يشهد المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة ، في الأيام الجارية، خصاصا كبيرا في الدم، إذ عمد المركز إلى فرض شروط على الراغبين في الحصول على كيسين من الدم، بضرورة إحضار أربعة متطوعين للتبرع بدمائهم من اجل إنقاذ ذويهم.وعاينت "الشبكة" حالات مرضى يرقدون في أقسام الإنعاش يلزمهم الدم، غير أن ذويهم لم يتمكنوا من الحصول عليه، نظرا لعدم وجود متطوعين للتبرع بالدم.ويعاني حاليا مركز تحاقن الدم بطنجة ، ضعف إقبال المتطوعين والمتبرعين بالدم، ما جعل مسؤولي المركز يبادرون إلى إطلاق حملات توعية عاجلة ، من أجل الإقبال على التبرع ، و ذلك نظرا للخصاص، التي تشهده فصائل نادرة في الدم خصوصا صنفي O+ و A+.وقال مصدر طبي للجريدة ، إن دم المتبرع لا يصلح إلا لمدة زمنية معينة لا تتجاوز 45 يوما، وعزا الخصاص الحاصل في الدم إلى ارتفاع معدل حوادث السير في الثلاثة أشهر الأخيرة بالمدينة ، ما يجعل حالات الإصابة بنزيف حاد في الدم في تزايد، وهي الحالات، التي تحتاج أكثر من 3 أكياس من الدم.ينضاف إليه ضعف نسبة المتبرعين خصوصا خلال شهر رمضان ، حيث لم يتجاوز خلاله عدد المتبرعين بالدم خمس مائة متبرع فقط . وحذرت مصادر طبية من الشلل، الذي يمكن أن يصيب مستشفيات طنجة ، بسبب الخصاص المهول ، الذي يعرفه حاليا مركز تحاقن الدم بالمدينة ، واحتشاد عشرات الأسر أمام المركز، لتوفير أكياس الدم لذويهم.وقالت المصادر نفسها إن بنوك الدم بالمغرب تلزمها تبرعات مستمرة على مدار السنة، حتى لا تبقى حملات التوعية موسمية، مضيفة أنها بصدد دق ناقوس الخطر، بسبب الخصاص في الدم وتزايد الطلب عليه،حيث يشار إلى أن المغاربة، الذين يتبرعون بدمائهم، لا تتجاوز نسبتهم 1 في المائة، الأمر الذي يهدد بنوك الدم بالسكتة القلبية في أي لحظة ممكنة.و حسب الإحصائيات الرسمية لمركز تحاقن الدم بطنجة،فقد بلغ عدد المتبرعين بالدم سنة 2010 بالمدينة 11221 متبرعا ، أي بنسبة زيادة مهمة فاقت 8 في المائة مقارنة بسنة 2009 التي سجلت 10373 متبرعا فقط ،حيث تمكن المركز سنة 2010 من تغطية احتياجاته من هذه المادة الحيوية بنسبة 36 في المائة في مدينة كبيرة يقدر تعداد ساكنتها ب 1504678 نسمة. ونشير هنا ، إلى أن سعر الدم البشري يتحدد في الدم الكامل 450 ملل 360 درهم و ختارات الكريات (للوحدة) 360 درهم و ختارات الصفيحات (للوحدة) 298 درهم و البلاسما الطري المجمد (200 ملل) 298 درهم و ختارات الكريات المنزوعة الكريضات 509 درهم و ختارات الكريات المعالجة بالأشعة 230 درهم و ختارات الكريات الوراثية الطبع 509 درهم و صفادة خلايا الدم 3.033 درهم و صفادة الكريات الحمراء 2.938 درهم.وتعتبر المنظمة العالمية للصحة أن الحد الأدنى للتبرع بالدم البشري هو 1 بالمائة، أي 10 لكل 1000نسمة من أجل تلبية احتياجات البلد من هذه المادة ، مشيرة إلى أن التبرع بالدم البشري يتم بثلاث أساليب، التبرع التطوعي والتبرع المؤدى عنه والتبرع الأسري، مشيرة على أن خللا كبيرا في توفير هذه المادة الحيوية بين الدول المتقدمة والدول النامية و أن 73 بلدا تجمع أقل من نسبة 1 بالمائة، من بينها 71 بلد في طريق النمو.و اعتبرت المنظمة العالمية أن تبرعات أسر المرضى أو التبرع مقابل أجر مادي يشكلان أهم مصادر توفير الدم البشري، مشددة في الوقت ذاته على أن ضمان كميات كافية من الدم البشري لا يتأتى إلا عبر الحملات المنتظمة للمتبرعين المتطوعين.