يتحدثون عن ديربي الوداد و الرجاء، وقبله تحدثوا عن ديربي الجيش و الفتح و المغرب الفاسي بالوداد الفاسي، كل هذا جميل في مدن البيضاء و الرباط و فاس، حيث تظهر هذه المدن جاهزية تنافس فرقها في دوري النخبة في كرة القدم، وكل هذا يصب في مصلحة المدينة اولا و اخيرا. لكن لماذا يغيب هذا التنافس عن مدينة طنجة ؟ بإعتبارها مدينة عملاقة وثاني قطب إقتصادي في المملكة ، وهي... المدينة التي عاشت قبل غيرها من المدن إزدهارا رياضيا في شتى الرياضات الجماعية و الفردية ، وخاصة في كرة القدم ، إذ كان الجمهور الطنجي يتلذذ بمباريات ملتهبة بين المغرب -برفع الميم- و الطنخير ، وبين حسنية طنجة و العلم ، وبين هذه الاخيرة و النهضة قبل أن يتحول إسمها إلى الاتحاد. هذا التنافس خلق ساعتها جوا إيجابيا في فضاء كرة القدم الطنجاوية ،وفي وقت كانت الفرق الاخرى في المدن المعنية تفتقر إلى الجو المثالي الذي كان يدور في طنجة ، والسبب أن الرياضة بطنجة كان يؤطرها أناس لم يكونوا أثرياء ،بل كانوا يحبون المدينة و يموتون من أجلها ،لكن الامور تغييرت الان وأصبحت الكرة بطنجة تعيش أرذل العمر ، بعدما حولها أباطرة الحشيش و تجار الانتخابات و العاطلين إلى قنطرة لتحقيق أهدافهم المعلومة ، فماتت الفرق بفعل فاعل ، وماتت معها أيضا التنافسية ، وأصبح فريق إتحاد طنجة مجرد فريق عادي يلعب في الدرجة الثانية بلاعبين مستوردين جاؤوا إلى طنجة من أجل التقاعد ، بينما الغرباء يحاربون وبشتى الوسائل اللاعبين من هذه المدينة و يجبرونهم على الرحيل ، حيث يتألقون بعيدا عن طنجة...