يندرج فيلم »هليوبوليس« لمخرجه أحمد عبد الله المشارك في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة لمهرجان مراكش للفيلم الدولي - بحسب مجموعة من النقاد - في سياق التجارب السينمائية المستقلة التي يقودها ثلة من الشباب السينمائيين في مصر وبميزانيات بسيطة. وذهب مهتمون إلى أن فيلم« هليوبوليس« يعد أول تجربة قدمها مخرج واع وعلى دراية بلغة سينما مختلفة عن السائد، وبلغة بصرية وانفعالية معتمدا بالأساس على ممثلين شباب، بعضهم لهم باع في مجال السينما مثل خالد أبو النجا بطل الفيلم، والممثلين حنان مطاوع ويسرى اللوزي، وممثلين في أولى تجاربهم التمثيلية مثل محمد برقيع في مقابل من لهم تجربة كالممثلة القديرة عايدة عبد العزيز. وفيلم »هليوبوليس«، وهو اسم يوناني قديم معناه مدينة الشمس استعمل باسم عين شمس، يقدم واقعا معاشا ولم يحاول تقديم حلول بل فسح المجال للتأويل لمجموعة قصصه التي تناولها وتدور في ليلة واحدة في قلب إحدى ضواحي القاهرة حيث ينتقل الموضوع من حي شمس الشعبي إلى مصر الجديدة أحد الأحياء الراقية أو هكذا كان الحال قبل زحف قيم التدهور. وتسير الأحداث بشكل متواز فيما بينها حتى صباح اليوم الجديد حيث العمل على رصد التحولات والتغييرات السياسية والسوسيولوجية والثقافية التي عرفها الحي ومن خلاله مصر على مدى الخمسين سنة الماضية. والفيلم بذلك يقدم مرئية حزينة لزمن جميل لحي هليوبوليس بطرازه المعماري الفريد وموروثه الثقافي وبعد أن مسته تحولات عاصفة أصابت البلد بأكمله أضحت رمزا للتشويه المتعمد لصور الجمال والتعددية والتعايش. وبإيقاع بطيء ودراما أفقية يرصد الفيلم التحولات التي طرأت على المكان والبلاد من خلال بطل الفيلم الذي يجري بحثا عن هذه التغيرات عبر محاورة أشخاص حقيقيين يعيشون بمصر الجديدة. وبعد مشاهد تبرز إحباطات بطل الفيلم والواقع المتأزم ينتهي اليوم الذي جمع شخصيات الفيلم بنوع من الإخفاق فيما عزموا العقد على إتمامه خلال هذه الليلة لينام الجميع وتستمر الحياة كما هي عليه. ويخلص المخرج إلى أن مختلف الأوجه في مصر قبل 1952 كانت أفضل. تبقى الإشارة إلى أن الفيلم شارك في عدة مهرجانات وحاز مؤخرا على شهادة تقدير من لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة ساويرس للسيناريو الأصلي للعمل الأول أواخر سنة 2007.