كما كان مقررا التأم شمل التنسيقية المحلية لدعم حركة 20 فبراير رفقة ممثلين عن شباب الحركة بطنجة صبيحة أمس الأحد 2 أكتوبر في اليوم الدراسي الذي أعلن عنه سابقا واحتضنه مقر جماعة العدل والاحسان بالمدينة . اليوم الدراسي الذي امتدت أشغاله من التاسعة صباحا إلى حدود الخامسة مساء ، حضرت هسبريس فقراته الأولى التي كانت مفتوحة في وجه الصحافيين و تضمنت كلمات المكونات السياسية الحاضرة ، لتستمر أشغال اليوم الدراسي بعدها لمناقشة 3 قضايا تم توزيعها على 3 أوراش : المسألة التنظيمية ، المال والإعلام و كذا آفاق الحركة . أحمد قابل الذي سير الجلسة الافتتاحية ، ذكر بالحضور وكذا سجل غياب كل من أحزاب الطليعة الديمقراطي والمؤتمر الاتحادي ،والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الغياب الذي لم يتم إشعار تنسيقية الدعم به، كما لم يتم تسجيل أي اعتذار أو توضيح بخصوصه، وتجدر الإشارة إلى كون قرار تنظيم اليوم الدراسي بمقر العدل والإحسان تم اتخاذه داخل تنسيقية الدعم وحظي بإجماع كافة المكونات حيث لم يتم تسجيل أي تحفظ. وبخصوص التحديات المطروحة على الحركة في المرحلة المقبلة أكد محسن الدرقاوي عن جمعية أطاك المغرب أن مسلسل الانتخابات وكيفية التعامل معه يعد تحديا، على الحركة التعامل معه إضافة إلى السعي لإدماج فئات اجتماعية أوسع وحذر من محاولة "النظام" جعل الحركة مجرد قوة ضغط و ضمير لمتابعة تنزيل دستوره مذكرا بطبيعة الحركة بوصفها قوة من أجل التغيير السياسي و الديمقراطي. مطالبا بمواصلة النضال من أجل فرض ما أسماه مجلسا تأسيسيا يحدد طبيعة النظام الاقتصادي و السياسي و يعطي مكانة محورية للكادحين . وفي كلمة ألقاها محسن الدكالي باسم الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين طالب بتسطير برنامج نضالي مرحلي ، ينتهي في 25 نونبر ، تستحضر فقراته المضمون السياسي للمرحلة دون إغفال باقي الجوانب الأخرى : اجتماعية ، اقتصادية ، ثقافية... كما دعا لتجاوز اللبس الحاصل بين عمل مجلس الشباب و التنسيقية الداعمة و ذلك بصياغة ورقة تنظيمية ضابطة لمجال اشتغال كلا الطرفين. وعن الحركة من أجل الأمة تناول الكلمة محمد الزكاف ليدعوا إلى تطوير التنسيق الميداني الذي يجمع الهيئات الديمقراطية الداعمة لحركة 20 فبراير ليصبح جبهة سياسية موحدة متوافقة على أرضية مطالب واضحة،تشكل الحد الأدنى من المشترك بين الجميع. على المستوى التنظيمي اقترح تشكيل مجلس مشترك بين الشباب وتنسيقية الدعم لتجنب العمل برأسين (مجلس الشباب و مجلس تنسيقية الدعم) وازدواجية المواقف ،كما دعا للتفكير في هيكلة قطرية للحركة لضمان مزيد من التنسيق القطري. ودعا إلى العمل على كسر الحصار الإعلامي و إيجاد منافذ مع الرأي العام عبر تفعيل و تجميع هده القنوات عبر العالم الافتراضي و كذا إبداع أشكال تواصلية مباشرة مع الجماهير والنخب. واعتبر شباب الحركة الذين تحدث باسمهم الناشط غسان كومينة بأن هذه المعركة هي معركة كافة الشباب و الأطراف الحية و القوى الداعمة ، التي لها غيرة