في الطريق إلى قاعة الإفتتاح الكبيرة بمنطقة الجميرة الراقية بدبي، لم يتعب الممثل الكويتي داوود حسين، ولا الممثل المصري الشاب خالد أبو النجا، في الإلحاح على الشكر لما تم تخصيصه لهم من حفاوة استقبال في مراكش، بمناسبة الدورة الجديدة لمهرجان مراكش الدولي للسينما المقامة حاليا بالمغرب. كانت المقارنات تتم بين المهرجانين، وكان الحديث مع عدد من الحضور العرب الآخرين، في ردهات قاعة الإفتتاح تلك، لا يسقط من الكلام تداعيات ما ذهبت إليه نتائج مباراة مصر والجزائر في كرة القدم، وخطأ قطع العلاقات الفنية من قبل مصر مع الفنانين الجزائريين. ولعل ما جعل هذا الموضوع يحضر بقوة في مختلف الحوارات، هو الحضور الكبير جدا لصف من الممثلين والمخرجين المصريين الدورة الجديدة من مهرجان دبي الدولي للسينما في دورته السادسة. وهو حضور يكاد يشبه إنزالا فنيا، نوعية وقيمة وعددا، الأمر الذي أرجعه الكثيرون إلى رغبة القاهرة في مصالحة ما مع العرب بالشكل الذي يمسح الصورة السلبية التي خلقتها العديد من ردود الفعل العنيفة من قبل العديد من نجوم الفن بمصر ضد الشعب الجزائري والشعوب المغاربية عموما وضمنها المغرب. فيما ذهب البعض إلى أن ذلك راجع فقط إلى التكريم الذي خصص في هذه الدورة للفنانة المصرية القديرة فاتن حمامة، إلى جانب الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان. ولعل المثير في الأمر هو غياب فاتن حمامة عن الحضور لتسلم جائزتها أثناء حفل الإفتتاح إلى جانب الممثل الهندي الذي تسلم جائزته مباشرة من الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي ترأس حفل الإفتتاح. وهو الغياب الذي لم يحدد سببه، خاصة وأن عرض تقرير مصور تم من خلاله حمل الجائزة من دبي إلى القاهرة وتسليمها للفنانة المصرية ببيتها، قد أكد أنها في صحة جيدة. بالتالي، فإن سبب الغياب لم يتم توضيحه. في حفل الإفتتاح أيضا، سيتم عرض فيلم « ناين تسعة « للمخرج الأمريكي روب مارشال، صاحب الفيلم الشهير « شيكاغو»، وهو ثاني عرض له في العالم بعد العرض الأول في لندن من أيام قليلة، وقبل العرض الثالث بلوس أنجلس الأمريكية. والفيلم، عبارة عن قصيدة سينمائية بادخة حقا، جمعت نجوما كبار دفعة واحدة، مما منحه سموا فنيا غير مسبوق. لأنه حين تتجاور صوفيا لورين و بينيلوبي كروز ونيكول كيدمان وجودي دينش وماريون كوتيلارد وكيت هدسون، مع ممثل كبير من طينة دانيال يد لويس، فإن المتعة العالية مضمونة. ولعل المتعة ستتواصل خلال أيام المهرجان الثمانية في أكثر من مسابقة للمهرجان (جائزة المهرجان وشعاره)، لعل أقواها المسابقة العربية (ضمن أعضاء تحكيم لجنتها الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي)، حيث تمة أفلام جادة وقوية مثل « حراقة» و «أمريكا»، والجميع يؤكد هنا أن المنافسة ستكون شديدة هذه الدورة. فيما تشارك أفلام إفريقية هامة في مسابقة المهر الآسيو إفريقي (ضمن أعضاء لجنة تحكيمها المخرج المغربي نورالدين لخماري). ولعل في ما قاله رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، أنه تشارك 55 دولة ب 168 فيلما، بينها 29 فيلما يعرض لأول مرة في العالم، ما يعكس بعضا من قيمة المهرجان الفنية الدولية الراسخة. في ندوة صحفية للمثل الهندي أميتاب بيتشان، ببهو المهرجان، سألته صحفية إنجليزية عن سر شبابه الدائم وبسمته التي بلا ضفاف، فقال: « السر في مثل هذه المؤتمرات الصحفية، حيث أسعد بلقاء ناس جميلين مثلك»، فضجت القاعة بالضحك والتصفيق. وهي القاعة التي ينتظر أيضا أن تشهد حدثا كبيرا يتمثل في حضور الملكة رانيا زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إحدى الندوات الفنية.