اعلنت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية الاربعاء في باريس انه "لم يعد هناك اي شك" بان الحطام الذي عثر عليه في المحيط الاطلسي عائد لطائرة اير فرانس "ايه 330" التي اختفت ليل الاحد الاثنين وعلى متنها 228 شخصا في كارثة لم تتضح اسبابها بعد. وقال الكابتن كريستوف برازوك من رئاسة الاركان ردا على اسئلة وكالة فرانس برس "لم يعد هناك شك ولو انه ما زال يتعين صدور التاكيد الرسمي لدى انتشال الحطام". وكان وزير الدفاع البرازيلي نلسون جوبين اعلن مساء الثلاثاء انه لم يعد هناك "اي شك" بان الحطام يعود للطائرة. وقال برازوك ان طائرات عسكرية فرنسية ستصل الاربعاء الى المنطقة بينها طائرة رادار من طراز اواكس ستقوم "بمسح جغرافي" للحطام في محاولة لتحديد موقع الحادث والعثور فيما بعد على الصندوقين الاسودين، على ان تكمل عملها فيما بعد طائرة "فالكون 50" ستقلع من ناتال في البرازيل وطائرة "اتلانتيك 2" ثانية. وقال برازوك ان الاربعاء سيكون "يوما انتقاليا"، موضحا "سننتقل من عملية جوية تغطي منطقة واسعة الى عملية بحرية في منطقة محصورة". وتابع ان سفنا تجارية وقريبا ايضا سفنا عسكرية موجودة في الموقع "ستقوم الان بانتشال الحطام" العائم على سطح المحيط قبل ان تبدأ مرحلة عمليات البحث تحت سطح الماء في الاسابيع المقبلة. وكان ناطق برازيلي جورجي امارال اعلن الثلاثاء العثور على "قطع حطام صغيرة" بينها مقعد في المحيط الاطلسي على مسافة 650 كلم شمال شرق جزيرة فرناندو دي نورونا. وكانت طائرات برازيلية تقوم منذ 24 ساعة بعمليات بحث وسط الاطلسي انضمت اليها فرنسا والولايات المتحدة واسبانيا، بحثا عن هيكل طائرة ايرباص ايه 330 التي اختفت ليل الاحد الاثنين اثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس. وبدلت ثلاث سفن تجارية كانت تبحر في القطاع طريقها البحرية لتشارك في عمليات البحث ووصلت الى المنطقة المحددة مساء على ان تنضم اليها قبل الظهر سفينة دوريات تابعة للبحرية البرازيلية ثم فرقاطة وزورق سريع. وقررت فرنسا ارسال سفينة "بوركوا با" الخاصة بعمليات البحث والتقصي في قعر البحار والمزودة بجهازين آليين غواصين لمحاولة العثور على الهيكل والصندوقين الاسودين الراقدة على الارجح على عمق كيلومترات. ويبث الصندوقان الاسودان اشارة لمدة شهر مبدئيا تسمح برصد موقعها على عمق يصل الى ستة الاف متر. والاشخاص ال228 الذين كانوا على متن السفينة من 32 جنسية وبينهم 72 فرنسا و59 برازيليا و26 المانيا. واعلنت البرازيل الحداد الوطني ثلاثة ايام فيما تقام صلاة الاربعاء في باريس في كاتدرائية نوتر دام عن نفس الضحايا. واقيمت قاعدة العمليات الرئيسية في ارخبيل فرناندو دي نورونا على مسافة 350 كلم من السواحل و650 كلم من موقع الكارثة المعروف بجمال شواطئه وقعره. وخيم نشاط محموم وغير اعتيادي الثلاثاء في المطار السياحي الصغير حيث شوهدت مروحية بلاك هوك وطائرة الرادار "امبراير ار-99" التي كانت اول من رصد حطام الطائرة. وقد تمكن عملية جمع الحطام للاختصاصيين الفرنسيين المكلفين اجراء التحقيق من كشف سر اختفاء الرحلة "ايه اف 447" بشكل مفاجئ. وفي انتظار الحصول على عناصر مادية، دعا المسؤولون الفرنسيون الى توخي الحذر حيال الفرضيات التي وردت لتفسير الحادث، ومنها ان الطائرة قد تكون اصيبت بصاعقة لدى عبورها منطقة خطيرة تشهد اضطرابات جوية. وكانت شركة اير فرانس ذكرت ان البيانات الآليات التي ارسلتها الطائرة كشفت عن "سلسلة من عشرة رسائل فنية" تشير الى اعطال. وقال رئيس الوزراء فرنسوا فيون متحدثا امام البرلمان انه "ليس هناك في الوقت الحاضر اي فرضية مرجحة".