في خضم النقاش الدائر حول المقابلة الكروية التي ستجري بين نادي برشلونة والرجاء البيضاوي، وبصفتي صاحب الشكاية التي قدمت إلى السيد وكيل جلالة الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة عن طريق البريد المضمون مع الإشعار بالتوصل بعد رفض النيابة العامة قبولها، فإنني وبعد تفكير جدي ومقنع، و بعد تسارع الوقائع والأحداث بشكل دراماتيكي، قررت أن أدلي بدلوي من جديد مسجلا مجموعة من النقط أدرجها في ما يلي. إن التجائي كفاعل جمعوي ورياضي إلى تقديم الشكاية نابع من إيماني بما أصبحت تتعرض له الرياضة بالمدينة بمختلف أصنافها وفي مختلف المحطات، كما أعتبرها دفاعا عن الدستور المغربي الجديد الذي ينبذ ويحرم مثل هذه الممارسات. أؤكد تمسكي بشكايتي ضد شركة صونارجيس الضامنة بقصد أو غير قصد للشركة السويسرية المنظمة للمقابلة. أؤكد مقاطعتي المطلقة لهذه المقابلة تضامنا مع الفعاليات الرياضية المهمشة وقدماء اللاعبين والرياضيين الذين يعانون في صمت ومنهم من يعيش ظروفا مادية وإنسانية وصحية صعبة مع استحضار روح من قضى نحبه منهم ونال حقه من الجحود. أثمن تجاوب الجماهير الرياضية الحية على التجاوب الكبير والتأييد اللامشروط الذي حظي به موقفي. أثمن كذلك خروج بعض الساسة الذين أيدوا هذا الطرح وأدانوا الإقصاء المتعمد لفعاليات المدينة ورياضييها ولو جاء ذلك متأخرا. أستهجن خروج بعض الأصوات السياسية النشازة التي أرادت التشكيك في موقفنا، متهمة إيانا إلى جانب الجمهور الرياضي الطنجاوي المتحضر، بمحاولتنا خلق بذور الفتنة والبلبلة بالمدينة، محاولين إيهام الرأي العام بحرصهم على مصلحة المدينة، والحقيقة أنهم حريصون على مصالحهم. في مقابل كل هذا، أطالب الجماهير الرياضية الطنجاوية إلى اليقظة والانتباه من المؤامرات والمخططات الجهنمية المكشوفة التي يحاول أصحاب الفتن الحقيقيون زرعها بمحاولتهم التشجيع على الشغب الذي تنبذه كل المبادئ والأعراف الإنسانية النبيلة، وديننا الإسلامي الحنيف والسمح، مع خلق ثقافة رياضية وفرجوية سليمة تضمن للجميع حق متابعة المقابلة في ظروف سهلة ومريحة. وفي الأخير، أهيب بالجماهير الطنجاوية المتشبثة بالقيم الحضارية والإنسانية النبيلة أن تساهم في الحفاظ على صورة المدينة الضاربة أطنابها في التاريخ بنبذ كل أشكال العنف والشغب مع كل الجماهير الحاضرة، وكما نقول لا للإقصاء لا للتهميش لا للانتقائية، نقول كذلك لا وألف لا للعنف والشغب، وعاشت الجماهير والفعاليات الرياضية الشريفة بالمدينة وعاشت طنجة مدينة حضارية عصية على الفتن وموقظيها.