في إطار النقاش الدائر حاليا محليا حول إمكانية إحياء التنسيق بين المكونات الداعمة للحراك الشعبي بمدينة طنجة، ومساهمة من شبكة طنجة الإخبارية في الرفع من مستوى هذا النقاش، وفتح المجال أمام أكبر عدد من المعنيين، اتصلنا بالأستاذ جمال العسري نائب الكاتب العام للحزب الاشتراكي الموحد بطنجة وعضو مجلسه الوطني لمناقشة وطرح عدد من الأسئلة التي تشغل بال الرأي العام المحلي حول هذا الموضوع، حيث قدم لنا مجموعة من المعطيات والمواقف، في انتظار استجواب وأخذ رأي باقي الفاعلين، فكان الحوار التالي : لماذا لم يشارك الحزب الإشتراكي الموحد في مسيرة الأربعاء التي دعت إليها جماعة العدل والإحسان رغم مشاركة أصدقاء لكم وأعني هنا حزب الطليعة والحركة من أجل الأمة ؟ الجواب يكمن في سؤالكم ببساطة شديدة لأنه لم يكن هناك تنسيق و تواصل قبلي لطرح أمر المسيرة للنقاش مع العلم أنه ليس لنا رفض مسبق أو مبدئي، و لكن من أدبيات العمل السياسي و العمل التشاركي أن يكون هناك تواصل حوار نقاش ثم الإتفاق عل قرار تلتزم به كل الأطراف، و في غياب هذا كان من الصعب علينا و كحزب يحترم نفسه و قواعده و مبادئه المشاركة كضيوف شرف و مع ذلك كنا نتمنى نجاح هذه المسيرة و هذه الخطوة التضامنية مع الشعب الفلسطيني الأبي و مع مقاومي غزة . لكن هناك من اعتبر على أنه ممكن التجاوز على هذه المؤاخذة ما دام الأمر يتعلق بقضية مركزية لدى مختلف الفرقاء ؟ وكان من الممكن للإخوة في العدل و الإحسان مع الإحترام الكبير الدي أكنه لهم أن يتجاوزوا هذا الخطأ فهم أعرف بأدبيات العمل النضالي المشترك و لطالما كانت المسيرات الوطنية و لأجل قضايا وطنية و سامية و لم يشارك فيها العدل و الإحسان بسبب عدم إشراكهم في الإعداد لها و لعل آخرها مسيرة يوم غد بالرباط . هناك من يقول أن مشاركتكم ربما كانت ستكون بداية لإحياء العمل المشترك بين القوى اليسارية والإسلامية استعدادا للنضال الميداني حول عدد من القضايا التي تعتبر من أولويات ساكنة طنجة ؟ العمل المشترك لم يمت و القطيعة و الحمد لله لم تحدث و خاصة بمدينة طنجة التي كانت نموذج، هذا العمل بين كل القوى الرافضة للواقع السياسي القائم و الساعية لإسقط الفساد و الإستبداد و بناء مغرب الغد مغرب الديمقراطية و الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية و كنا نتمنى أن تحدو باقي المدن المغربية حذو مدينة طنجة حيث تم بناء علاقات قائمة على الوضوح و الصدق و المسؤولية و على كل حال فالأمل لازال قائما و الخير لازال منتظرا . كيف تقرأ مشاركة حزب الطليعة والحركة من أجل الأمة في مسيرة الأربعاء ؟ السؤال يجب أن يطرح على الهيئتين فأنا شخصيا لست وصي عليهما و مع ذلك فقد تلقيت خبر مشاركتهما بنوع من الرضى، و هذا ما دفعنا إلى التفكير في إمكانية جمع كل الهيئات التي شكلت التنسيقية الداعمة لحركة 20فبراير فأكيد أن طريق النضال لازال طويلا و أكيد أن المخزن لا زال قويا و أنه لتحقيق المطالب العادلة للشعب المغربي نحن في حاجة لكل القوى الديمقراطية و الإنتقال للديمقراطية يهم كل الشعب المغربي و ليس يسارييه فقط . بعد هذا الذي جرى ما مستقبل التنسيق بين المكونات الجادة بمدينة طنجة ؟ لحدود الساعة التنسيق لا زال بين القوى التي ظلت داعمة لحركة 20 فبراير و ناشطة بها و إن عرف نوع من الفتور راجع أساسا لنوع من الفتور الذي تعرفه الساحة، و من خلال معرفتي و علاقاتي مع كل الأطراف أرى أن الأمل في توسيع هذا التنسيق الميداني لازال ممكنا و هنا أشير أن من حسنات مدينة طنجة هو نوع العلاقة التي تسود بين مناضلي كل هذه القوى علاقة الإحترام و الصدق و الوضوح، و رغم ماوقع من إنسحابات من الحركة العشرينية لم تتأثر هذه العلاقات و أنا أومن أن العلاقات المبنية على الإحترام و الوضوح و الصدق من الشروط الأساسية لإنجاح أي عمل سياسي أو نضالي مشترك . هل يمكن إعتبار الأخوة التي تجمعكم بخالد العسري القيادي بالعدل والإحسان من بين أسباب التقارب القوي بين اليسار والإسلاميين بمدينة طنجة حيث الاستثاء على هذا المستوى ؟ خالد العسري و بكل صدق ليس فقط أخي الذي يصغرني لا لا، هو الصديق و الرفيق و الأستاذ و الكاتب و الخصم الذي أحبه و أقدره و علاقتي به فيها كل هذه الصفات التي ذكرتها ، و فعلا أظن و يظن معي العديد من الرفاق و من المناضلين و الأصدقاء و حتى المتابعين أن علاقة الأخوة بيننا و الإحترام و الوضوح و الصدق كانت ربما من الأسباب في نجاح هذا التقارب ولكن و للتاريخ و بكل صدق لقد كانت العلاقة بين ممثلي كل الهيئات الممثلة داخل التنسيقية الداعمة لحركة 20 فبراير علاقة أخوة و احترام و هذه العلاقة الجماعية هي التي ساعدت على نجاح هدا التقارب، و لهذا قلت سابقا كنت و لازلت أتمنى أن تكون مدينة طنجة قدوة لباقي المدن و أنذاك فلنقل و داعا للإستبداد و الفساد و أهلا بالمغرب الجديد مغرب الديمقراطية و الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية . ما جديد الحزب الاشتراكي الموحد على مستوى مدينة طنجة ؟ وهل من أنشطة وبرامج ؟ نحن مقبلين على تجديد مكتب الفرع قبل نهاية هذه السنة و في نفس الوقت هناك نشاط داخلي مشترك خلال الأسبوعين القادمين مع أحد برلمانيي الحزب الإشتراكي الفرنسي و عمدة إحدى مدنها و أيضا نستعد لتنظيم نشاط جماهيري مفتوح لمناقشة القانون المالي الجديد و الميزانية المطروح أمام البرلمان من تأطير الخبير الإقتصادي الرفيق نجيب أقصبي و بمشاركة خبير آخر كما نستعد لفتح نقاش موسع مع شباب حركة 20 فبراير لمناقشة واقع الحركة بطنجة و أفاق العمل . الملاحظ أن هناك ضعف على مستوى تواصل حزبكم مع الرأي العام المحلي ، إلى ماذا ترجعون الأمر ؟ الأمر راجع بالأساس إلى ضعف التواصل الإعلامي و الحصار الإعلامي الذي تعرفه كل الهيئات المناضلة و الرافضة للواقع السياسي و لكن رغم هدا الحصار الإعلامي فمناضلي الحزب متواجدون في قلب كل المعارك و حاضرون داخل كل الحركات الإحتجاجية و ينشطون داخل مجموعة من الهيئات النقابية و الحقوقية و الجمعوية و على كل حال فأظن أن الحزب الإشترتكي الموحد سواء على الصعيد المحلي أو الوطني هو رقم نضالي يصعب تجاوزه أو إغفاله . كلمة أخيرة أستاذ العسري ؟ الشكر الجزيل لشبكة طنجة الإخبارية التي فتحت الفرصة لنا للتعبير عن وجهة نظرنا و رسالة أخرى لقوى الإستبداد و الفساد، أن ساعة القضاء على طغيانهم قد اقتربت و لا أنسى بمناسبة الذكرى السنوية لإستشهاد مناضلي حركة 20 فبراير و على رأسهم الشهيد كمال الحساني أن نقف وقفة إجلال و إكبار لكل الشهداء مرددا أن دمائهم الزكية لن تذهب سدى مطالبا بكشف الحقيقة كل الحقيقة عن المسؤولين عن قتل الشهداء و محاسبتهم و لا تفوتني في النهاية مطالبة الدولة المغربية بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين و على رأسهم معتقلي الحركة .