انطلقت مساء أمس الخميس الدورة الخامسة من المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية ببرنامج حافل من الأنشطة الأدبية والفنية والاجتماعية والرياضية. على طبق افتتاح هذه الدورة، المنظمة بين 23 و26 يوليوز الجاري تحت شعار "اللغة ملاذ الوجود"، قدم مجموعة من الشعراء الأمازيغ روائع قصائدهم التي سمت فيها الكلمات والمعاني وتجاوزت حدود اللغة وعوائق الرموز لتصل إلى أرواح المستمعين. وقد أحيى هذه الأمسية الشعرية، التي حملت عنوان "الشعر روح الشعوب"، كل من الشعراء عبد الرحيم فوزي وعبد الله المنشوري ومحمد أسويق وسعيد أبرنوص ومحمد أشكوك مع أنغام موسيقية من أداء كريم مرسي. على مستوى السهرات الموسيقية، سيكون الجمهور اليوم الجمعة على موعد مع أولى أمسيات المهرجان بساحة الأمم والتي ستحييها كل من "مجموعة ماسينيسا" بصحبة فرقة موسيقية تقليدية من منطقة الريف، قبل فسح المجال أمام مجموعة عبد المالك الأندلسي للطقطوقة الجبلية. كما ستطرب مجموعة "أنتير سيكسيون"، القادمة من هولندا والمتخصصة في غناء الهيب الهوب، جيل الشباب من سكان طنجة وزوارها، لتترك المنصة إلى مجموعتي "تيفيور" و"إثران" من منطقة الريف لاختتام السهرة. ومن المنتظر أن تشهد السهرة الاختتامية يوم الأحد المقبل إقبالا جماهيريا كبيرا نظرا لمشاركة مجموعة "ناس الغيوان" في إحياء هذه السهرة إلى جانب كل من "نوميديا" و"تازيري" وسعيد ماريواري. على مستوى التظاهرات الفكرية للمهرجان، ستحتفي هذه الدورة بالكاتب المغربي الكبير محمد شكري من خلال لقاء بالمقهى الأدبي يشارك فيه الشاعر حسن نجمي إلى جانب محمد أقوضاض وابراهيم الخطيب، وتنشيط الشاعر عبد اللطيف بنيحيى، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي حول حياة الأديب الراحل بعنوان "وجوه في حياة محمد شكري" من إخراج المخرج الشاب زكرياء البقالي. كما سيتناول عدد من الباحثين والسوسيولوجيين تاريخ شمال المغرب من خلال قراءات متعددة في كتاب "أسلمة و تعريب بربر شمال المغرب" للكاتب أنجلو غريللي، يليه شريط حول منطقة الريف بعدسة الكاتب نفسه والذي يتضمن صورا مختلفة من الريف خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. وبمشاركة رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد إدريس اليزمي، سيناقش عدد من الخبراء في مجال الهجرة والحركات الإنسانية في ندوة "الهجرة : الإسهامات والتبادل الثقافي"، دور الهجرة في التنمية، يلي الندوة عرض شريط حول ذاكرة الهجرة المغربية بهولاندا وشريط "الجذور تحيى" الذي يحكي قصة بحث المهاجرين من الأجيال الجديدة عن تاريخهم. كما سيلقي البروفيسور محمد أركون محاضرة حول "تأملات حول مكانة شمال إفريقيا/المغرب في الفضاء الجيوتاريخي المتوسطي" عبر محاولة فهم دور هذه المنطقة الجغرافية في صياغة الحضارة الإنسانية، وهي المحاضرة التي قد تتقاطع مع ندوة "بدايات تاريخ المغرب". كما يضم برنامج التظاهرة تنظيم معارض للمنتوجات التقليدية المميزة لمنطقة الريف ولوحات تشكيلية من إبداع رسامين شباب مغاربة، وتنظيم دوري كرة قدم مصغرة بمشاركة فرق مغربية وأجنبية. وفي كلمة خلال ندوة للإعلان عن انطلاق فعاليات هذا المهرجان، أبرز المنظمون أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان مهرجان الثقافة الأمازيغية، الذي يدافع عن الحوار والتلاقح والتثاقف، يرجع إلى انفتاح هذه المدينة على مختلف الحضارات والثقافات. وأوضحوا أن مدينة طنجة كانت على الدوام فضاء منفتحا ومتسامحا تحتضن الجميع وتتحول إلى رحم تتفاعل فيها الثقافات والحضارات.