تغطية انتخابات الخارج وإهمال الداخل اهتمام إعلامي مغربي غير مسبوق بالانتخابات الأمريكية، وبالأخص القناتين التلفزيتين الأولى والثانية. فقد أرسلت القناتين "وفودا" إعلامية إلى أمريكا لتغطية انتخابات سيعتقد المرء أنها فعلا تهم المغرب إلى هذه الدرجة من الاهتمام. وبمجرد سماعي لهذا النبأ "إرسال الوفود الإعلامية" طبعا، قررت أن أتابع هذه القنوات المغربية للتأكد فعلا من اهتمامها بنقل الانتخابات الأمريكية للمواطن المغربي، ما دام العالم كله لا يعلم بوجود قنوات تلفزية مغربية تغطي الانتخابات، فالمغاربة أنفسهم لا يعلمون ذلك فما بالك بالأجنبي. "" طيلة ثلاثة أيام ولغاية يوم اختيار الحمار أو الفيل لقيادة أمريكا، لم نرى تغطية تلفزية توحي بإرسال وفود إعلامية للقناتين، فكل ما تقوم به هاتين القناتين هو ربط اتصال هاتفي على الغالب ونادرا ما تقوم باتصال تلفزي مباشر إن لم تكن هناك إنقطاعات "خارجة عن إرادتهم". ففي ظل تواجد إعلامي قوي وطفرة تكنولوجية غير مسبوقة تنقل الخبر لحظة بلحظة، أصبح لازما على التلفزيون مواكبة هذا التقدم، بداية عبر التغطيات المباشرة داخل الوطن، وبعد تحقيقها "الاكتفاء الذاتي" من التغطيات المباشرة داخل الوطن سنفكر أثنائها بالسفر وإرسال الوفود خارج الوطن لتغطية ما يقع هناك. نحن فعلا نشجع تلفزيوناتنا على الحضور الدائم بالمنتديات الدولية ونقل الحدث للمشاهد المغربي بلهجته ولغته، لكن ما يعاب على قناتينا المحترمتين هو "الإفراط في الغربي وإهمال المحلي". فالتغطية المخجلة داخل الوطن لمعانات ساكني المناطق النائية والمشاكل التي يعانيها الطالب المغربي إضافة إلى الجرائم والعصابات النشطة في عز النهار بأكبر المدن المغربية، دون أن نمر مرور الكرام على "التغطية التعرية" لفيضانات الريف المغربي الأخيرة. فمن منا سيترك قنوات الجزيرة و CNN لينتظر تغطية القناة الأولى أو الثانية للانتخابات الأمريكية؟ لا احد طبعا، بل وحتى موظفي القناتين المغربيتين ستجدهم يديرون صحونهم المقعرة لالتقاط احد عملاقي الأخبار في العالم رغم كونهم موظفي قنوات أرسلت" وفودا" لتغطية الحدث، ولم نرى لحد الساعة أية تغطية تلفزيونية توحي بهذا الكم من الصحفيين والتقنيين والمرافقين والمساعدين المرسلون إلى أمريكا، أم ربما ستكون تغطية تذاع بعد أن يفوز من يفوز وينهزم من ينهزم؟ لا ندري حقا. السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل فعلا كان لابد من تغطية "جهنمية" كهذه التي تدعي القيام بها تلفزتنا الكريمة؟ رغم أننا لم نرى من هذه التغطية الجهنمية سوى اتصالات هاتفية تكون على الأغلب مجانية "عبر السكايب skype" و لدقائق معدودة. سؤال أخر ممكن طرحه في هذه الفترة من التجنيد الغير المسبوق لقناتي "عين السبع ودار لبريهي" وهو، هل فعلا الاهتمام بنقل الانتخابات الأمريكية للمواطن المغربي ستأتي بالجديد عن مرشحي "الحيوانين الأليفين الحمار والفيل"؟ فكما يعلم الجميع فسواء فاز الحمار أو الفيل فالأمر سيان، فالعلاقات المغربية الأمريكية لن تعرف على الأغلب تغييرا جذريا بما أن الإستراتيجية الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا تضل ذات وضع خاص وتحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع أقطارها بعدما إنضافت ليبيا إلى الدول المطيعة للعم سام. أخيرا وليس أخرا ننتظر من قنواتنا المحترمة تغطيات محلية وان كانت مسجلة عن المساعدات والتعويضات وبناء السكن لهؤلاء المنكوبين جراء الفيضانات التي غمرت الريف المغربي بعدما علمنا أن الدولة المغربيةرصدت ميزانية ضخمة لذلك : مبلغ800 مليون درهم(حوالي 90مليون دولار ) من ميزانية الدولة و300 مليون درهم (حوالي 35 مليون دولار)من صندوق الحسن الثاني و 100 مليون دولار هبة من المملكة العربية السعودية لمنكوبي الفيضانات.