من بين إحدى عشر وثائقيا تربويا متنافسا في الدورة الثانية لمهرجان الشريط الوثائقي التربوي ، الذي احتضنته رحاب المركب التربوي بمدينة خريبكة على امتداد يومي السبت والأحد 19 و20 ماي ، تحت شعار "الشريط التربوي الوثائقي في خذمة التربية والتعليم" الذي نظم من قبل جمعية الأنشطة الاجتماعية والتربوية التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية ، تَوجت لجنة التحكيم التي ترأسها الإعلامي والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، شريط "بين ضفتين" الذي يعالج مشكلة الهجرة، لمخرجه عبد الرحيم المرابطي من ثانوية الأطلس بطنجة بأحسن جائزة ، معتمدة في طرحها على تكامل عناصر السمعي البصري و التوفق في ربط الموضوع بين واقعين ، فيما عادت المرتبة الثانية للفيلم الوثائقي العلمي "الفوسفاط، الاستغلال والجيولوجيا " لمخرجه عبد اللطيف الركاني من مجموعة مدارس الإقامة بخريبكة لما تضمنه من مقومات العمل السينمائي العلمي الوثائقي، أما المرتبة الثالثة فقد عادت ل"ارديكول" لمخرجه محمد طبيعي من مدرسة 20غشت من نيابة مولاي يعقوب بفاس ، لتكامل عناصر التصوير والتعليق والمونطاج. و قد عرف المهرجان مشاركة سبع نيابات تعليمية تابعة لوزارة التربية الوطنية وهي نيابة خريبكة، نيابة العرائش، نيابة فاس، نيابة سطات ، نيابة سيدي عثمان ، نيابة مولاي يعقوب بفاس ونيابة طنجة، متبارية بإحدى عشر عملا سينمائيا وثائقيا تربويا ، تنوعت مضامينه بين الوثائقي التربوي، والعلمي، والتاريخي... وقد أصدرت لجنة التحكيم توصيات شكلت محط اعتراف بغنى وتنوع مضامين الأفلام المشاركة مشيدة بالمجهودات المبذولة على مستوى تقنيات الأفلام من مونطاج وموسيقى وصوت و تصوير ...الخ، داعية إلى ضرورة تجاوز الهفوات المرصودة عن طريق إخضاع المهتمين بهذا المجال إلى تكوينات ذاتية أو مستمرة في مجال السمعي البصري ترفع من مستواهم المعرفي والتقني، مع المطالبة بتمديد مدة المهرجان إلى ثلاثة أيام تتخللها ورشات، كما ألحت على ضرورة ترويج الأفلام الفائزة شكلا ومضمونا داخل المؤسسات الاجتماعية والتربوية ، حتى لا تبقى حبيسة الرفوف،مع جعلها رهن إشارة الفاعلين في كل المجالات ،وفي الأخير نوهت اللجنة بجودة موضوع فيلم "موهوبون بين الحلم والحقيقة" لمخرجه توفيق سعيد من ثانوية عبد الرحيم بوعبيد من سيدي عثمان بالدارالبيضاء، وبالمُعَلقة سومية تاهمون في فيلم "الفوسفاط الاستغلال ،الجيولوجي " لعبد اللطيف الركاني وبمُعلق " وادي زم مدينة الشهداء " لمحمد صالة من ثانوية الحسن الثاني بخريبكة وللتصوير السينمائي والفوتغرافي للفيلم أيضا. خلال جلسة مناقشة الأفلام التي ختمت برنامج أول يوم ، قال أحد مناضلي النادي السينمائي المغربي والدموع تملأ عينيه اعترافات،أن ماتم تحقيقه على أرض الواقع من الأعمال الجيدة هو منتوج لنضالات طويلة للأندية السينمائية المغربية بحيث لم يأت من فراغ ، فيما أقر متدخلون آخرون بوجهة المدرسة المغربية الصحيحة الهادفة إلى خلق المتعة والتوثيق والتاريخ ومعالجة بعض المعيقات الديداكتيكية والتربوية والتعليمية عبر السينما والفيلم التربوي، الذي لازالت تشوب إنتاجه عوائق عدة كمشكلة الصوت و المونطاج . وتأطير الصورة ...الخ مشيدين بتظاهرة المهرجان الوطني للشريط الوثائقي بخريبكة، للمها لشمل المهتمين بالفن السابع الوثائقي التربوي، وخصوصيتها المتميزة للرفع والارتقاء بالعمل السينمائي خاصة أن للأفلام المشاركة حظ وافر من اللغة السينمائية والمونطاج والسيناريو والموسيقى ... في وقت صعب فيه التحدث عن معيار محض للفيلم وثائقي. أما حصة يوم الأحد ، فقد افتتحت بقراءة شاملة كاملة لكتاب الدكتور المسعودي،قبل أن تختتم بكلمة السيد النائب التي دعا من خلالها إلى ترجمة هذه التظاهرة السينمائية التربوية إلى عقد شراكات مع فعاليات سينمائية إعلامية .تعود بالنفع على المدرسة المغربية فيما خص رئيس لجنة التحكيم الأستاذ أحمد سيجلماسي "طنجة الأدبية" بتصريح حصري، أشا ر من خلاله أن اختيار موضوع الفيلم الوثائقي التربوي بمدينة خريبكة هو توجه موفق بالنظر إلى الحاجة الملحة لهذا النوع من التظاهرات ، في ظل الاهتمام المتزايد بمهرجانات تركز على الفيلم التربوي الروائي والوثائقي، لما يعانيه هذا النوع من الأفلام من التهميش على مستوى السينما الوطنية وحتى على مستوى التلفزيون المغربي الذي لايراعي الحد المرجو من الكثافة في غياب قنوات متخصصة، في الأفلام الوثائقية ،، و فقد بات ضروريا الاهتمام بهذا النوع من الأفلام التي هي ركيزة أساسية لمستقبل السينما خاصة و وسيلة ديداكيكية أساسية يمكن توظيفها في المدرسة المغربية من قبل رجال ونساء التعليم في الأقسام وبأشكال مختلفة نظرا لتشعب أجناسه ومشاربه المتنوعة من فيلم تاريخي سياسي واجتماعي... و عن طبيعة الأفلام المشاركة، أشار رئيس لجنة التحكيم أن مواضيعها متنوعة بين التربوية والعلمية والتاريخية وتتوفرة على الحد الأدنى من مقومات الفيلم الوثائقي بتقنيات مقبولة ،في حين أن المجموعة الباقية لها نصيبها من الهفوات وهو ما يعد طبيعيا خاصة إذا ما استتنينا أن أصحابها هواة أغلبهم من رجال ونساء التعليم. وبهذا فجمعية الأنشطة التربوية بخريبكة ستبقى نواة ومرجعا أساسيا لهذا النوع من الأفلام التربوية والوثائقية كما أن مهامها ومسؤولياتها ستتفاقم وتكبر للمحافظة على استمرارية هذا المولود الجديد.