من حق أبرون أن يستقيل ومن حقه أيضا أن يمارس حقه عبر جوقته وأساليبه أن يسلك السبل التي يرها قادرة على التأثير على الجهة التي يرى أنها تستهدفه، لكن ليس من حقه أن يجعل فريقا يمثل المدينة في لعبة كرة القدم رهينة نزوته الشخصية، صحيح أنه بفضل ماله أصبح المغرب التطواني فريقا في الدوري الممتاز وهي نقطة تحسب له في مدينة كحجم مدينة تطوان، مازال البعض فيها يعتبرها مجرد ضيعته الخاصة، أخر شيء يفكر فيه هو خدمة المصلحة العامة ، فما بالك بالقطاع الاجتماعي و الرياضي. فتجربة اعتماد الرياضة على الأشخاص تجربة فاشلة بكل المقاييس ، خاصة في المنطقة الشمالية ، وقد كانت مدينة طنجة سابقة إليها قبل تطوان من خلال فريقين كانا يلعبان في قسم الصفوة في بطولتي كرة القدم و السلة، فالإتحاد حقق أيام تواجده في الدوري الممتاز في كرة القدم أواخر الثمانيات والتسعينات نتائج ممتازة لم يحققها أي فريق شمالي لحد الساعة، باحتلاله الصف الثاني وكانت ساعتها لوائح الجامعة لا تسمح لوصيف البطولة بالمشاركة في البطولات العربية و الإفريقية، و سبب تلك الطفرة الكروية هو إعتماد إتحاد طنجة على الأشخاص في التسيير و التدبير المالي ، حيث بفضل الكرة تحولت مجموعة من الأسماء النكرة إلى مشاهير في مجال السياسية و العقار، وبرحيل هؤلاء نزل الفريق الطنجي إلى القسم الوطني الثاني. الأمر ذاته يقال عن سلة إتحاد طنجة التي كانت قوة مخيفة ومؤثرة في ساحة الدوري الممتاز وفازت بألقاب البطولة والكأس أكثر من مرة، لكن بمجرد ما غادرها الأشخاص الذين كان يوفرون لها " الشكارة " أمسى "الباسكيط " الشمالي في سلة المهملات وقطف بمداد من العار بطاقة النزول إلى القسم الثاني. هذا كله يوضح أن أزمة الرياضة في مناطق الشمال من بين أسبابها تعمد الجهات المسؤولة جهويا ومركزيا ترك الرياضة بها رهينة أشخاص من دون أن تتدخل لوضع النقط فوق الحروف و البحث عن طرق قاعدية مبنية على "الصح" في جعل الرياضة الشمالية مؤسساتية لها موارد قارة ودائمة و بنيات تحتية تسمح بالبناء المستقبلي، فأبرون يدرك جيدا أن التلويح بالاستقالة مغامرة بالنسبة له في ظل وجود أسماء أعلنت أكثر من مرة رغبتها في تحمل مسؤولية المغرب التطواني، لكنها كانت تجد في طريقها حقل من الألغام تم زرعها حتى لا تقترب من الفريق ، وهي ألغام الغاية منها تكريس هيمنة أبرون على " المغرب "برفع الميم ، الذي بفضل هذا الفريق أصبح اسم عائلة أبرون معروفا بعدما كان لا يعرفه أي أحد من قبل. ولعل العقلاء في مدينة تطوان يعرفون جيدا ، إشكال الكرة التطواني لا يكمن في الأشخاص و ترساناتهم المالية، والعقلاء في هذه المدينة يعرفون جيدا هذه الحقيقة وحقائق أخرى مؤلمة ، لكن المهم في هذا كله هو أن تتوفر تطوان على فريق مستقل بذاته و إمكاناته الذاتية و المعنوية بعيدا عن الأشخاص و نزواتهم و استعمال الفريق لتلميع صورهم وتصفية حساباتهم مع خصومهم في ميدان المال و الأعمال وحتى في مجال حبائل السياسة .