رشح المخرج المصري، أحمد عبد الله، الفيلم المكسيكي "شمالا" لمخرجه ريكوبيرطو بيريز كانو، الذي يدخل في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، للفوز بالجائزة الكبرى لهذه الدورةسناء عكرود ويرأس لجنة تحكيم هذه الدورة المخرج الإيراني عباس كياروستامي، لأن أحداثه تحكي حالة إنسانية تختزل معاناة العديدين، والتطلع إلى وهم "الفردوس المفقود". وقال عبدالله في حديثه إلى"المغربية" إن شريطه السينمائي "هليوبوليس"، الذي يدخل هو الآخر غمار المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش، هو أول أعماله السينمائية كمخرج بعد قضاء 10 سنوات في الإنتاج، مضيفا أنه يعتبر من أهم الأفلام المصرية من حيث الإيقاع والسرد السينمائيان، لاقتصار كل أحداثه في حي مصر الجديدة، لأنه اختار يوما في حياة شخصيات تتحرك جميعا في منطقة "الكوربة"، دون أن تتقابل، إذ حاول الفيلم تقديم شخصياته الخمس، التي تعاني أزمات يومية متكررة، منها الطبيب، الذي يجسده هاني عادل، أحد أعضاء فريق وسط البلد الغنائي، الذي يرغب في الهجرة، ويسعى لإنهاء تحضير أوراقه للالتحاق بوالدته وشقيقه في المهجر، ويعرض شقته في مصر، الجديدة للبيع، وخالد أبو النجا، الباحث الذي يقوم بإجراء بحث عن الأقليات في مصر ويعاني قصة حب فاشلة، وحنان مطاوع، التي ترغب هي الأخرى في الهجرة إلى فرنسا، وتهرب من منزل أهلها في طنطا، ببعثها برسائل تؤكد لهم من خلالها أنها تعمل في باريس، رغم أنها تعمل في فندق متواضع بمنطقة الكوربة في مصر الجديدة، لينتهي الفيلم بعودة شخصيات الفيلم إلى منازلها لاستكمال حياتها اليومية. وأضاف المخرج المصري أن شريطه السينمائي، الذي مثل مصر في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، أعطى للشخصية المسيحية مساحة شاسعة على الشاشة برقة شديدة، مضيفا أن كل أبطال الفيلم أجادوا أداء أدوارهم بشكل جيد من ضمنهم خالد أبو النجا، الذي اختصر ردود أفعاله وتلقائيته في حدود الدور الذي أسند إليه. وأشار أحمد عبد الله إلى أن السينما المستقلة بدأت في إثبات قدرتها على الحضور داخل أميركا وخارجها، وانتقل تعبيرها إلى مصر لتحمل خصوصية أخرى، باعتبارها أفلاما بعيدة عن هيمنة شركات الإنتاج الكبرى. من جانبه أكد المخرج المصري، يسري نصر الله، أن سيناريو فيلم "احكي يا شهر زاد"، الذي عرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أثار انتباهه لحكاية القسوة، التي تكسر هموم الناس في السياسة، ويحكي عن قهر المرأة المصرية. وأضاف المخرج المصري، في لقاء مع"المغربية" أن أحدات الفيلم تدور حول مذيعة شابة تقوم بدورها منى زكي متزوجة من صحافي يعمل في إحدى الجرائد القومية، يختلفان في مواقفهما وميولاتهما، رغم علاقة الحب التي تربط بينهما، إذ تقوم منى زكي بمواجهة الواقع وتعريته، في الوقت الذي يطمح فيه زوجها إلى منصب رئيس التحرير، ويقدم الفيلم تطورا في حياة المذيعة منى زكي عندما يطالبها زوجها بتخفيف لهجتها في مهاجمة النظام السياسي، بناء على وعود حصل عليها بتعيينه رئيسا للتحرير، فتحاول أن تتفادى التصادم مع زوجها لتقديم لقاءات مع نساء يشكلن حالة متفردة، وينتهي الفيلم بعرض المذيعة منى زكي لحالتها، لأنها تعرضت للتعنيف من طرف زوجها، لأنه حملها سبب عدم حصوله على المنصب. الشريط يعري الواقع ويشير إلى أن العلاقات الإنسانية لا يمكن أن تنمو في وضع يعمه الفساد. وأعرب يسري نصر الله، الذي كان ضمن لجنة التحكيم في الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن إعجابه بفيلم "شقوق" لمخرجه المغربي هشام عيوش، الذي يتكلم عن علاقة حب قاسية، نادرا ما يجري اعتمادها في الأفلام السينمائية، مضيفا في السياق ذاته أن علاقته بالسينما المغربية قديمة نظرا للاهتمام، الذي يوليه للأفلام المغربية التي تناقش مواضيع جميلة تحظى بالإقبال الجماهيري من طرف الجمهور والمهتمين بالشأن السينمائي. وقال نصر الله إن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أصبح يحظى بشهرة عالمية لأنه ينتقي الأعمال السينمائية الأولى والثانية للمخرجين، من أجل اكتشاف مواهب وأفلام جديدة، ما يشكل رهانا حقيقيا لمهرجان مراكش، الذي جرى اعتماده من طرف إدارة المهرجان، بالإضافة إلى الحضور المكثف للجمهور المغربي المتعطش للسينما. وبخصوص اختياره للفنانة المغربية سناء عكرود للعب أحد الأدوار الرئيسية في شريطه السينمائي، أكد يسري نصر الله أن ذلك جاء بناء على العلاقة، التي كانت تربط الممثلة المغربية بمنتج الفيلم، الذي اقترح عليه الممثلة المغربية بعد مشاهدة بعض أعمالها الفنية، التي شاركت فيها، باعتبارها فنانة كبيرة تتقن الدور، الذي يسند إليها، خاصة أنه وجد صعوبة في اختيار ممثلة تشبه إلى حد كبير الممثلة المصرية منى زكي ليقع اختياره في الأخير على سناء عكرود، بعد اقتناعه بمؤهلاتها الفنية في مجال السينما.