خرج فيلم «الرجل الذي باع العالم» ممثل المغرب، خاوي الوفاض من مسابقتي الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للسينما بمراكش التي اختتمت فعالياتها مساء أول أمس السبت، وأعاد إلى الأذهان سيناريو مسابقة السنة الماضية التي لم يفز فيها فيلم «قنديشة» للمخرج أوليفار كوهين بأي جائزة. واعتبر متتبعون لفعاليات هذه الدورة أن عدم فوز فيلم «الرجل الذي باع العالم» بأية جائزة كان منتظرا بالنظر إلى ما أثاره الفيلم سالف الذكر من ردود فعل منتقدة لمستوى هذا العمل السينمائي الذي استغرب بعض المتتبعين تمثيله للمغرب. كما انتقد البعض اختياره لتمثيل المغرب رغم تقديمه صورة غير صحية عن السينما المغربية. من جهة أخرى، فاز الفيلم المكسيكي «شمالا» بالنجمة الذهبية للدورة التاسعة لمهرجان مراكش، وقدمها رئيس اللجنة المخرج الإيراني الشهير عباس كيروستامي لمخرج الفيلم ريكوبيرطو بيريوز، هذا الأخير عبر عن سعادته البالغة بالفوز بهذه الجائزة، وقال إنه بهذا التتويج يتقاسم نشوة الفوز بهذه الجائزة مع المراكشيين والمكسيكيين، محييا في الأخير مدينة مراكش. وشهدت دورة هذه السنة اقتسام جائزة التحكيم بين الفيلم البلجيكي «البارونات» والفيلم الماليزي «ابنتي»، ولم يخيب الفيلم البلجيكي توقعات المتتبعين لهذه الدورة، إذ رشحه عديدون بعد عرضه للفوز بإحدى الجوائز المبرمجة في دورة هذه السنة من مهرجان مراكش. وعبر مخرج «البارونات»، نبيل بن يادير، عن سعادته للفوز بجائزة في أولى تجاربه السينمائية، واعدا ببذل مزيد من الجهد والاجتهاد، مقدما الشكر للمنظمين. وجدير بالذكر أنه بمجرد ما تم الإعلان عن فوز الفيلم البلجيكي، عمت القاعة حالة من الفرحة، على اعتبار أن الفيلم شهد مشاركة مغربية تجسدت في حضور كل من صلاح الدين بنموسى وفاطمة وشاي، بالإضافة إلى أن مخرج الفيلم هو من أصول مغاربية حاول أن يسلط الضوء على واقع الهجرة والمهاجرين من شمال إفريقيا بأسلوب كوميدي أثار اهتمام العديد من المهتمين الذين تنبؤوا بفوزه بإحدى الجوائز، مع التذكير بأن الفيلم خلف ردود فعل جيدة في القاعات البلجيكية واستطاع أن يحقق نسبة متابعة مهمة في هذه القاعات السينمائية. وعقب فوز الفيلم الماليزي «ابنتي» بجائزة لجنة التحكيم، اعتبرت مخرجة الفيلم شارلوت ليم لاي كيون أنه من الجميل أن يفوز فيلم قادم من بعيد، من آسيا. وراهنت اللجنة المنظمة لهذه السنة على السينما الأسيوية بشكل كبير، من خلال حضور العديد من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية أو خارج المسابقة، كما خصصت تكريما للسينما الكورية، واحتفت بالسينما التايلاندية. من جانب آخر، اختيرت الممثلة الهولندية لوفير ليك كأحسن ممثلة لهذه السنة عن دورها في فيلم «لاشيء خصوصي»، وتسلم قنصل هولندا بالمغرب الجائزة نيابة عن الممثلة التي قال إنها لم تستطع المجيء بسبب التزامها بتصوير فيلم في إيطاليا، والتي أبدت اعتزازها بالفوز بهذه الجائزة. وفاز الممثل الدانماركي سيرون ميلفيل بجائزة أحسن ممثل في دورة هذه السنة، عن دوره في فيلم «حب وغضب»، وعبر عن شكره للمخرج الذي وضع فيه ثقته ومنحه الفرصة للقيام بدور مهم في مساره المهني. وبلغة إيرانية صرفة، أكد المخرج عباس كيروستامي صعوبة اختيار الأفلام الفائزة خلال هذه السنة، وتمنى ألا يشعر بالخيبة كل من راهن على فوز فيلم معين ولم يفز، لأن قرار لجنة التحكيم هو الفيصل، وأضاف أن الاختيار يستند على التصويت والأغلبية، وأحيانا لا يتم اختيار فيلم جيد، وتمنى أن تكون هذه المبررات مهدئا لهؤلاء. جدير بالذكر أن لجنة تحكيم هذه السنة تضم كلا من عباس كيروستامي والمخرج المغربي لحسن زينون وفيراري، الممثلة فاني أردان، المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، والمخرج الفرنسي كريستوف هونوري، والممثلة الإسبانية ماريسا باريديس، والمخرج البريطاني مايك فيكيس، والمخرجة الهندية نانديتا داس، والمخرج الأرجنتيني بابلو طرابيرو.