تتواصل الاجتماعات على مستوى ولاية أمن مدينة طنجة من أجل وضع آخر الترتيبات لاستقبال فريق إف سي برشلونة، الذي سيخوض يوم 28 يوليوز الجاري مباراة ودية أمام فريق الرجاء البيضاوي. فحسب مصادر أمنية، فإن الاجتماعات التحضيرية انطلقت قبل أسبوع، وتحت إشراف الإدارة العامة للأمن الوطني، كما عقدت اجتماعات على مستوى ولاية جهة طنجة بمشاركة مختلف الفاعلين والمعنيين بهذه المباراة، التي ستشد إليها أنظار العالم. واعتبرت مصادرنا أن مدينة البوغاز جاهزة لهذا العرس الرياضي الكبير، حيث سيتم طلب تعزيزات أمنية، لتأمين المباراة داخل وخارج الملعب، وكذا فنادق الإقامة، حيث كونت خلايا للمتابعة دون ترك أي نقطة للصدفة. وأكدت مصادرنا أن كل السيناريوهات و الاحتمالات قد تم أخذها بعين الاعتبار. فقد تمت زيارة الملعب والوقوف على مختلف بنياته وكذا الطرق المؤدية إليه، من أجل وضع خطة أمنية محكمة، لأن كل الأنظار ستكون موجهة صوب مدينة طنجة. ومن المنتظر أن يتم عقد اجتماع أخير في مستهل الأسبوع المقبل، للوقوف على آخر الترتيبات، وبالتالي الشروع في تنفيذها. وطمأنت مصادرنا كل زورا المدينة، مشددة على أنها ستكون في أبهى حلة لها وهي تستقبل أحسن فريق عالمي. وبخصوص الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها بعض فعاليات المدينة مساء الخميس الماضي، اعتبرتها مصادرنا عادية، لأن من حق أي مواطن مغربي أن يعبر عن موقفه، ولكن في سياق حضاري، بعيدا عن أي فوضى أو شغب. وعبرت العديد من فعاليات مدينة طنجة عن اسيائها مما اعتبرته إقصاء من طرف المنظمين لهذه المباراة، حيث نظمت وقفة مساء الثلاثاء، ومن المتوقع أن تنظم وقفتان أخرتان في الأسبوع المقبل، من أجل إثاره الانتباه، ودفاعا عن «كرامة المدينة». ورفع المحتجون مجموعة الشعارات والهتافات يعبرون فيها عن رفضهم الشديد لتعويض المنتخب المحلي بالرجاء، واصفين إياه بال «إقصائي». كما رفع المحتجون أيضا هتافات تطالب الجماهير المحلية بمقاطعة هذه المبارة، التي اعتبروا أنها تكرس لتهميش أبناء المناطق الشمالية على كافة المستويات في عصر الجهوية الموسعة. وحسب عبد الرحيم كمراوي، رئيس نهضة طنجة لكرة القدم، وأحد الفعاليات المحتجة، في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن هذه الحركة الاحتجاجية كانت ضد تهميش المدينة، مشددا على أن اللجنة المنظمة لم تستشر أي شحص من طنجة، «نحن آخر من يعلم، فحتى تذاكر المباراة بيع منها أزيد من 85 %، ووضعت النسبة الكبيرة منها في الدارالبيضاء، بينا ترك لنا الفتات». وأضاف كمراوي، أنه كان حريا بالجهة المنظمة «أن تجالسنا، لا أن تقصينا، فحن أول المعنيين بهذه المباراة، لكن تأكد بالملموس أن مدينة طنجة تعاني التهميش على المستوى الرياضي». وألمح إلى أنه رفع دعوى قضائية ضد شركة «صونارجيس»، بغاية التحسيس ومطالبا برد الاعتبار لهذه المدينة. واستطرد كمراوي، «كيف يتم استنزاف 7 ملايير سنتيم من المال العام (2 للبارصا، و5 أرباح صافية للشركة المنظمة، القادمة من سويسرا)، في الوقت الذي تعاني فيه فرق المدينة من العوز المادي، وتجد صعوبة كبيرة في تدبير أمورها.» وعن اختيار فريق الرجاء لهذه المباراة، قال كمراوي، إن الفريق الأخضر هو فريق مغربي، «ولا نحمل ضده أي ضغينة، لكنه شارك في حفل افتتاح الملعب، وكان من الأجدر اختيار فريق آخر، وحبذا لو كان المنتخب الوطني المغربي»، مؤكدا على أن المدينة لا تتوفر على لاعبين مرموقين، غير أن تعيين المنتخب المغربي، كان بالتأكيد سيشهد مشاركة لاعب طنجاوي، في إشارة إلى المدافع الأيسر أسامة الغريب. وتشهد المنتديات على الشبكة العنكبوتية «حربا» بين جماهير الرجاء والجماهير الطنجاوية، التي أعلن عدد كبير منها أنه سيشجع برشلونة.