"برلمان الطفل" يحتفي بربع قرن من الالتزام المدني وتربية القادة الشباب    قيمة رساميل الاستغلال للمشاريع الصناعية المُصادق عليها بلغت 140 مليار درهم مابين ماي 2023 ونونبر 2024 (أخنوش)    أكادير تحتضن تخطيط "الأسد الإفريقي"    الأغلبية بالمستشارين تدافع عن حصيلة الحكومة في الصناعة.. توازن ومناعة    بعد 20 عاماً من الغياب.. لمريني يشرف على أول حصة تدريبية على رأس الإدارة الفنية لهلال الناظور    المدور: المغرب من الدول السباقة في مقاربة محاربة الفساد وحقوق الإنسان        حالة في مرتيل وأخرى في الحسيمة.. الانتحار يواصل حصد الأرواح بجهة طنجة        بورصة البيضاء تنهي التداولات ب"الأخضر"    جزائريون ومغاربة يتبرؤون من مخططات النظام الجزائري ويُشيدون بدور المغرب في تحرير الجزائر    أخنوش: المغرب المصنع الأول للسيارات في إفريقيا ونصدرها نحو 70 وجهة في العالم    تألق دياز يلفت أنظار الإعلام الإسباني    وضع الناشط المناهض للتطبيع إسماعيل الغزاوي رهن تدابير الحراسة النظرية    أونشارتد: أحدث العروض التوضيحية المفقودة تراث عرض الكنز الصيد ديو في المزامنة    ليدي غاغا سحبت قبالة واحدة من أفضل عروض الوقت الحقيقي من أي وقت مضى    "اليونسكو" تدرس إدراج الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي    انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في المغرب بعد بدء عملية الاستيراد    درك أزمور يحبط محاولة للهجرة السرية    مقتل جندي إسرائيلي في معارك لبنان    جدول أعمال مجلس الحكومة المقبل    الأمطار تعود إلى الريف وسط انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    حكيمي يبتغي اعتلاء العرش الإفريقي    لافروف يحذر الغرب من النووي الروسي    وزارة الصحة الروسية تطلق اختبارات سريرية لعلاج جديد لسرطان الدم    محاولة اغتيال وزير العدل الكندي السابق الداعم لإسرائيل    الذهب يلمع عند أعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار    مساء هذا الثلاثاء في برنامج "مدارات" : لمحات من السيرة الأدبية للكاتب والشاعر محمد الأشعري    جماعة الزوادة في قلب التنمية الاجتماعية و الاقتصادية الحقيقية بالإقليم    الكاف يبعد رحيمي من قائمة ترشيحات جائزة أفضل لاعب أفريقي    من حزب إداري إلى حزب متغول    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    العرائش.. نزاع حول قطعة أرضية بين سيدة وشقيقها ينتهي بجريمة قتل    وزارة الداخلية تخصص 104 مليارات سنتيم لإحداث 130 مكتبًا لحفظ الصحة        ولي العهد السعودي يهنئ الملك بمناسبة عيد الاستقلال    شبكة تسلط الضوء على ارتفاع أسعار الأدوية في المغرب    حاتم عمور يصدر كليب «بسيكولوغ»    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أربع جهات مغربية تفوز بجائزة "سانوفي" للبحث الطبي 2024    تسجيلات متداولة تضع اليوتيوبر "ولد الشينوية" في ورطة    في تأبين السينوغرافيا    الشاعرة الروائية الكندية آن مايكلز تظفر بجائزة "جيلر"    ما هي الطريقة الصحيحة لاستعمال "بخاخ الأنف" بنجاعة؟    فريق بحث علمي يربط "اضطراب التوحد" بتلوث الهواء    صحتك ناقشوها.. إضطراب النوم / الميلاتونين (فيديو)    إندرايف تغير مشهد النقل الذكي في المغرب: 30% من سائقيها كانوا يعملون بسيارات الأجرة    مجموعة ال20 تعلن وقوفها خلف قرار وقف إطلاق النار في غزة    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات فالنسيا بإسبانيا إلى 227 قتيلاً ومفقودين في عداد الغائبين    عرض الفليم المغربي "راضية" لمخرجته خولة بنعمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    العسكريات يسيطرن على التشكيلة المثالية لدوري أبطال إفريقيا    نشرة إنذارية: زخات رعدية ورياح عاصفية في عدد من أقاليم المملكة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطة كرة القدم تنتقل من الآباء إلى الأبناء بالوراثة
نشر في المنتخب يوم 02 - 11 - 2010

رؤساء ومدربون ولاعبون وحكام.. يسلمون المشعل لفلذات أكبادهم
وراثة الموهبة والجاه والصلع
هناك من يرث السلطة، وهناك من يرث الجاه، وهناك من يرث داء السكري أو الربو، بينما يكتفي الكثيرون بوراثة الصلع عن السلف أبا عن جد.
