حين نتأمل الخطاب التربوي الوطني الرسمي ، وندقق النظر في حمولته الفكرية التي تتغيى الإصلاح عبر رزمانة من القرارات ، والتمظهرات التي تتخذ شكل منتديات الإصلاح أحيانا ، والمجالس العليا (المجلس الأعلى للتعليم ) منها والدنيا ( مجلس التدبير) ، أحيانا أخرى ، وما يوجد على ارض الوقائع من نماذج بنقائص مشينة ، فإننا نصاب بخيبة أمل بحجم المرارة، وحجم ما نحاول إقناع أنفسنا به من بريق / سراب ، لن يتحقق على ارض واقع يحمل من الزيف أكثر مما يحمل من الموضوعية. فهل باستطاعتنا أن نتصور أن لجنة تقنية من المختبر العمومي للدراسات والتجارب توصي بالإفراغ الفوري لبناية مؤسسة وادي الذهب التعليمية وذلك بتاريخ 9 أكتوبر 2001، في انتظار إجراء خبرة مدققة في الموضوع ،ولم يمض على بناء المدرسة - بمدينة القصر الكبير بنيابة العائش، من طرف عمالة إقليمتطوان (صفقة رقم 3 ج ب /84) واستكمل بناؤها من طرف المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير (صفقة رقم 96/9)، وتم استلامها مؤقتا بتاريخ 30 يونيو 1997- سوى ست سنوات ، ذلك انه تم بناؤها أواخر سنة 1994. ليكون لهذا القرار انعكاساته السلبية على المتعلمين وأسرهم ، حيث تم توزيعهم على المؤسسات المجاورة بنفس القطاع المدرسي ، وتبقى الدراسة مقتصرة بالمدرسة على جناح ثانوي مفكك يشمل أربع حجرات ، ولامتصاص الإقبال المتزايد على التعلم ، تم بناء أربع حجرات أخرى صلبة فيما بعد ، كل هذه الحلول الترقيعية لم تستطع تلبية طلبات الساكنة القاطنة بحي يقع مباشرة في حزام الفقر الهامشي . واليوم وبعد انقضاء الضمانة العشرية ، وبعد انتقال عدوى التشققات للحجرات الإضافية البديلة ، وبعد المراسلات المتكررة للمصالح الوصية الإقليمية والجهوية من طرف الإدارة والشركاء ، يحق لنا أن نتساءل عن مصير البناية /الأم ، والتي تشكل تهديدا مباشرا للمتعلمين ذلك أن قرار الإفراغ لوحده ، غير كاف، ما دامت الحجرات المستعملة ومدخل المؤسسة قريب من البناية التي قد تتهاوى في أية لحظة . للإشارة فقد وجه أحد برلمانيي المدينة ( سعيد خيرون) سؤالا كتابيا حول وضعية المؤسسة ، لوزير التربية الوطنية بتاريخ : 1 شتمبر 2005. وكان جواب الوزارة المؤرخ بتاريخ 14فبراير 2006يقضي بأن تقوم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان، بتحريك هذا الملف لعرضه على القضاء.. ونحن على مشارف 2010، لازال الوضع كارثيا ، رغم نداءات المناشدة التي لم تستطع انتشال المؤسسة من واقع سلبي أرخى بضلاله على ارض الواقع : - عدم الاستفادة من خدمات مشروع جيني ، واستحالة الانخراط في الاوراش التي تستهدف المكتبات المدرسية وغيرها لغياب القاعات المخصصة لذلك . - عدم وجود جناح إداري ، والملاعب الرياضية مما يجعل تجويد الحياة المدرسية عبر الاعتناء بالفضاء أمرا مستحيلا . - استمرار نزيف إرسال تلامذة المستوى السادس إلى مؤسسات بعيدة عن السكان ( 105 تلميذا ) موسم 2009/ 2010. سبق للمسئول الأول عن قطاع التعليم أن دعا إلى تحطيم أسوار المؤسسات ،و لعلم سيادته فالمؤسسة لا تتوفر على سور، سوى ما تطوع لبناء جانب منه ، بعض المحسنين ، والشركاء ، والعاملين : إداريين وتربويين، فهل هم مخطئون.