وفي جلسة استجواب عبر دائرة الفيديو المغلقة بين باريس ومدينة بيرث الاسترالية حيث يخضع لنظام الحرية المشروطة بعدما حكم عليه بالسجن لفترة تسع سنوات امضى نصفها في الحبس لم يقدم جاك روش اي عنصر حول الاتهام الاساسي الموجه لغانزارسكي وهو التواطؤ في الاعتداء على كنيس جربة اليهودي جنوبتونس في ابريل 2002. لا انه اكد ان غانزارسكي "جهادي" حقيقي على علاقة متينة بالتنظيم الذي كان يعرفه ويتردد على قياديه. وروى الاسترالي اقامته في معسكر القاعدة في افغانستان في مارس 2000 عندما كان غانزارسكي مرشده قبل ان يجلس على مادئة بن لادن على يساره. وقال جاك روش بمساعدة مترجم "اكيد انه كان على علاقة متينة ببن لادن لانه كان جالسا الى جانبه وسلمه المذكرة التي اعطاني اياها خالد شيخ محمد" (العقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 شتنبر 2001). واضاف روش "بدا لي ايضا انه كان قريبا من خالد شيخ محمد الذي التقيت به معه في منزل في كراتشي". وتابع الاسترالي ان خلال رحلة بين كراتشي ومعسكر القاعدة قرب قندهار عبر مدينة كويتا الباكستانية قال لي خالد الشيخ "ان غانزارسكي سيكون بمثابة مرافق لي". وقال "كان له اتصالات وبدا لي انه قام بتلك الرحلة مرارا. وعندما اقتربنا من قندهار اتى احد ابناء بن لادن لاستقبالنا في احد مراكز طالبان". وقال ايضا "امضيت معه بعضة ايام وبدا لي انه كان مكلفا الارتباط بين اوروبا وافغانستان... كما كانت له ايضا مؤهلات في المعلوماتية والاتصالات اللاسلكية" وكان ايضا من القلائل المسموح لهم حمل سلاح عند الخصر بحضور "الشيخ اسامة". واوضح روش انه كما هي العادة في النشاط السري لم يكن الرجلان يعرفان بعضهما الا بلقبيهما فكان غانزارسكي يدعى "ابو محمد". وسأل غانزارسكي جاك روش وهو واقف في قفص الاتهام وراء زجاج مصفح وامام الكاميرا لتنقل صورته الى الطرف الاخر من الكرة الارضية: "هل انا هو الشخص الذي عرفته باسم ابو محمد؟" واجاب الاسترالي "نعم" فرد غانزارسكي بمساعدة مترجم "لكنني انا لا اعرفك". واعتبر سبستيان بونو محامي الالماني ان شهادة جاك روش يجب ان تؤخذ بحذر اذ يشتبه في انه وافق على التعاون مع الشرطة والقضاء الاسترالي في مقابل تخفيض الحكم الصادر في حقه. لكن الاسترالي (55 سنة) المولود في بريطانيا وقد اعتنق الاسلام مطلع التسعينات لمكافحة مشكلة ادمان الكحول نفى ذلك بشدة. ومع ان هذه الشهادة لا تأتي بشيء بشأن اعتداء جربة الذي اتهم غانزارسكي بالضلوع فيه باعطائه الضوء الاخضر هاتفيا لمنفذه قد تكون اساسية لاثبات تهمة اخرى وهي "الانتماء الى عصابة مجرمين على علاقة بعملية ارهابية". ويحاكم كريستيان غانزارسكي منذ الخامس من يناير في باريس مع متهمين اخرين بتهمة التواطؤ في ارتكاب اعتداء جربة 2002 الذي اسفر عن سقوط 21 قتيلا (14 سائحا المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان). وسمح مقتل فرنسيين في الاعتداء فتح اجراءات قضائية في فرنسا.