تحتضن مدن الدارالبيضاء، المحمدية والرباط في الفترة الممتدة بين 30 نونبر الجاري و4 دجنبر القادم، الملتقى الدولي للموسيقي الأندلسية تحت شعار «الإنفتاح والتسامح..» بمشاركة فرق موسيقية إسبانية، جزائرية، تونسية ومغربية . الملتقي الفني - الثقافي، الذي ينظم من طرف جمعية هواة الموسيقى الأندلسية، التي تخلد، بالمناسبة، ربيعها الثاني والخمسين، يعيش هذه السنة دورته السابعة، دورة اعتبرها الرئيس المؤسس لهذه التظاهرة الموسيقية معاذ الجامعي ومدير دورة أندلسيات 2010 أنس الحارثي، في ندوة صحفية أقيمت ب «دار الآلة» بحي الأحباس بالدارالبيضاء مساء أول أمس الخميس، دورة التكريس باعتبار أن الملتقى دخل مرحلة النضج، وبالتالي أصبح محطة أساسية للانطلاق نحو عولمة هذا الفن الموسيقي العريق بتفريعاته الموسيقية الغنية، خصوصا على مستوى منطقة غرب بحر الأبيض المتوسط، تعلق الأمر هنا بالموسيقى الأندلسية (طرب الآلة)، الطرب الغرناطي، فن المالوف، أو الفلامينكو.. التي ستكون عروضها الموسيقية حافلة وواعدة بفرجة ممتعة خلال أيام التظاهرة إلى جانب نفحات سماعية من فني المديح والسماع والإنشاد الصوفي.. التي يتغيا المنظمون من خلال الإقبال الكثيف عليها أن تتجاوز الأرقام والإحصائيات ما تم تحقيقة الدورة الماضية (حوالي 60 ألف متفرج)، خصوصا وأن العروض الفنية ستقام في فضاءات متعددة، هي مسرح محمد السادس ومكتب الصرف بالدارالبيضاء، مسرح محمد الخامس بالرباط ومسرح مدينة المحمدية ذي المواصفات التقنية العالية، هذا الأخير سيكون له «شرف» افتتاح أمسيات المهرجان ليلة الثلاثاء 30 نونبر باستضافته لاحتفالية طربية نادرة تجمع في الآن ذاته كلا من أوركسترا عبد الكريم الرايس وجوق الأستاذ محمد بريول ومجموعة الدارالبيضاء الكبرى للإنشاد الصوفي بقيادة الأستاذ عبد المجيد الصويري، فيما تسجل ليلة الأربعاء، بمسرح محمد الخامس، برمجة عرضين فنيين، الأول يمزج بين موسيقى الفلامينكو وموسيقي ميديفال، بمشاركة الفنانة سميرة القادري وروسيو ماركيز، والثاني عرض لطرب الآلة تحييه أوركسترا معهد تطوان برئاسة الأستاذ المهدي شعشوع ومروان الحاجي، في حين ستكون ليلة الخميس، الثاني من دجنبر، على موعد، بمكتب الصرف، مع أوركسترا الجزائر للطرب الغرناطي برئاسة الحاج قاسم إبراهيم في عرض أول، ومجموعة «الكوثر» الإسبانية للإنشاد الصوفي، بينما تسجل ليلة الجمعة 3 من دجنبر، وفي نفس الفضاء، المشاركة الموسيقية التونسية من خلال مجموعة مراد الصقْلي لفن المالوف، يليه عرض آخر مع أوركسترا شباب الأندلس المغربية بحضور الفنانين أمين ديبي والحاج محمد باجدوب، وفي فضاء مسرح محمد السادس يحىى لقاء ثان مع أوركسترا الجزائر للطرب الغرناطي. أما الليلة الختامية، السبت 4 دجنبر، فستشهد عرضين، الأول تقدمه فرقة فلامنكو ايسبيرنزا فيرنانديز وميغيل فرغاس، والثاني يجمع بين طرب الآلة وفن السماع والمديح بمشاركة أوركسترا المرحوم عبد الكريم الرايس وجوق محمد بريول ومجموعة السماع للتهامي الحراك. موازاة مع هذه الأنشطة الموسيقية، سيشهد مقر «دار الآلة» في عمق حي الأحباس العتيق بالدارالبيضاء، وهو عبارة عن «رياض» تم تحويله مؤخرا إلى متحف خاص بفن الطرب الأندلسي تضم قاعاته الفسيحة مجموعة من الآلات الموسيقية والمجسمات والصور واللوحات والوثائق والمخطوطات تؤرخ لهذا الفن المغربي العتيق ولرجالاته وأعلامه.. وإلى «معهد» موسيقي يتم توظيفه لتعليم البراعم والاطفال مبادئ وأركان هذا الفن الجميل بهدف الحفاظ عليه من الإندثار والأفول.. سيشهد هذا المقر، خلال أيام الملتقى، تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية الموازية، عبارة ندوات تقارب بالدراسة والتحليل والاجتهاد مشهد الطرب الأندلسي بالمغرب، منها ندوة حول دور التكنولوجية الحديثة للإعلام في تطوير الطرب الأندلسي(الفيسبوك نموذجا)، ندوة حول دور الزوايا في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الأندلسي، وندوه حول تاريخ وتحليل ريبرتوار الموسيقية الأندلسية، وندوة حول الموسيقى العربية الأندلسية ومشاكل الهوية الموسيقية المغاربية، هذا بالإضافة إلى ورشات موسيقية وإنشادية من تقديم الأستاذين سعد برادة وأحمد مربوح والفنان محمد باجدوب.