تتواصل بالعاصمة المصرية، القاهرة، عروض الأفلام المشاركة، ضمن مختلف المسابقات المتنافس عليها، ضمن الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.لقطة من فيلم هيليو بوليس الذي سيمثل مصر في مهرجان مراكش الدولي ومن أبرز الأفلام، التي عرضت ضمن المسابقة الرسمية لأفلام "الديجيتال"، التي استطاعت جلب أنظار الجمهور المصري، الفيلم الهنغاري "دائرة الساحرات" لمخرجه ديجو جيكموند. وأكد المخرج في حديث ل"المغربية"، أن أحداث الفيلم تدور في الوقت الحالي وليس من زمن بعيد، إذ يوجد حتى الآن من يؤمنون بالخرافات والسحر، موضحا أنه برر تصديقهم للخرافات بأنهم شعب أصابه الملل من كثرة الشقاء والعمل، لذلك هم يهربون من تعبهم بحكي الخرافات والقصص الغريبة والمثيرة. وأوضح المخرج أنه انتهى من تصوير الفيلم في شهر فبراير الماضي، وأنه حقق نجاحا كبيرا عند عرضه وحصد إيرادات جيدة، واعترف بأن بعض اللقطات التي صورت في الفيلم لم تكن جيدة، يرجع إلى أن معظم العاملين في الفيلم كانوا من الهواة وليسوا محترفين، لأن ميزانية العمل ضئيلة جدا. وأشار المخرج إلى أن الفيلم مستوحى من الواقع ومأخوذ عن قصة حقيقية، إذ يوجد جزء في هنغاريا، عبارة عن مجتمع صغير منغلق على نفسه، وله معتقدات وخرافات مرتبطة بالسحر وجميعهم يؤمنون بها. وعن سبب اختفاء أبطال الفيلم الثلاثة، ووضع أهالي البلدة حفنة من التراب في نعش، قال المخرج ل"المغربية"، إنه قصد بذلك أن يجعل النهاية مفتوحة، كي يستطيع كل مشاهد أن يتخيل النهاية بنفسه ومسألة وضع حفنة من التراب في النعش رمزت لموتهم. وضمن مسابقة الفيلم الدولي، عرض الفيلم اليوناني "عبيد لديونهم"، لمخرجه تونيوس ليكورسيس، وتدور أحداثه أوائل القرن العشرين في مدينة كورنو، بين عائلتين هما، أوفيوماهوس، وسوزومينوس، تنشأ بين ابنيهما قصة حب، لكنها لا تكتمل وتتوالى الأحداث. وتدور أحداث الفيلم حول قصة فتاة تدعى ليلى، محكوم عليها بالسجن مدى الحياة، لتخرج بعد انقضاء مدة عقوبتها، وتعمل في دير، لكنها تعيش طوال الوقت في قلق شديد، بسبب عملها في خدمة القس الأعمى جاكوب. وضمن المسابقة العربية للمهرجان، عرض فيلم "هليوبوليس"، وشهد العرض إقبالا جماهيريا كبيرا، أدى بدوره لحدوث مشاداة بين رجال الأمن والحضور في قاعة العرض. ويعد فيلم "هليوبوليس" واحدا من أهم الأفلام التي تشهدها السينما المصرية أخيرا، من حيث الإيقاع والسرد السينمائي، الذي اختاره مخرج ومؤلف الفيلم أحمد عبد الله السيد، باقتصار كل أحداث الفيلم على حي مصر الجديدة، تحديدا في "الكوربة"، حيث اختار يوما في حياة شخصيات مأزومة لا تتقابل، ولكنها تتحرك في المنطقة نفسها، أي "الكوربة". نجح الفيلم، منذ اللقطات الأولى، حسب النقاد المصريين، في تقديم شخصياته الخمسة، التي تعاني أزمات يومية متكررة، منهم الطبيب، الذي يجسده هاني عادل أحد أعضاء فريق وسط البلد الغنائي، الذي يرغب في الهجرة، ويسعي لتهييء وثائقه للحاق بوالدته وشقيقه خارج مصر، ويعرض شقته في مصر الجديدة للبيع، يتقدم خطيبان لشرائها لإتمام زواجهما. خالد أبو النجا، الباحث الذي يجري بحثا عن الأقليات في مصر، ويعيش قصة حب فاشلة، وحنان مطاوع التي تتطلع هي الأخرى إلى الهجرة إلى فرنسا، وتهرب من منزل أهلها في طنطا، وتكتفي بإرسال رسائل تؤكد لهم فيها أنها تعمل في باريس، رغم أنها تعمل فى فندق متواضع بالكوربة، هذا بخلاف العسكري، الذي يجلس على إحدى بنايات الكوربة صامتا، لا ينطق بكلمة، يقضي يومه كله فى غرفته يستمع إلى الإذاعة المصرية، مكتفيا بمصادقة كلب من كلاب الشوارع، ويطعمه الخبز، لينتهي الفيلم بالشخصيات جميعها، وهي تعود إلى منازلها لاستكمال حياتها اليومية. رغم أن الفيلم هو العمل الأول لمخرجه الذى قضى يعمل فى مجال المونتاج لمدة 10 سنوات، إلا أنه يؤكد ميلاد مخرج موهوب، يملك إيقاعا وإحساسا مختلفا، ورغم الإحساس باليأس الذى يصاحب أغلب شخصيات العمل، إلا أن الفيلم يضج بالحياة، ويرثى مصر الليبرالية. يستحق المخرج شريف مندور، منتج الفيلم، حسب الناقد المصري خالد المغراوي، التحية، لتبنيه هذه النوعية من التجارب السينمائية المختلفة، التى تساعد على بث الروح فى السينما، بعيدا عن السينما التجارية، وسبق له تقديم فيلم "عين شمس" للمخرج إبراهيم البطوط، وحاليا "هليوبوليس"، الذي مثل مصر فى عدة مهرجانات، أخيرا، من بينها "سالونيك" السينمائي الدولي، و"الشرق الأوسط" بأبو ظبي، وبيروت السينمائي أيضا، كما سبق وحاز السيناريو الأصلي للفيلم على جائزة "ساويرس" للعمل الأول أواخر عام 2007. وينتمي الفيلم إلى السينما المستقلة ذات الميزانيات البسيطة، ومن المنتظر أن يمثل، مصر ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم ما بين 4 و12 دجنبر المقبل، حسب ما علمت "المغربية". يذكر أن فعاليات المهرجان ستختتم يوم الجمعة المقبل، بالإعلان عن أسماء الفائزين بمختلف جوائز المهرجان في الأصناف الثلاثة، التي تعرف مشاركة العديد من الأفلام من مختلف الدول، من بينها الفليمان المغربيان "موسم لمشاوشة" لمحمد عهد بنسودة ضمن مسابقة الفيلم العربي، و"فينك أليام" لإدريس اشويكة، ضمن المسابقة الدولية للفيلم.