.يزخر الموروث الثقافي الشعبي المغربي بالعديد من الأمثال التي تشخص إرث المهن، أبرزها القول المأثور «اتبع حرفة بوك لا يغلبوك»، وهي صيغة منقحة للمثل العربي «ابن الوز عوام»، و«خيرنا ما يمشي لغيرنا».. وغيرهما من الأقوال التي تختلف في بنيتها اللفظية، لكنها تتفق في مضامينها، وتجمع على أن مهنة الأب هي الأقرب إلى الوجدان والقلب، لكن ما كل مرة تسلم جرة الوراثة، إذ تصطدم هذه الأمثال بواقع يغرق ابن الوز في بحيرة الحياة، ويجعل من اتبع مهنة الأب مهزوما في صراع من أجل لقمة العيش.
نحن أمام نماذج ناجحة وأخرى فاشلة، ليس فقط في المجال الرياضي وكرة القدم على الخصوص، بل في مجالات عديدة كالفن والسياسة والثقافة والدين وغيرها من مناحي الحياة.
ولأن الظاهرة أخذت بعدا أكبر في مشهدنا الكروي، وتحولت من مجرد حالة استثنائية لا حكم عليها، إلى ظاهرة مثيرة تحتل حيزا من النقاش، ولأن المناسبة شرط أيضا، فإن هيئة تحرير «المنتخب» بولاية الدار البيضاء خلصت إلى ضرورة الإحاطة بأدق تفاصيل الظاهرة، ورصد مختلف جوانبها، لاسيما وأن الأمر تجاوز توريث السلطات الرئاسية إلى توريث الجوانب التقنية لدى المدربين والصفارات لدى الحكام.
إذا عمت هانت
رغم أن زمن حكم وهيمنة العائلات على السلطات بمختلف تضاريسها، قد بدأ يتراجع بعد أن تسربت خيوط أشعة الديمقراطية من بين الشقوق، واخترقت أجهزة ظلت تدبر أمورها بالوراثة، استنادا إلى مفهوم يجعل الكرة في خدمة العائلة، لا العائلة في خدمة الرياضة.
كانت العائلات العريقة في كل ربوع العالم حريصة على تحصين مواقعها، وممارسة لعبة التناوب بين مكوناتها، في ما يشبه سباق التناوب السريع.
تبدو الظاهرة بصورة مكبرة، حين يتعلق الأمر بعالم السياسة، وأكبر نموذج عائلة غالي في مصر التي تحمل فيها الجد الأكبر «بطرس غالي» حقيبة المالية، ثم الخارجية، وأخيراً رئاسة الوزراء، وتبعه ابنه «واصف» كوزير للخارجية، ثم الحفيد الدكتور بطرس بطرس غالي الذي وصل لمنصب السكرتير العام للأمم المتحدة، ثم يوسف بطرس غالي وزير المالية.
النمط الوراثي لعائلة غالي له صور كاربونية في مجالات ومجتمعات أخرى.
