نظمت مساء الجمعة 14 يونيو 2013 بمقر مندوبية الثقافة بطنجة أمسية ثقافية من طرف جمعية أفنان للثقافة والفن بشراكة مع موقع زوم 7 . وكان أهم ما ميز هذه التظاهرة حضور وفد إسباني يمثل نادي (ديما طنجة ) الذي يضم أزيد من 40 عضوا من الإسبان الذين ولدوا وترعرعوا بطنجة قبل إن يهاجروا إلى إسبانيا ، والذين حافظوا على علاقتهم الحميمية بهذه المدينة التي يقدمون إليها كل سنة في زيارة جماعية لإحياء الذكرى وتنظيم الأنشطة لترسيخ علاقتهم بفضاءاتها وتاريخها الإنساني .. هذا وقد وجد ضمن الوفد السيد ريكردو القادم من كاندا ، والذي يتوفر على نافذة إليكترونية استطاع من خلالها جمع ما يفوق 60 ألف صورة عن طنجة ومعالمها المختلفة . وهو يحاول من خلال هذا المنبر تحقيق التواصل مع كل أبناء طنجة المتواجدين في كل دول العالم وتعبئتهم كل سنة لتنظيم رحلة جماعية في موعد محدد ( وهو شهر يونيو)إلى طنجة .. ولقد استهل اللقاء بكلمة للسيد بوجمعة رئيس الجمعية الذي رحب بالحاضرين. وفي جو من الحماس تم عرض شريط وثائقي عن طنجة تم من خلاله استعراض مجموعة من الحالات التي تختزل النموذج الطنجي، تلاه فتح نقاش حيوي بين الحاضرين مكن من إبراز الطابع المميز لهذه المدينة والذي تم تجسيده من خلال مجموعة من العناوين والأوصاف التي تم تداولها ( طنجة مدينة السلام، مدينة الدهشة ، مدينة التعايش الثقافي والديني التي لا تفرق بين دين وآخر ، مدينة ساحرة بكل مقوماتها ، مدينة التاريخ المشترك ، طنجة الشاعرية ، بوتابة أفريقيا ، الجسر الرابط بين أوروبا والمغرب .. ) وقد أعقب ذلك تقديم قراءة شعرية للزجال علال دبوش ، الذي أفرغ أحاسيسه الجياشة تجاه طنجة التي قال احتفاء بها (مشموم الورد والزهار – الشاعر والكاتب بحبك اشتهر – جمالك في عيون صورة تظهر -..) وقد خلص المتدخلون إلى تسجيل مجموعة من الملاحظات والمقترحات : منها ضرورة الاهتمام بالتربية على التسامح ، وذلك من خلال تنظيم زيارات للأطفال إلى دور العبادة الخاصة بكل الأديان . – فتح النقاش بين أطفال كل الديانات والتشجيع على حرية الفكر – غياب المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي. وكانت آخر حلقة في هذا اللقاء ، الاحتفاء بإصدار جديد للأستاذ عثمان بنشقرون تحت عنوان "رواد الصحافة الوطنية في طنجة على العهد الدولي 1947- 1953 – محمد قاسم الدكالي نموذجا – مقاربة وثائقية " شارك في تقديمه الأستاذ إسماعيل بنطالب ، وهو أستاذ باحث في التاريخ، والذي استهل عرضه بالوقوف على ملامح طنجة وعلاقتها الوجودية بالإنسان باعتبارها " المدينة التي تسكن الإنسان قبل أن يسكنها ، تاريخ قديم وعريق، ، وهو ما ينطبق عل صاحب الكتاب المحتفى به ، الذي سكن طنجة وسكنته واستهوته إلى حد لا يطاق ، فالكتاب يحفر في ذاكرة طنجة ليبرز خصائصها و لينفض عنها الغبار من خلال الوثائق التي تغطي فترة معينة من تاريخ الصحافة الوطنية والمحلية خلال الفترة الدولية لطنجة . وقد توفق المؤلف في نفض الغبار عن كثير من الوثائق التي ظلت في دائرة النسيان لكي يبرز بعض أوجه مدينة طنجة الخفية . ، ، فهذا لكتاب الوثائقي المكون من 733 صفحة يشكل في نظر الأستاذ بنطالب سيرة ذاتية لطنجة التاريخية ، وسيرة ذاتية لتاريخ الصحافة ، وسيرة ذاتية لتاريخ المغرب من خلال بوابة تاريخ طنجة ، وسيرة ذاتية للصحفي قاسم الدكالي الذي قام بدور مهم في تاريخ الصحافة الوطنية .." وتجدر الإشاره إلى تضمن الكتاب لمجموعة الشهادات الحية في حق قاسم الدكالي من طرف مجموعة من معاريفه في تلك الفترة التاريخية ، بالإضافة إلى إسهاماته الصحفية المتميزة التي ظلت مطوية في صحيفتي منبر الشعب، والشعب اللتين كان يتحمل مسؤولية إدارة تحريرهما تحت إدارة مؤسسهما الأستاذ المكي الناصري . ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عثمان بنشقرون وهو أحد الأوجه الإعلامية بطنجة الذي عرف بكتاباته المتميزة في الصحف الوطنية والمحلية وبإصداره الأول الذي يحمل عنوان "منطقة طنجة الفريدة ، مظاهرها المختلفة وما يمكنها أن تصبح لو .." من منشورات مرايا سنة 2008 ويعتبرأن عمله يندرج ضمن مجال البحث في تاريخ الصحافة ولكن وفق تصور ينشد تحقيق العمق التاريخي بدلا من الوقوع في أسر الهوامش أو الاقتصار على إعادة إنتاج اتاريخ الرسمي .. فالغاية هي إنجاز قراءة دقيقة لتاريخ الصحافة في الوقت الذي كانت تعاني من الضغط على يد المستعمر . وقد ركز على إبراز دورها في الدفاع على القضية الوطنية انطلاقا من مدينة طنجة ، خاصة وأن كل الزعماء التاريخيين قد لاذوا بالفرار إلى طنجة الدولية التي كانت تسمح قوانينها بهامش من الحرية الإعلامية ، وقد استشهد بصحيفتي منبر الشعب والشعب ودورهما في التعبير عن آمال الشعب المغربي في التحرر والانعتاق ، حيث قامتا بأدوار مهمة خلال تلك الفترة وبمنهجية جد متطورة مقارنة بطبيعة تلك الفترة . المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين