يتضمن البرنامج العام للدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عرض مجموعة من الأفلام المغربية المبرمجة، ضمن مختلف أجزاء المهرجان.عزت أبو عوف في افتتاح المهرجان ويتقدم هذه الأفلام، كل من فيلم "فينك أليام" لإدريس اشويكة، الذي يتنافس على جوائز المسابقة الدولية، إلى جانب العديد من الأعمال العالمية، من بينها الفيلم المصري "عصافير النيل"، الممثل الوحيد لبلاد الفراعنة، خلال هذه الدورة، فضلا عن فيلم "موسم لمشاوشة" لمحمد عهد بنسودة، الذي يعرض حاليا في العديد من القاعات السينمائية الوطنية. وتتوزع المشاركة المغربية الأخرى بين أفلام عرضت، خلال الدورة الماضية من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وهي أفلام "بحيرتان من الدموع" لمحمد حسيني، و"فرنسية" لسعاد البوحاطي، وهي الأفلام التي رحب بها الجمهور المصري، باعتبارها تؤسس لحركة سينمائية جديدة يعيشها المغرب، في ظل الإمكانات المتوفرة حاليا للفن السابع المغربي، حسب ما أبرزته المنتجة التونسية، مريم العرفاوي ل"المغربية"، مؤكدة أن السينما المغربية استطاعت في الآونة الأخيرة فرض نفسها في كبريات التظاهرات العالمية، وحققت التتويج بعدد من أفضل الألقاب في العالم. ويتضمن الحضور المغربي، خلال هذه الدورة، أيضا، عرض فيلم "كازا نيغرا" لمخرجه نور الدين لخماري، المتوج أخيرا، بالعديد من الجوائز، ضمن مهرجاني دمشق وبروكسيل السينمائيين. ويشارك الفيلم المغربي، ضمن الفقرة الخاصة بعروض ثمانية أفلام أجنبية مرشحة لجوائز الأوسكار، برسم الدورة المقبلة. وأبرزت المنتجة التونسية ل"المغربية"، أن السوق السينمائية المغربية أضحت تعرف انتعاشا دائما، ما أهلها لتكون قبلة للعديد من التظاهرات والملتقيات الفنية العربية والعالمية، باعتبارها سينما استطاعت أن تمزج بين الحضارة الماضية وبين الجديد التقني، الذي أضحى يميز الإنتاج السينمائي العالمي. وأشارت العرفاوي إلى أن باب السينما المغربي انفتح على مصراعيه لتكسير الحدود الجغرافية، بهدف جعل السينما تتكلم جميع اللغات. من جهته، قال الناقد العراقي، خالد العزمي ل"المغربية"، إن الأفلام المغربية المشاركة خلال هذه الدورة، تعكس ما أضحت تعيشه السينما المغربية، في ظل التحرر الفكري الذي يواكب مسارها، بالإضافة إلى اعتمادها على معايير عدة، من بينها معيار التنوع في المواضيع، وانفتاحها على محيطها الخارجي، ما جعلها تتلقى شعبية كبيرة داخل وخارج المغرب. ولن تخرج المواضيع الإجمالية لمختلف الأعمال المعروضة، ضمن البرنامج العام لهذه الدورة، عن طبيعة التيمات التي نوقشت في الدورات الماضية، وتتركز خاصة على المواضيع الاجتماعية والتعريف بالمؤهلات الثقافية والفكرية لبلدان ما، بالإضافة إلى جعل المواضيع السياسية الآنية محاور أساسية، ضمن بعض الأعمال، للوقوف على آخر المستجدات التي يعرفها العالم. ومن بين تلك الأعمال السينمائية، الفيلم العراقي "فجر العالم"، الذي أنتج السنة الماضية وشارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية، كما حظي بإشادة نقدية جيدة. ويشكل الفيلم واحدا من أقوى الأعمال المعروضة خارج المسابقة الرسمية، بعد تعبير العديد من النقاد السينمائيين الحاضرين عن إعجابهم بمستوى الفيلم، الذي أخرجه عباس فاضل، وجسد فيه دور البطولة كل من النجمة الفرنسية الصاعدة حفيظة حرزي، التي سبق أن نالت جوائز التمثيل في مهرجانات دولية مثل فينسيا وبرلين، والفنانة الفلسطينية هيام عباس، والممثل اللبناني كريم صالح، ومعهم عدد من الممثلين العراقيين والمصريين. وصورت أحداث الفيلم في أماكن مختلفة في مصر، منها القاهرة، وبحيرة المنزلة بالقرب من بورسعيد، وقرية النسايمة، وواحة الفرافرة، والصحراء البيضاء، لاستحالة إمكانية التصوير في العراق، بسبب تردي الأوضاع الأمنية. تدور أحداث الفيلم في منطقة الأهوار، الواقعة في دلتا نهر دجلة، التي يعيش سكانها في بيوت من القصب، منذ آلاف السنين، من العراقيين الهاربين في زمن الحرب العراقية الإيرانية والانتفاضة الشعبية عام 1991، وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى الأمر بتجفيفها، ما تسبب في وقوع كارثة بيئية كبرى ستبقى راسخة في ذاكرة الإنسانية، كواحدة من أسوأ الكوارث البيئية. ويروي الفيلم قصة حياة شخصية "مستور" يجسدها وليد أبو المجد و"زهرة" وتلعب دورها حفيصة حرزي، وهما قريبان يسكنان أهوارا بالجنوب العراقي، وبعد إقامة حفل زفافهما السعيد تتفجر الأوضاع في العراق، إيذانا بانطلاق حرب الخليج، ويجري إرسال "مستور" مع الجيش إلى خط النار ويلتقي ب"رياض" أو كريم صالح، وهو مجند من بغداد، وهناك تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية، ويصاب "مستور" في أرض المعركة، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يطلب من "رياض" أن يعده بالبحث عن "زهرة" والعناية بها. من ناحيتها، فإن مصاعب "زهرة" أكبر من أن تسمح لنفسها بمبادلة "رياض" مشاعر الإعجاب، أما هو فيحاول الفوز بقلبها ما يحول هذا الوضع المتأزم إلى مأساة حقيقية تضعه أمام موقف صعب للغاية. وتتوزع المشاركة العربية، أيضا، خلال هذه الدورة، إلى جانب المغرب والعراق، ومصر البلد المضيف، بعرض أعمال أخرى تمثل فلسطين، وتونس، والجزائر التي تحظى بتكريم خلال، هذه الدورة، وسوريا، فضلا عن مشاركة مجموعة أخرى من الدول المنتمية للقارة الإفريقية جنوب الصحراء، التي سيحتفي بها المهرجان عبر تخصيص ليلة خاصة بالسينما الإفريقية. يذكر أن فعاليات المهرجان متواصلة إلى غاية العشرين من الشهر الجاري، من خلال عرض مجموعة من الأعمال، ضمن المسابقات الثلاث المتنافس عليها، وهي مسابقة الأفلام التلفزيونية "أفلام الديجيتال"، ومسابقة الفيلم العربي، والمسابقة الدولية.