ففي المغرب، ظلت العائلات العريقة تفرض سيطرتها على المشهد السياسي ومن خلاله المجال الرياضي، يكفي ذكر عائلة الفاسي في الرياضة وعائلة بنجلون التويمي في الرياضة للوقوف على حجم الظاهرة.
في الفن والثقافة تصبح الوراثة المهنية ظاهرة صحية، فتعتز الشعوب بإنجاب النوابغ للنوابغ، ففقيد شعر الغزل نزار قباني مثلا، ورث «جين» وملكة الشعر عن عمه أبي الخليل القباني.
.الكثير من المبدعين قاموا بتنشئة أبنائهم على حب المهن التي يقتاتون منها، لكن الوراثة لا تلغي عاملي الجهد والتفاني في العمل وحب المهنة.
عائلات البدوي والفاضلي وبنياز والمجرد وغيرها من الأسر التي انخرطت كليا أو جزئيا في عالم الفن فتحول أعضاؤها إلى فنانين بالوراثة.
مواهب رياضية بالوراثة أبا عن جد
ومن أشهر الأمثلة في العالم العربي على توريث الرياضة عبر الأجيال عائلة أبوجريشة المصري، والتي ظل أبناؤها واحداً تلو الآخر يتوارثون قمصان النادي الإسماعيلي، من صلاح إلى محمد، وحازم إمام ابن لاعب الزمالك القديم حمادة ثم الحارس إكرامي، الذي فوت قفازاته إلى ابنيه أحمد وشريف.
في مصر الوراثة تتجاوز المستطيل الأخضر إلى غرف التعليق، حيث سلم كبير المعلقين المستكاوي المشعل لابنه نجيب، وفي الكويت فإن نجم الكرة خالد أحمد خلف ليس سوى ابن اللاعب السابق أحمد خلف.
في المغرب، يصعب على لاعب واعد خرج من صلب نجم شهير شق طريق الشهرة، ليس لأن الموهبة لا تتوارثها الأجيال الرياضية، بل لأن هاجس «الدعم الأبوي» يظل يطارد الفتى إلى أن يحبط عزائمه فيدفعه إلى تغيير السكة، هروبا من انتقادات تربط حضوره في عالم الكرة بالانتماء الأسري.
لائحة المواهب التي عجزت عن مواجهة المد وتوقفت في منتصف الطريق طويلة، يكفي أن نذكر نماذج لوز غير عوام، إذ لم يتجاوز الصيت حدود النادي، كأبناء بنقصو حارس المنتخب السابق، ونجل غاندي لاعب الرجاء سابقا وابن الحداوي والقشاني والعلوي والخلفي ووزير الجديدي وفرس الفضالي، وتزداد المعضلة إذا كان اللاعب ابنا لأحد المسيرين أو المدربين.
ورثة آخرون
أغلب الآباء يتجنبون الزج بفلذات أكبادهم في وسط نسبة النجاح فيه قليلة، الكثير من الآباء يستحضرون الجوانب المظلمة في تجاربهم السابقة، فيحذرون أبناءهم من الارتماء في حضن الكرة، لكن العديد من أبناء اللاعبين يصرون على مداعبة الكرة، ليس فقط لأنها تفوقت على أعلى الشواهد الأكاديمية، بل نزولا عند رغبة متحركة في دواخلهم اسمها الموهبة الدفينة.
لكن الممنوع مرغوب، فأبناء العديد من الحكام يحملون الراية والصفارة كابن مبروك أو برادة، ضدا على قرار المجلس الأعلى للعائلة، وأبناء بعض المسيرين اختاروا السير على نهج آبائهم والجلوس مبكرا في مقصورة القرار كعائلة أبرون ودومو وقيلش وعزمي.. وفئة اختارت السير في طريق مهنة المتاعب على خطى الأب أو الأخ كعائلة الغربي وطلال ولحلو وبلمكي واللائحة طويلة.
