بمجرد ما تنقشع سحب الشتاء نسبيا وتتسلل بعض أشعة شمس الربيع الى الأجواء تبادر بعض الفتيات في المغرب الى خلع معاطفهن وألبستهن الشتوية ويرتدين بدلها أنصاف ملابس تكشف بوضوح أكثر ما كانت تخفي بعضه الملابس الشتوية الضيقة.فالكثير من الفتيات مولعات بالتعري وإبراز مفاتنهن للقاصي والداني بمجرد تغير حالة الطقس من البرد الى بعض الدفئ، لان " السخانة أصلا طالعة لهن في الراس على طول العام"، أما عند حلول موسم الصيف فحدث ولا حرج، الى درجة أن البعض من الفتيات ستكون أقل فتنة لو تجردت كليا من الثياب عوض أن ترتدي تلك الملابس الفاضحة. ومن أوجه هذا الولع بالعري عند بعضهن تفانيهن في بالظهور بقطع من القماش تبرز أكثر مما تستر مهما كان الثمن. ومن ذالك تجد بعض الفتيات محترفات في التحايل على أسرهن المحافظة التي تلزمهن بالاحتشام والستر، فترى مثلا الفتاة تخرج من بيتها نحو المدرسة أو الجامعة مرتدية ملابس محتشمة تعبر عن كل معاني العفة والطهارة، ولكن لا بد أن تمر نحو أقرب منزل لإحدى صديقاتها لتخلع لباسها "الطالباني" وترتدي آخر "ميركاني" يتيح لها استعراض ما لديها من مفاتن من غير حاجة الى قانون التصريح بالممتلكات الذي الذي أقبر في البرلمان في وقت سابق. هذا العري المنتشر في شوارعنا وساحاتنا العمومية ومؤسساتنا التعليمية قد لا تجد له مثيلا في الدول الغربية. فالفتيات الاسبانيات مثلا أكثر احتشاما من الكثير من بنات جنسهن في المغرب. ذالك أن الاسبانيات يؤمن أن هناك مشاعر يجب احترامها. أما بناتنا فيعتبرن الاحتشام والتعفف ضربا من ضروب التخلف والتقاليد البالية، ففي نظرهن أن لا احد يملك الوصاية على حياتهن التي يجب أن يعشنها كما يرغبن. غافلات أو متغافلات أن الوصاية على قناعتهن وحياتهن متحققة رغم التحرر الذي يدعينه. فهؤلاء "المتحضرات تحضر الجاهلية الأولى" أصبحن رهينات للقناعات التي تروجها البرامج التلفزيونية والسينمائية التي تحصر تحضر الفتاة وتقدمها فيما تحت الحزام والتضاريس العلوية من الجسد. إن روائح الفوضى الاخلاقية السائدة اصبحت تزكم الانوف لدرجة أن الكثير من المحافظين أًصبحوا يتحاشون الخروج من منازلهم الا للضرورة القصوى وسط تساؤلات عن دور الاباء والمناهج التربوية في تحصين الابناء والبنات من الانحراف. فمعظم الاباء لا يعلمون شيئا تقريبا عن أحوال أبنائهم وبناتهم خارج المنزل وأمام شاشات الكمبيوتر وفضاءات الانترنت. والمؤسسات التعليمية تخلت عن دورها التربوي وباتت تكرس ثقافة الحرية الفوضوية ليبقى البنين والبنات وحيدين بين تيارات الانحلال والانحراف التي تتقاذفهم شرقا وغربا. فهل يعلم الجميع انه راع و مسؤول عن رعيته؟ [email protected]