انطلقت مساء اليوم الأربعاء فعاليات الدورة السابعة لمهرجان أكادير للسينما والهجرة، المنظم من قبل جمعية المبادرة الثقافية بأكادير. وتعرف هذه الدورة، عرض آخر إنتاجات السينما الوطنية والدولية من أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية، التي تتناول موضوع الهجرة من زوايا فنية مختلفة. وأكد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، الذي أسندت إليه الرئاسة الشرفية لهذه الدورة، على أهمية هذا المهرجان، الذي أتبث نضجه مع توالي الدورات، ليصبح من بين أهم المواعيد الثقافية ليس فقط على المستوى الوطني فحسب بل على مستوى الحوض المتوسطي وإفريقيا أيضا. وأضاف في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح هذه الدورة، أن المهرجان سجل تميزه بتمحوره حول موضوع جاد وقضايا هي غاية في الحساسية بالنسبة للعديد من الدول إما كمصدرة للهجرة أو مستقبلة لها. و أشار الوزير الى أن الهجرة شكلت دائما أحد مصادر الإلهام لمبدعي الفن السابع حيث تطرق العديد من المخرجين الى هذا الموضوع انطلاقا من تجربتهم الخاصة التي طبعتها ظروف قاسية وتركوا شهادات صارخة بواقعيتها حول مرارة الاغتراب الارادي أو القسري التي يعيشها ملايين الأشخاص عبر العالم. من جهة أخرى، أبرز السيد عامر اهتمام الوزارة بتشجيع المبادرة الثقافية التي يتجدد فيها باستمرار توثيق روابط التواصل بين المغرب وأبنائه في المهجر ويبرز مدى عطائهم الذي لايقل أهمية عن جهودهم في تنميته وتقدمه، موضحا أن الثقافة تشكل عنصر استقرار للأجيال الصاعدة من الهجرة، وعاملا مهما في ترسيخ الشعور لديها بالانتماء لبلد ذي تاريخ وثقافة وحضارة عريقة مما يساعدها على الاندماج في مجتمعات دول الاستقبال دون مركب نقص. ومن جانبه أشار رئيس جمعية المبادرة الثقافية السيد ادريس مبارك أن الهجرة أضحت موضوعا يخلق جذبا قويا لصناع الفن السابع، موضحا ان هذه الظاهرة العابرة للدول والقارات تشكل من حيث تداعياتها المختلفة مجالا للنقاش حول مختلف الأسباب التي تدفع الملايين الى ركوب الهجرة سواء بصفة فردية أومن خلال النزوح الجماعي. واعتبر أن الاستمرارية الفنية لمهرجان أكادير السينمائي "السينما والهجرة" تعود بالأساس إلى الاهتمام الشديد، الذي انخرط فيه مبدعو السينما لانتاج أفلام من ظاهرة الهجرة وبخلفيات متعددة ومتباينة. وسيتم خلال هذه الدورة تكريم وجهين بارزين من وجوه السينما الوطنية والدولية، ويتعلق الأمر بالفنانة المغربية المتألقة نعيمة المشرقي والمخرج الجزائري مرزاق علواش. كما أن المهرجان سيعرف تنظيم موائد مستديرة تهم "التناوب السينمائي للرواية المغاربية" و"العلاقات المغاربية وإشكالية التبادل الثقافي"، بالاضافة إلى عدة ندوات ولقاءات بتعاون مع المرصد الجهوي للهجرات: المجال والمجتمع، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، يشارك فيها باحثون ومهتمون بقضايا الهجرة، تتناول مواضيع تهم "تصور الشباب للهجرة" و"التعاون الثقافي بين دول المغرب العربي" و"نقل الرواية المغربية إلى السينما". ويشتمل البرنامج أيضا على تنظيم ورشة سينمائية ينشطها المخرج المغربي محمد الكراط لفائدة الطلبة من المهتمين بالفن السابع ستحتضنها جامعة ابن زهر. وبالموازاة مع ذلك ووسعيا من جمعية المبادرة الثقافية في عملية التحسيس وبشراكة مع جمعية "ما تقيش ولدي"، سيتم تنظيم حفل فني سيحييه ثلة من الفنانين والمطربين المغاربة، يليه عرض فيلم قصير تحت عنوان "صمت بصوت عال" للمخرج إدريس الإدريسي. وستشهد هذه الدورة عرض أفلام سينمائية: "شمالا" لروبيرطو بيريزكانو، و"حرارة" و"باب الويب" لمرزاق علواش، و"الدار الكبيرة" للطيف لحلو، و"الغياب" لماما كيتا، و"مسار لاجئين" لعلي بنجلون، و"بدون كلام" لعثمان الناصري، فضلا عن عرض أفلام مغربية متنوعة عبر القافلة السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي.