أسدلت مجموعة ناس الغيوان ستار المهرجان المتوسطي الخامس للثقافة الأمازيغية بطنجة مساء أمس الأحد باحياء سهرة حافلة بأروع أغانيهم، اهتز الجمهور على إيقاعها وعلت أصواته بكلماتها. "" فقد حج آلاف من أبناء طنجة وزوارها الى ساحة الأمم بالشارع الرئيسي للمدينة للتمتع بلحظات من التجاوب المباشر مع آخر سهرات المهرجان التي أحيتها مجموعة ناس الغيوان، العائدة إلى الأضواء بفضل خبرة عميدها عمر السيد ومهارة شبابها كطارق باطما. وبثت آهات عمر السيد في الجمهور حماسا أحيى في نفوسهم ذكريات أغاني ناس الغيوان سنوات السبعينيات والثمانينيات، وتمايل على الإيقاعات الموسيقية والأصوات الرخيمة لهذه المجموعة الأسطورية التي تجاوزت حدود الوطن نحو العالمية. وقبل اعتلاء الغيوان للمنصة واختتام الحفل، كان الجمهور على موعد مع أنغام أصيلة قادمة من قمم الريف من خلال مشاركة مجموعتي "نوميديا" و"تازيري" والإلقاء المتميز للفنان سعيد ماريواري. وقد تميزت الدورة الخامسة من المهرجان، المنظم تحت شعار "اللغة ملاذ الوجود"، باحتفاء خاص بمغاربة المهجر من خلال توجيه الدعوة إلى مجموعة من الفرق الموسيقية الشابة التي تشق طريقها الفني بنجاح في أوربا، بالإضافة إلى تنظيم معرض "ذاكرة" حول تاريخ المغاربة بهولندا، وكذا عقد ندوة لمناقشة موضع الإسهامات الاجتماعية والثقافية للهجرة. وعلى المستوى الأدبي، احتفت هذه الدورة من المهرجان بالكاتب المغربي الكبير محمد شكري من خلال لقاء فكري بالمقهى الأدبي شارك فيه مجموعة من الشعراء والكتاب والنقاد، فضلا عن عرض شريط وثائقي حول حياة الأديب الراحل بعنوان "وجوه في حياة محمد شكري" من إخراج المخرج الشاب زكرياء البقالي. كما ألقى البروفيسور محمد أركون محاضرة حول "تأملات حول مكانة شمال إفريقيا/المغرب في الفضاء الجيوتاريخي المتوسطي" عبر محاولة فهم دور هذه المنطقة الجغرافية في صياغة الحضارة الإنسانية، وهي المحاضرة التي تقاطعت مع ندوة "بدايات تاريخ المغرب". وفسح المهرجان مكانة خاصة للكلمة، ففي ليلة على ضوء الشموع، قدم مجموعة من الشعراء الأمازيغ روائع قصائدهم في أمسية بعنوان "الشعر روح الشعوب"، حيث سمت الكلمات والمعاني وتجاوزت حدود اللغة وعوائق الرموز لتصل إلى أرواح المستمعين. وحاول المهرجان التعريف بمختلف جوانب الثقافة الأمازيغية عبر معارض للمنتوجات التقليدية المميزة لمنطقة الريف ولوحات تشكيلية من إبداع رسامين شباب مغاربة.