ركز منظمو الدورة السادسة من مهرجان أندلسيات، الذي ستحتضنه مدينتا الدارالبيضاء، والرباط من 18 إلى 21 نونبر الجاري، على الحديث عن الميزانية العامة لهذه السنة، التي لم تتجاوز 200 مليون سنتيمووصفها معاد الجامعي، الرئيس المؤسس للمهرجان، بالهزيلة، وأنها فرضت على إدارة المهرجان اختيار شهر نونبر لتنظيم دورة 2009، رغم برودة طقسه، حتى يتسنى للمنظمين الاستفادة من التخفيضات المقدمة من الفنادق وشركات الطيران ومنظمي الحفلات، في هذا الشهر الذي تقل فيه المهرجانات. وأوضح المنظمون، خلال تقديمهم برنامج المهرجان في لقاء صحفي عقدته جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب أخيرا، بمدينة الدارالبيضاء، خصص لرصد مختلف الجوانب التنظيمية، والمراحل التي قطعت من أجل تنظيم الدورة السادسة، أن الجمعية ستواصل تنظيم دوراتها المقبلة، للتعريف بالموسيقى الأندلسية وتقريبها من الأجيال باعتبارها جزءا من الهوية الوطنية المغربية، بفضل مجموعة من المساهمين، الذين لولاهم لما وصل المهرجان إلى دورته السادسة. وذكر المنظمون أن مهرجان أندلسيات، الذي يحمل كذلك اسم اللقاءات الدولية للموسيقى الأندلسية، أصبح موعدا ثقافيا مهما ضمن المشهد الثقافي الوطني، وأداة للحوار والتقريب بين الشعوب. وأضافوا أن المهرجان سيشكل مناسبة لإبراز جزء من التراث الثقافي المغربي، من خلال قيام مجموعة من عشاق رواد هذا الفن، بإطلاق تحدي إحياء شعبية الموسيقى الأندلسية. وأعلن المنظمون أن فعاليات الدورة السادسة، ستنظم على مدى أربعة أيام، بمدينتي الدارالبيضاء والرباط، في أربعة مواقع ستحتضن ستة عروض فنية، يشارك فيها فنانون من أربع دول هي الجزائر، وتونس، وإسبانيا، والمغرب. وقال عبد الله الغروالي المدير الفني للدورة السادسة، إن "نسخة 2009 أكثر تفضيلا من سابقاتها، لتزامنها مع حدث كبير لدى جميع المغاربة، ألا وهو عيد الاستقلال"، وأضاف الغروالي في الندوة الصحفية التي عقدت أخيرا، بالدارالبيضاء لتقديم برنامج الدورة، "بما أن الموسيقى الأندلسية المغربية ارتبطت بالأعياد والاحتفالات وكل المناسبات السعيدة، فإن المنظمين ارتأوا أن يكون المهرجان بمثابة احتفال بالذكرى 54 لعيد الاستقلال، من خلال تكريم الأحياء من الموقعين على وثيقة الاستقلال". وأبرز الغروالي أن برنامج الدورة السادسة سيكون غنيا بالعروض الموسيقية، التي ستكون مفتوحة أمام الجميع مجانا، بكل من مكتب الصرف بالدارالبيضاء، ومسرح محمد الخامس بالرباط، ومسرحي محمد السادس، وحسن الصقلي بالدارالبيضاء، مشيرا إلى أن الدورة الحالية ستعرف أيضا، تكريم الفنان المغربي الحاج محمد بوزوبع. وسيرا على التقليد الكلاسيكي ستحل إسبانيا ضيفة شرف على المهرجان من خلال مورينو دو فوينتس وخوصي زافر من فرقة الفلامنكو، كما ستشارك الجزائر بمجموعة دار الغرناطية، وتونس بمجموعة تستور للمالوف. من جهته قال معاد الجامعي، الرئيس المؤسس للمهرجان، إن الدورة السادسة التي ستحمل شعار "نشيد إلى العالمية" ستعرف انفتاحا على باقي الأنماط الموسيقية الأخرى، من خلال مشاركة الأوركسترا الفيلارمونية للمغرب، تحت رئاسة المايسترو رشيد الركراكي، الذي سيقوم بقيادة 80 عازفا محترفا، سيقدمون لأول مرة نوبات ومقاطع من الموسيقى الأندلسية بطريقة أكاديمية منفتحة، كما سيصاحبون المطربة المغربية كريمة الصقلي، التي أحيت أخيرا، حفلين الأول بدار الأبرا بالقاهرة، والثاني بلوس أنجلس، في أداء بعض أغانيها الشهيرة. وأضاف الجامعي في الندوة ذاتها، أن الجمعية تعمل كل ما بوسعها للحفاظ على هذا الفن العريق من خلال تقريبه من الجيل الجديد، وخلق نوع من الترابط والتآلف بين مختلف الشعوب المجاورة التي تعتبر الموسيقى الأندلسية جزءا من موروثها الثقافي والحضاري، مشيرا إلى مسؤولية الجميع في الحفاظ على هذا التراث، خصوصا وزارة الثقافة. من جهة أخرى كشف الجامعي عن نية الجمعية في تأسيس متحف للموسيقي الأندلسية، بحي الأحباس العتيق بالدارالبيضاء، حتى يتسنى للزائر تتبع مراحل صناعة الآلات الموسيقية وكل ما يرتبط بهذه الموسيقى من أزياء مغربية أصيلة ك"الجلباب والطربوش المغربي والبلغة". وحسب برنامج الدورة، ستحتضن مدينة الرباط حفلا فنيا واحدا، بمسرح محمد الخامس سيحييه جوق عبد الكريم الرايس من فاس برئاسة محمد بريول ومشاركة عبد الرحيم الصويري، وجوق جلال شقارة وفرقة الفلامنكو من اشبيلية. وستحتضن مدينة الدارالبيضاء، خمسة حفلات، ثلاثة منها بقاعة مكتب الصرف، سيحييها الحاج محمد بوزوبع من المغرب، ومجموعة تستور للمالوف من تونس، ومجموعة دار الغرناطية الجزائرية وأوركسترا تطوان برئاسة المهدي شعشوع، والأوركسترا الفيلارمونية للمغرب، والفنانة كريمة الصقلي، فيما سيحتضن مسرح محمد السادس، حفلا واحدا ستحييه مجموعة دار الغرناطية الجزائرية، كما سيحتضن مسرح حسن الصقلي بسيدي البرنوصي، حفلا سيحييه دو فوينتس وخوصي زافر وفرقة فلامنكو مدريد. كما ستعرف الدورة تكريم رائد الملحون المغربي الحاج محمد بوزوبع، الذي ينتمي إلى عائلة "بوزوبع" الفنية، التي ساهمت في بعث فن الملحون والتعريف به، منذ بداية القرن الماضي، باعتباره رافدا من روافد الموسيقى الأندلسية، من خلال ريبيرتوار غني ساهمت فيه أجيال من فناني العائلة، مرورا بالأب الراحل امحمد بوزوبع، وصولا إلى الحاج محمد بوزوبع، الذي سطع نجمه بداية الستينيات من القرن الماضي، في فن الملحون، والعيساوي، والشعبي.