اليوم ليس ككل الأيام إنه ببساطة يوم لتقديم الكشف ،كشف بنتائج آمتحانات طلبة كلية الحقوق بطنجة ،الغريب في الأمر أن الكلمات ربما تخونني في وصف الأجواء الحقيقية وللفضائح التى أزكمت الأنوف ،وإني أتحمل المسؤولية فيما أقول . المتأمل للحظة في لوائح التنقيط المذكورة سيصعق للنتائج الكارثية التى تطبخ في كوزينة الإدارة ،فقد أحصيت بنفسي المئات من الأصفار التى صدحت بها الأوراق قد يقول قائل إنه المستوى الحقيقي للطالب / مستوى الصفر لكن السؤال الأخر هل ياترى أصبحت المستويات متقاربة إلى هذه الدرجة بحيث تساوي صفرا ؟ بمعنى أخر هل مسيرة هؤلاء منذ التعليم الإبتدائي والإعدادي والثانوي ختامته في الجامعة يساوي صفرا ؟؟؟وإن كنت أقول إنه بالفعل نهاية المطاف لتعليم جامعي هو أقرب منه إلى الزّبالة على رأي الأخوة المصريين منه إلى التنوير . الغريب في الأمر حسب ما يحكيه الكثيرون أنه ما عاد في جامعة طنجة ما يفيدك أو يشفع لك عند من يتلاعبون بمصيرك ومستقبلك ،كأن تتفوق في دراستك وتربط الليل بالنهار او حتى أن تجبر على شراء كتب زابورية مقدسة في العرف الجامعي لأن ذلك تحصيل حاصل ،وهو الأساس لمن لا شغل له سوى النفخ في الأرصدة البنكية والحسابات القارونية ونسج العلاقات المشبوهة . القائمون على الجامعة مصابون بداء العظمة هم يحسبون الكل حشرة مقيتة تحتاج للسحق والدوس ذليلنا على ذلك أن لا أحد يخاطبك و يستمع إليك أو حتى ان يتكلم معك سوى الشاوش الذي قد يجيبك في أحسن الأحوال بكلمة لا أعرف وإلا فقد ينهرك هو الأخر بل حتى لو كنت متأكدا أنك تعرضت لظلم فادح وحيف واضح وما أكثره في كلية الحقوق ، فلا داعي والحالة هذه من إتعاب نفسك بطلبات تصحيح النقطة لأن القاعدة الرائجة تقول" خّلص وشكي " ولأن أستاذك الذي (كاد )ان يكون رسولا ،مشغولا بأعماله ووقته ثمين للغاية وسيكتفى برفع حاجبيه آستنكارا لإزعاجك المتكرر له فالفصل فصل راحة والشعار الرائج " أنا وأبنائي والطوفان من بعدي " الخطير في الأمر أيضا أن من يسمون أنفسهم بالمناضلين او أولئك الذين ينتمون للفصائل الطلابية المتناحرة التى لطالما تغنت بهموم الطالب ومشاكله ،ضربتا بالطم وكأن الأمر لا يعنيها في شيء وآختفت وكان الأمر فيه إن...وهي التى دوما أعلنت حروبها المقدسة على من تسميهم البيروقراطين والبورجوازين ...إخ الذين تقول إنهم مختبؤون في قلاع لا تتحرك إلا بلغة التليفونات والطبخات المعدلة على المقاس ،هؤلاء لا يجدون الشجاعة إلا لطحن بعضهم البعض وتعليق البيانات الحماسية وإطلاق الشعارات الجوفاء. الأقفاص الحديدية التى تعلق فيها القلوب قبل النتائج لها حكاية أخرى هي مثلها مثل حائط في مدينة القدس الشريف مع الفرق طبعا ،نسميه نحن بحائط المبكى نبكي فيه زمن الرداءة والفشل وزمن إصلاح جامعي لا ينتهي وهل هناك إصلاح في العالم ليس له نهاية ؟؟؟إنه عندنا نحن في جامعاتنا ومدارسنا الحكومية الفاشلة / إصلاح بل إفشال لجيل بأكمله، وقريبا لن نفاجأ حين تعلن الدولة عن إلغاء الجامعات الحكومية وإغلاقها للأبد او جعلها حكرا على أبناء العظماء والقادة والمصلحين أما نحن فمدارسنا هي مدارس الفقر والجوع والبطالة والأمية ،تلك هي مدرسنا الحقيقية التى شيدوها لنا منذ أمد بعيد آبتدأ من سنة آستقلال هي عندنا نكبة وهل نحن فعلا مستقلون ؟ الله أعلم . الحكاية وما فيها أنهم يريدون منا الرحيل لكننا نقول لهم إن زمن الرحيل قد ولّى وآنقضى وإننا باقون في الميادن وسنرى... [email protected]