لكن أكبر المفارقات غرابة أن يرث ابن طبل أبيه الذي اشتغل طويلا في مدرجات الملاعب بصفته «كبير المشجعين». ولله في خلق التوريث شؤون.
الوراثة الكروية بين الممكن والمستحيل
يرى البعض أن الجينات الوراثية الخاصة بالتفوق أو النبوغ قابلة للتوريث، وقدم أصحاب هذا الطرح العديد من النماذج، كالنجم العالمي زين الدين زيدان الذي أنجب خليفة له هو «أنزو زيدان» البالغ من العمر 13 سنة، المنتمي لناشئي نادي ريال مدريد الإسباني، والذي أجمعت الصحف الإسبانية على أنه يحمل جينات العبقرية عن والده الذي يعتبر مدربه الأول. وفي إيطاليا نجد باولو سيزار مالديني الذي ولد في 26 يونيو 1966 في ميلانو، وهو ابن اللاعب القدير السابق سيزار مالديني، والذي لعب في نادي أسي ميلان.
وفي إيطاليا برز اللاعب لوكا طوني مهاجم فريق فيورنتينا وواحد من أكبر هدافي الكرة الإيطالية، والذي لعب مع أخيه في أحد أندية الدرجة الثالثة الإيطالية كحارس مرمى.. والمفاجأة الكبيرة هي اللاعب البرازيلي الموهوب ذائع الصيت رونالدينيو، فهو ابن اللاعب جوان ديسلفا موريور لاعب سابق في فريق كروزيروا سنوات السبعينيات.
ومن هولندا برزت عائلة دي بوير، من خلال التوأم فرانك ورونالد، ومثل الاثنان منتخب بلادهما حيث كانت بدايتهما كلاعبين في أجاكس الهولندي، وبعدها انتقلا معا لبرشلونة الإسباني، ولعب الاثنان دورا عظيما في الانتصارات التي حققها فريقهما.. وفي نهاية مشوارهما لعبا في نادي الريان القطري
ومن هولندا أيضاً خرج يوهان كرويف، أعظم أساطير طواحين هولندا على الإطلاق في السبعينيات من القرن الماضي، والذي اتجه بعد اعتزاله التدريب، وبعد خروجه من فريقه حدث انخفاض كبير في مستوى الفريق في عام 1995، وهنا ظهر ابنه جوردي كرويف، وأثبت جدارته وأعطى الثقة لأبيه بأنه فعلاً الخلف الصالح له في الملاعب دون وساطة أو انحياز.
أما الحكم الغاني جوزيف لامباتي الذي أدار لقاء الأهلي المصري بفريق الترجي التونسي في نهائي مسابقة دوري الأبطال الإفريقي، والذي انتهى بفوز الترجي على الأهلي بهدف نظيف من لمسة يد واضحة، والحكم الغاني جوزيف لامبتي هو نجل مراقب المباراة الغاني الشهير الذي أخرج مصر من كأس العالم 1994 بعد واقعة «طوبا» الشهيرة والتي أعيد بسببها اللقاء لتخسر مصر وتخرج من كأس العالم.
لكن النماذج المعكوسة كثيرة، أبرزها نجل ملك الكرة بيلي الذي ضل طريق الكرة واختار الشهرة في صفحات الحوادث بعد أن امتهن تعاطي المخدرات في الوقت الذي يقود فيه والده حملات لمحاربة هذه الآفة.