على مصلحة البلاد واعتبر مشاركة الحركة في اليوم الدراسي خطوة من أجل تحقيق المزيد من التواصل و الانسجام و توحيد الصفوف ضد عدو واحد و لهدف واحد. فيما اقترح سلسلة من الخطوات التي يجب تنفيذها من أجل ضمان استمرارية الفعل النضالي، أهمها العمل على تأسيس المزيد من لجان الأحياء باعتبار ذلك مدخلا أساسيا لمزيد من التغلغل في عمق الأحياء الشعبية. في الوقت الذي حضر فيه الخطاب الجماعي والتشاركي في كلمة خالد العسري التي ألقاها باسم العدل والإحسان،حيث أكد أن منطق العمل الفردي أصبح متجاوزا ،وذكر بمسؤولية كافة المكونات السياسية الداعمة لمطالب 20 فبراير في تعزيز العمل الجماعي وتوطيده وحمايته باعتباره انجازا من انجازات الحركة. وذكر أربعة مرتكزات أساسية لضمان تحقيق مطالب الحرية: وحدة الحركة، جماعية وجماهيرية الفعل النضالي ، سلمية الأشكال الاحتجاجية، استمرارية الحراك الشعبي. وبخصوص آفاق العمل دعا العسري إلى المزاوجة بين تفعيل المطالب الدستورية والسياسية الوطنية بموازاة مع ملفات اجتماعية محلية يكون من شروطها شمولها لقضايا تهم كل الساكنة . هذا وتأسف أيمن المرزوقي متحدثا باسم الحزب الاشتراكي الموحد على غياب بعض الأطراف "نحن في حزب الاشتراكي الموحد ، نأسف لغياب جهات فاعلة معنا الى يومنا هدا ، في حركة 20 فبراير بطنجة ،لأننا نعول على وحدة الحركة هي مطلب لازم للارتقاء بالفعل الجماهيري من أجل المساهمة في التغيير المنشود الديمقراطي ببلادنا". كما دعا بدوره الى تعزيز المناعة السياسية في إعطاء نفس عميق للنضال الجماهيري و الشعبي من أجل اقرار مطالبه في الحرية و العدالة و الديمقراطية ، بحيث على الحركة أن تربح الرهان في إقرار حق الشعب و رد الحقوق إلى أهلها .. وتحرير الإرادة الشعبية ، وذلك بقطع الطريق على الفساد والمفسدين. كلمة حزب النهج الديمقراطي ألقاها نجيب السكاكي واستعرضت الظروف المواكبة لظهور الحراك الاجتماعي في المغرب محذرا من مغبة التقليد الأعمى لثورات الشعوب الأخرى ، مؤكدا أن المغرب يؤسس لتجربته الثورية الخاصة. كما استعرض مجموعة من المحطات التي مرت منها الحركة وسجل باعتزاز قدرة الشباب على المناورة وامتصاص الضربات وكيف كانوا يخرجون بعد كل ضربة أكثر قوة. في الوقت الذي أشاد فيه بما أسماه استراتيجية الانتشار التي نهجتها الحركة عوض التركيز على بعض المدن الرئيسية حيث عمت التظاهرات غالبية مدن البلاد. وفي حديثه عن استقلالية الحركة قال بأن الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال عن "المخزن" حاثا كافة الأطراف السياسية إلى إدارة اختلافاتها بطريقة ديمقراطية مؤكدا أن وحدة الحركة ليس معناها غياب الاختلاف. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الحركة كانت قد برمجت وقفة بساحة التغيير زوال نفس اليوم أي مباشرة بعد انتهاء اليوم الدراسي، الوقفة التي تحولت لمسيرة داخل أحد الأحياء المجاورة لساحة التغيير (بن ديبان) بعدما بدأت مواجهات محدودة بين بعض الشباب و قوات الأمن التي كانت تحاصر ساحة التغيير.