثلاثين، يوم الجمعة الماضية، ندوة خاصة بتكريم السينما الجزائرية, خلال هذه الدورة، يوما واحدا قبل المباراة الرياضية, التي جمعت بين المنتخبين المصري والجزائري برسم إقصائيات كأس العالم 2010.حضر هذه الندوة، الفنان عبد الكريم بهلول، والمخرج إلياس سالم، والمخرج أحمد راشدي، والمخرج والمنتج والفنان بالقاسم حجاج، وزاهية الشيخ المسؤولة عن التنمية الثقافية بالجزائر. وحرصاً من إدارة المهرجان على المحافظة على شعور الوفد الجزائري وعدم دخوله فى أسئلة خاصة بالمباراة بين المنتخب المصري والجزائري، أعلن الفنان عزت أبو عوف، رئيس المهرجان في بداية الندوة من الصحافيين والإعلاميين الحاضرين الابتعاد عن الحديث عن المباراة وتوجيه أسئلتهم فقط نحو الموضوعات الخاصة بالسينما الجزائرية. ورحبت الناقدة المصرية ماجدة واصف, التي أدارت الندوة في البداية بالسينما الجزائرية، أكدت من خلالها على التنوع الشديد, الذي تتسم به أفلامها، وأن أهم الأشياء, التي ساعدت على وجود هذا التنوع هو أن العديد من صناعها يعيشون داخلها وخارجها ومنهم إلياس سالم الذى يعتبر علامة كبيرة فى تاريخ السينما الجزائرية. وعن تاريخ السينما الجزائرية، قال المخرج أحمد راشدي، الذي حظي بتكريم خلال حفل افتتاح المهرجان يوم الثلاثاء الماضي، "إنه يعود إلى نشوب الثورة الجزائرية وإلقائها الضوء على كفاح الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى أن السينما الجزائرية كثيراً ماركزت على الموضوع". أما عبد الكريم بهلول، فأكد أنه رغم ابتعاده عن الجزائر لفترة بسبب هجرته إلى فرنسا، إلا أنه شارك فى أفلام عديدة تتحدث عن الجزائر بإنتاج فرنسي مثل فيلم "رحلة إلى الجزائر". وتحدث المخرج إلياس سالم فى بداية حديثه عن أحلامه, التى كانت تراوده بأن يكون ممثلا كوميديا لكن الظروف لم تشأ بذلك، كما حكى عن تجربته فى السينما الجزائرية، مشيراً إلى أن أفلامه كثيراً ما خاطبت الجمهور العربي والغربي، ومنها فيلمه "مسخرة" الذي عرض فى الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتوج بجائزة أفضل فيلم عربي. وعن دور وزارة الثقافة الجزائرية فى النهوض بالسينما تحدثت زاهية الشيخ، قائلة: بذلت الوزارة جهوداً كثيرة للارتقاء بالسينما أهمها حماية الفن الجزائري من الهشاشة وتحديث قانون سنة 1968 الخاص بالسينما, الذي لا يتوافق مع الوضع الحالي للسينما, وأيضاً النهوض بدور العرض فى ظل التراجع, الذي تشهده السينما حالياً، إذ أصبح هناك 307 قواعد عرض فقط معظهم مغلقين حالياً. من جانبه, قال الفنان بالقاسم حجاج، إن الجمهور يطلب نموذجاً للأفلام الجزائرية التجارية الغربية، وإنه يجب أن تقدم وزارة الثقافة الجزائرية جهوداً لتوعية الشباب الجزائري بنوعية مختلفة من السينما، كما طالب بتوفير دعم مادي أكبر لصناع السينما الجزائرية. واتهم المخرج والمنتج والممثل الجزائري بلقاسم حجاج المصريين بالمسؤولية عن "إفساد" اللغة العربية في بلاده بعد أن أجبرتهم الأنظمة الحاكمة خلال الستينيات من القرن الماضي على تعلم العربية إلزاميا على يد مدرسين من مصر وسوريا، الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى المتعلمين. وعن صعوبة تلقي المشاهد العربي في الخليج ومصر والشام للأفلام الجزائرية قال بلقاسم: الأعمال السينمائية اللغة فيها تكون جزءا مكملاً للموضوع وليس كل الموضوع، فالسينما في الأساس صورة، واللغة جزء مكمل لها، ومن يريد أن يتابع أفلامنا عليه أن يتعلم لهجتنا. من جانبه، رفض المخرج الجزائري الشاب إلياس سالم، مؤلف ومخرج فيلم "مسخرة" أن يدبلج أفلامه إلى العربية حتى يفهمها المشاهد العربي، وقال: الدبلجة ستضر الفيلم لأنها لن تبقى بإحساس نفسه للفيلم الأصلي، ولكن إذا كان الموزع يريد دبلجته إلى أي لغةٍ فهذه مهمته. وعن الكلمات الفرنسية التي جاءت دخيلة وسط الكلمات العربية خلال الفيلم أوضح سالم هذه هي حياتنا في الجزائر، وهذا جزء من هويتنا وتاريخنا، ولا ننسى موضوع الاستعمار الفرنسي الذي تمركز في بلادنا لسنوات وسنوات. يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي, كان قرر تقديم موعد تكريم السينما الجزائرية يوما واحدا بعد أن كان مقررا يوم السبت الماضي, حتى لا تتزامن مع المباراة, التي جمعت المنتخبين تجنبا, لأي مشاكل يمكن أن تحدث من قبل جمهور البلدين. في الوقت الذي كان البرنامج الرسمي للمهرجان خلال اليوم ذاته فارغا من أي نشاط رسمي. وكان المخرج الجزائري أحمد راشدي اعتبر في ختام الندوة السينما المصرية هي المرجعية التي ألهمت كل السينمائيين العرب، وقال: بالنسبة لنا كجزائريين تعلمنا اللغة العربية من خلال الأفلام المصرية خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي, حيث كانت تلك الأفلام هي الجسر الوحيد, الذي يربطنا بالوطن العربي. وكان عزت أبو عوف, رئيس مهرجان القاهرة السينمائي افتتح، الخميس الماضي، سوق الإنتاج السينمائي المنظم على هامش فعاليات المهرجان وسط حضور إعلامي شبه منعدم من وسائل الإعلام والمعنيين بمجال الإنتاج السينمائي. يتكون السوق من 5 أجنحة فقط ل5 جهات إنتاجية منها جناح السينما الهندية "ضيف شرف المهرجان"، وصندوق التنمية الثقافية، ومحافظة الوادي الجديد، والشركة العربية، والقطاع الاقتصادي بالتلفزيون، التي غاب أصحابها، واكتفوا بتكليف مندوبين عنهم للإشراف على الأجنحة الخاصة بهم. يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تختتم فعالياته يوم الجمعة المقبل بالإعلان على أسماء الفائزين, في المسابقات الثلاث المتنافس عليها، وهي مسابقة الفيلم العربي، والمسابقة الدولية، ومسابقة الأفلام التسجيلي والتلفزيونية.