ووصف جون جينج مدير عمليات أونروا ، في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الشفاء بغزة ما يجري في غزة ب "الجنون الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا". وقال مخاطبا قادة العالم "عليكم ألا تناموا وألا تشربوا وألا تأكلوا حتى توقفوا قتل الأبرياء في قطاع غزة "، مضيفا "جئت إلى مستشفى الشفاء لنقل الحقيقة لأنه لا يوجد في قطاع غزة صحفيون دوليون ليروا ما يجري". وأشاد جينج بجهود الطواقم الطبية في مشفى الشفاء وكافة المستشفيات، مشيرا إلي العراقيل التي تواجههم في إنقاذ الجرحى، والنقص الحاد في الأدوية، مؤكداً أن مستشفى الشفاء على وشك الانهيار بعد توقف معظم مولداته، عدا عما تتعرض له مخازن الوكالة من نفاد موادها الأساسية، مطالباً إسرائيل بضرورة إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، مؤكداً أن مليون فلسطيني في القطاع بدون كهرباء، و700 ألف بدون مياه. واستنكر جينج استهداف الطائرات الإسرائيلية للمدنيين في إحدى مدارس الاونروا ، ودعا لإخراج الصراع من الدائرة العسكرية إلى الدائرة السياسية، مطالبا بالحماية المدنية لكافة المواطنين المدنيين. هذا وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل يومه الحادي عشر فاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع وذلك أدى إلى تهديد متزايد على حياة المواطنين بسبب القتال في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأضاف التقرير الذي رصد الأوضاع الإنسانية في القطاع، أن المستشفيات تعمل فوق قدرتها الاستيعابية وفوق طاقتها، بسبب العدد الكبير من الخسائر التي تراكمت منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية، كما أن سيارات الإسعاف والأطقم الطبية تواجه صعوبات في الوصول إلى أماكن وقوع إصابات، و الكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية انخفضت، إضافة إلى أن تعليق عمليات توزيع الأغذية، كذلك تم تدمير الطرق والبنية التحتية والمباني بشكل كبير بما فيها منشأة لتخزين الغاز. وأوضح التقرير أن كافة محافظاتغزة وشمالها والمنطقة الوسطى وخان يونس تعاني من ظلام شبه دامس، ومعظم شبكة الهواتف (الخطوط الأرضية والهواتف المحمولة) في غزة لا تعمل لأنها تعتمد على المولدات الاحتياطية التي تعاني من مستويات احتياطي وقود غير ثابتة. وأشارت تقديرات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى إحداث أضرار لآلاف المنازل حيث ازداد عدد السكان الذين لا يستطيعون البقاء في منازلهم المتضررة في ظل الطقس البارد. وقدرت مصادر "تحالف إنقاذ الطفل" ومركز "الميزان" لحقوق الإنسان أن ما يزيد عن 13 ألف شخص شردوا من منازلهم في قطاع غزة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية هذا واكدت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال هجرت امس سكان جحر الديك بدك منازلهم بقذائف المدفعية. وقالت المصادر ان المدفعية الإسرائيلية دكت صباح الثلاثاء قرية جحر الديك (5 آلاف نسمة) جنوب شرق مدينة غزة بعشرات القذائف مجبرة سكانها على مغادرة منازلهم. وقال سكان محليون إنهم فوجؤوا بدك قريتهم الصغيرة الزراعية وبدون سابق إنذار بعشرات قذائف المدفعية واستهدفت المنازل بشكل مباشر، حيث تم تدمير بعضهم مما أجبرهم على مغادرتهم هربا من نيران هذه القذائف دون اصطحاب أي شيء من أمتعتهم. وأضافوا أنهم خرجوا من منازلهم وتوجهوا إلى بعض المدارس التي فتحت كمأوى لجوء أو عند أقاربهم في مخيم البريج المجاور له. وكان المئات من سكان قرية المغراقة جنوب غرب مدينة غزة قد اجبروا على إخلاء منازلهم والتوجه الى مخيم النصيرات المجاور لهم حيث فتحت لهم مراكز ايواء في مدارس اللاجئين. وعلى نفس الصعيد اوضحت المصادر ان سكان منطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا في قطاع غزة ناشدوا الصليب الأحمر والهيئات الدولية بالتدخل، من أجل إخلاء العدد الكبير من جثث الشهداء الذين سقطوا في تلك المنطقة، بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال الايام الماضية، محذرين من بدء تحلل تلك الجثث، وتعرضها للنهش من الكلاب الضالة في المنطقة. وقال أحد السكان حي العطاطرة، إن القوات الإسرائيلية دخلت تلك المنطقة خلال اليومين الماضيين، وعزلتها عن بقية أنحاء بلدة بيت لاهيا، وقامت بقتل وتصفية العديد من سكانها وهم في منازلهم أو أثناء الخروج منها حيث لا تزال جثامين هؤلاء الشهداء ملقاة في الشوارع وداخل المنازل، وأضاف أنه من الصعب على من تبقى من سكان تلك المنطقة في بيوتهم الخروج منها لتجميع تلك الجثامين، مؤكدا أنه سيتعرض للخطر الشديد، وقال "إن العديد من جثامين الشهداء تعرضت للنهش من قبل الكلاب الضالة في تلك المنطقة". وأكد الدكتور معاوية حسنين رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بقطاع غزة، إن "الأطقم الطبية حاولت أكثر من مرة الوصول إلى تلك المنطقة لكنها كانت دائما تتعرض لنيران قوات الاحتلال" وأضاف أنه خلال الايام القليلة الماضية سقط 6 شهداء من أفراد الاسعاف خلال محاولتهم الوصول إلى تلك المنطقة وغيرها من المناطق. وأوضح أن عشرات الاتصالات تأتيهم من سكان تلك المنطقة والمناطق المجاورة لها، تبلغهم عن وجود هذه الجثامين في شوارعها "إلا أن طواقمنا تقف عاجزة أمام ذلك". هذا وذكرت مصادر محلية في قطاع غزة ان قوات الاحتلال تنفذ اعدامات ميدانية بحق الاهالي الذين يعيشون في مناطق سيطر عليها جيش الاحتلال. وحسب المصادر فأن الجيش الإسرائيلي يدخل المنازل ويسأل عن رب الأسرة من ثم يقوم بإعدام كافة عناصرها من أطفال ونساء ورجال. شبكة طنجة الإخبارية فلسطين- وليد عوض