أشار الاستاذ فيصل البقالي بأن الحديث عن الاخلاق بعلاقتها بالسياسة نتكلم عن مجموعة من المميزات التي تشمل الاخلاق، و اعتبر أن العمل السياسي هو حركة في الواقع يهدف الى تحريك وتغيير الواقع له أهداف ورؤيا نظرية فكرية. وجاءت هذه المداخلة في إطار الدورة التكوينية التي نظمتها الكتابة المحلية لشبيبة العدالة و التنمية ببني مكادة بطنجة تنزيلا للحملة الوطنية العاشرة حول موضوع السياسة والأخلاق، وذلك يوم الاحد 10 مارس 2013 بمقر الحزب بالجيراري على الساعة الرابعة و النصف مساء . وقد تطرق الاستاذ لموضوع دور الأخلاق في العملية السياسية حيث أشار لمجموعة من النقط الأساسية المتعلقة بالأخلاق، والتي يجب استحضارها في العملية السياسية، حيث اعتبر أنه لا يمكن الحديث عن السياسة دون تكريس المنظومة الأخلاقية بمبادئها القيم ، موضحا في حديثه أمام اعضاء الشبيبة بأن العمل السياسي حركة في الواقع تهدف إلى الفعل في واقع الناس إصلاحا وتطويرا وذلك وفق منظومة فكرية تتصل بمصالح الناس المادية والمعنوية ، وفي إطار مرجعية فكرية وقيمية و أخلاقية تمنح هذا العمل المعنى والغاية ومبرر الوجود. كما أشار بأن العمل السياسي مرتبط ارتباطا وثيقا بأخلاقياته، ارتباطه بمبادئه وشعارته ورسوخه في ممارساته و مدفعاته .كما حيث اعتبر أن الموضوع يثار إشكالية العلاقة بين السياسة والأخلاق فالأخلاق هي مجموعة القيم والمثل الموجهة للسلوك البشري نحو ما يعتقد أيضاً أنه خير وتجنب ما ينظر إليه على أنه شر، وكلاهما، السياسة والأخلاق،تستهدفان تمليك الناس رؤية مسبّقة تجعل لحياتهم هدفا ومعنى. ومن جهة أخرى اوضح بأن الأخلاق في عمومها نوعين: أخلاق قوة وفكر، وأخلاق خير و نفس مشيرا بأن العمل السياسي إنما يقوم على اخلاق الفكر والقوة وهي اخلاق العدل ولكنه يتحلى بل يكتمل بأخلاق الخير والنفس ثم ان مدار اخلاق القوة في العمل السياسي على التحلي بشرط المصداقية، إذ لا يقوم إلا على شرطين: المصداقية و الفاعلية. مستشهدا بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، مؤكدا على أهمية الفاعلية بكونها السمة التي تجعل النشاط السياسي نشاطا ناجحا ومؤثرا، واكد لدور المصداقية لكونها الأساس الذي به يضمن العمل السياسي بقاءه في صف لأنه بالنظر الى المبادئ التي يرفعها و يعلنها ، ومتى ما اخل بشرطها انقلب الى العكس بمقاصده، وتحولت مؤسسته السياسية الى ما يشبه المقاولة التجارية. مشيرا إلى أن السياسة من دون اخلاق و هم وهي تنعكس على نفسية المواطن و تجعله يعيش متخبطا ، مؤكدا لأهمية الثقة في المشهد السياسي ،مضيفا بأن الأخلاق ليست قضية جزئية بل هي الغاية المثلى التي بعث الله أنبياءه من أجلها، لكونها أساسا تلك العلاقة المعقدة بين الهدف السياسي والوسائل المفضية إليه.