اختتمت مساء أمس السبت بمدينة أكادير الدورة السابعة لمهرجان أكادير "السينما والهجرة" التي انطلقت يوم 10 فبراير الجاري. وقد تميز اليوم الاخير من هذه التظاهرة ، المنظمة من طرف جمعية "المبادرة الثقافية"، بتكريم ثلاثة وجوه عرفت بعطاءاتها المتميزة في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون . ويتعلق الامر بالفنانة المتألقة نعيمة المشرقي عضوة هيئة الاتصال السمعي البصري وسفيرة النوايا الحسنة لدى اليونسكو ، التي امتهنت فن المسرح في عقد الستينيات من القرن الماضي ، كما سطع نجمها في السينما بمشاركتها في أزيد من 20 فيلما فضلا عن ظهورها على شاشة التلفزة من خلال العديد من البرامج والمسلسلات . ونال شرف التكريم أيضا خلال هذه الامسية ، التي حضرها عدد من نجوم المسرح والسينما المغربية والاجنبية من بينهم على الخصوص الفنان المصري المعروف حسن حسني ، المخرج محمد اقصايب الذي اشتغل في بداية عمله سنة 1967 كمصور تلفزيوني قبل أن يلج عالم الاخراج سنة 1984 ، حيث أخرج العديد من الكليبات والمسرحيات لاسماء فنية لامعة كالطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج وثريا جبران . كما أخرج محمد اقصايب ، الذي يعد رائدا في مجال البرامج التلفزيونية خاصة الثقافية منها ، بعض الملاحم الوطنية والبرامج الوثائقية. وشمل حفل التكريم ايضا المخرج الجزائري مرزاق علواش المزداد في خضم حرب التحرير الجزائرية ، والذي تميز مساره المهني بغزارة في الانتاج السنمائي والتلفزي ، ومن بين أفلامه المتميزة "باب الواد سيتي" التي يتناول ظاهرة التعصب والتطرف التي بدأت تغزو المجتمع الجزائري عقب أحداث العنف التي اندلعت سنة 1988 ، إلى جانب "مغامرات بطل" و "الرجل الذي شاهد النوافذ" و"حب في باريس" والفيلمين القصيرين "السارق" و "تقاطعات" . وقد كان عشاق الفن السابع خلال هذه الدورة على موعد مع آخر إنتاجات السينما الوطنية والاجنبية من أشرطة قصيرة وطويلة وأفلام وثائقية تناولت موضوع الهجرة . وبموازاة مع الافلام عقدت ندوات وموائد مستديرة شارك فيها باحثون ومهتمون بقضايا الهجرة ، تناولت على الخصوص تصور الشباب للهجرة ، والتعاون الثقافي بين دول المغرب العربي ، ونقل الرواية المغربية إلى السينما ، بالاضافة إلى ندوة تم خلالها عرض شهادات بمناسبة حلول الذكرى الخمسينية لزلزال مدينة أكادير . وفي إطار انفتاحها على محيطها الثقافي ، نظمت الجمعية المنظمة للدورة بالتعاون مع جامعة ابن زهر ورشة سينمائية لفائدة الطلبة من المهتمين بالفن السابع من خلال توضيب وتصوير مشهد للمصارعة ، كما نظمت بشراكة مع جمعية "ماتقيش ولدي" حفلا تحسيسيا أحياه ثلة من الفنانين والمطربين . وكان الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، الذي أسندت إليه الرئاسة الشرفية لهذه الدورة، قد أكد ، لدى افتتاحه الدورة ، على أهمية هذا المهرجان، الذي أتبث نضجه مع توالي الدورات، ليصبح من بين أهم المواعيد الثقافية ليس فقط على المستوى الوطني بل على مستوى الحوض المتوسطي وإفريقيا أيضا.