نظمت عدد من الجمعيات الموسيقية بطنجة وتطوان أمس الخميس 26 ماي الجاري بقصر البلدية بطنجة حفلا تأبينيا وفاءا لروح المرحوم سدي أحمد الغازي تحت شعار "نجم أفل في سماء الفن". وقد عرف الحفل التأبيني مشاركة أسماء وازنة على الصعيد المحلي والوطني ممثلين مدن طنجة، تطوان، الرباط، فاس، الدارالبيضاء وغيرها من المدن المغربية التي أنجبت رواد في مجال السماع والمديح وفن الموسيقى الأندلسية من بينهم عبد المجيد الصويري، عبد الفتاح بنيس، حسن أخيار، الأمين الدبي، الأمين الأكرمي، جمال الدين بن علال، الشيخ محمد الزيتوني، سعيد بلقاضي وغيرهم كثيرون. وقد افتتح هذا الحفل الذي حضرته أم الفقيد فاطمة البقالي وبعض من أفراد أسرته بتلاوة الفاتحة ترحما على روحه، كما قدمت وصلات في السماع والمديح ووصلة أندلسية بطبوع مغربية وطقوس روحانية، ليقدم بعد ذلك أصدقاء ورفاق درب المرحوم شهادات وصفوا فيها الفقيد بالرزين والهادئ الذي عرف بنقاء عزفه وسمو فنه مما جعله فريد عصره ووحيد زمانه. تجدر الإشارة إلى أن أحمد الغازي ترعرع بالزاوية الحراقية ويرتوي من صبيب عطاءها الزاخر بأكاليل منمقة ومعطرة بأريج القول الموزون من المديح والسماع والفنون التراثية بألحانها الشجية وإيقاعاته الصوفية وبها كانت الشرارة الأولى لتنطلق طاقاته المكونة المشبعة بالأجواء الروحانية، وقد تتلمذ رحمه الله على يد والده السي العومي وعمه السي عبد السلام اللذان يعتبران كبار حفاظ الموسيقى الأندلسية وقد زرعوا في الفقيد ولع موسيقى الآلة، وقد تأثرا كبيرا بأستاذه ومثله الأعلى الهرم الأكبر محمد العربي التمسماني وقد اختار أن يسلك الطريق الذي صاروا عليه سلفه، أمثال عبد الصادق شقارة، عبد الكريم الرايسي، مولاي أحمد الوكيلي وغيرهم، وقد رافقهم جميعا سواء بكمانه الجاهر أو بربابه الذي تأبطه طول حياته. بهذا سيظل إسم سيدي أحد الغازي حاضرا وموجودا فهو الحاضر الغائب وستظل شمعته متقدة، مادامت شموع هذه الفنون التراثية مشتعلة، وهي تنير طريق الولوعين بهذا الفن تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل. الصور والتصريحات بعد حين