للحوادث وآخر الأخبار على الأقل المحلية منها، بصدق ودون امتهان التعتيم. فلن ننسى حفل الشواء الذي ذهب ضحيته مغاربة بمعمل غير مرخص وبغياب مراقبة أو بالأحرى التستر عن كل ما هو مخالف وطبعا بمقابل، ومجزرة سيدي إفني التي لا يعرف عنها أغلبيتنا أبسط ملابساتها، وعندما نشر أحد أصحاب مقاهي الأنترنت لقطات فيديو توضح المجزرة التي كان أبطالها رجال الأمن تحت شعار** الشرطة تضرب الشعب ** تم توقيفه وسجنه. طبعا هذا الخبر لم تأتي على ذكره أية قناة من القناتين المحترمتين، فلم نتمكن من مشاهدة الصور المباشرة إلا من قنوات عربية وأجنبية، بينما كانت القناة الأولى تتراقص على أنغام برنامجها ** نغموتاي ** كان الضحايا ليسو حاملي للجنسية المغربية الموقرة أو أنهم يفرحون كون عدد أفراد الشعب المغربي قد نقص منه 11 مغربيا. فعلا لن أكون أول من يكتب عن الواقع المزري، والمستوى المنحط لقناتينا الكريمتين. وها نحن في شهر رمضان، شهر العبادة والقرآن، فحقا كل القنوات تحضر على طول السنة مسلسلات وأفلام لكنها فعلا تكون دراما منها الهادف ومنها من هو خارج عن كل ما هو منطقي، فأما نحن فمازلنا نعيش مع ما يقدم على شاشاتنا من كوميديا لا تستحق هاته التسمية، فيوم أمس الجمعة عند محاولتي متابعة القناة الأولى وبرنامج ** فطور مع الأولى ** قالت الضيفة التي تعتبر مخرجة شابة ** الدراما المغربية سوف تتحدى السورية .. ** نتمنى من كل قلبنا أن تكون كذلك، لكن المعطيات الحالية لا تؤشر على ذلك فبعد تقييم منطقي نستخلص أنها لن تكون كذلك، إلا إن حدثت معجزة إلاهية أنداك لن نستطيع إيقاف القدر. وغير بعيد عن الأولى ومع القناة الثانية التي تتأرجح بين مواضيع هادفة وحوار دون المستوى في السلسلة الحالية التي تعالج فيها * النحس * حقا قد أحسنت اختيار الموضوع والشخصيات التي تميزت في عالم الكوميديا والفكاهة إن تجاوزت هاته الأخيرة التكرار الدائم في العبارات المستخدمة، وما يزيد الطين بلة هو فقرة المسابقات في القناتين بأسئلة تافهة وتوحي بأن المتلقي غبي ولا يكاد يعي ويستوعب ما دار من تفاهات خلال الفقرة المطلق عليها إسم سلسلة فكاهية. فيا ترى إلى أن نسير، وإلى أين يسير بنا إعلامنا اللامدروس؟. مراد شبكة طنجة الإخبارية