رأي الطب
انتقال الصفات المميزة من الآباء إلى الأبناء عبر عمليات معقدة تبدأ، في نوى فتزود البيضة وتدعم الحي المنوي بمجموعة من الجينات أو المورثات.، وتنتهي بجعل المولد الجديد شبيهاً بأبويه، بصورة عامة، مع فروق ناشئة عن عوامل مختلفة من أبرزها عامل البيئة أو المحيط، ويتفق العلماء على أمور كثيرة في موضوع الوراثة، من هذه الأمور أن الأبناء، وإن نزعوا إلى أن يشبهوا آباءهم وأمهاتهم من الناحيتين الجسدية والعقلية جميعاً، إلا أنهم لا يرثون قدرات آبائهم وأمهاتهم المكتسبة، ومنها أن أبناء الأذكياء وأبناء الأغبياء يميلون عادة إلى أن يكونوا متوسطي الذكاء أو متوسطي الغباء، بمعنى أن أولاد الأولين ( الأذكياء ) يكونون أقل ذكاء من والديهم، وأبناء الآخرين (الأغبياء) يكونون أكثر ذكاء من والديهم، ومنها إلى الجانب الأكبر من موروثات الإنسان ينحدر إليه من آبائه الأقربين، وأن أثر الأجداد يتضاءل كلما أمعنوا في البعد، وكثيراً ما يتواصل أثر الوراثة جيلاً بعد جيل، وهذا ما يفسر لنا ما نشهده من وجود أسر عريقة في النبوغ ووجود أسر عريقة في الجنون وهكذا، ودراسة الوراثة علم قائم الذات يعرف ب (علم الوراثة).
(عن موسوعة المورد)
التوريث الكروي على الطريقة المغربية
حكيم دومو يخرج من جلباب أبيه
يتحمل حكيم دومو مسؤولية رئيس فريق ملتهب اسمه النادي القنيطري، رمى الرجل بنفسه وسط كومة الحطب متحملا اللهيب لأنه يرفض تغيير المنكر بقلبه، وأصر على وضع ما راكمه من تكوين علمي أكاديمي باختصاصات مهنية هن إشارة النادي العريق، دون أن ينسى أنه سليل أسرة دومو وأن حكيم الكرة الحقيقي هو الحاج محمد دومو شفاه الله.
حكيم يقاوم الإعصار الجماهيري الذي يصنع كلما تعثر الفريق قوافي الهجاء، يحاول الخروج من جلباب أبيه الذي شغل مناصب قيادية ليس في دائرة النادي القنيطري فقط، بل في جامعة كرة القدم والأجهزة العربية والقارية.
قدر حكيم دومو أن ينتمي لأب شكل مدرسة قائمة الذات في تدبير شؤون الكرة، فالتاريخ يوشحه بكل الألقاب التي حاز عليها الكاك قبل أن يدخل نوبة الإغماء.
عكس والده الذي كان يلفه الإجماع، فإن حكيم يقاوم طواحين معارضة تتناسل كل يوم، من زملاء الأمس ومن المدرجات ومن المكتب الجامعي، وكلما شعر بالاختناق أشهر ورقة الاستقالة المؤجلة في وجه الجميع.
دومو الأب هو رمز الوفاء للنادي القنيطري، فقد ظل ينفق أمواله على النادي الأخضر في زمن لم يكن فيه ذكر للمستشهرين أوحقوق النقل التلفزي، وكاد في مرات عديدة أن يقود العائلة إلى هوة الإفلاس.
في سنة 1999 رمى محمد البالغ من العمر 72 سنة بالسلاح دون أن يغادر المعركة رغم المرض، وأصبح رئيسا شرفيا للكاك، بينما يسعى ابنه على مواجهة متطلبات بطولة في منزلة بين منزلتي الهواية والاحتراف.
عائلة أبرون: انخراط جماعي في الكرة
قبل سنة 2005 كان أفراد أسرة أبرون مجرد عشاق للمغرب التطواني، وكانوا يعتبرون من أبرز مدعمي فريق الحمامة البيضاء، إذ تمكن الأتلتيك من تجاوز أزماته بفضل عائدات الإشهار القادم من شركة عبد المالك أبرون المختصة في التجهيزات الإلكترونية.
ساهم عبد المالك في صعود المغرب التطواني وفتح جبهة ضد الرئيس السابق محمد الناصر، الذي غادر الفريق مكرها بعد أن واجهه أبرون بتهمة قيادة الفريق نحو الإفلاس.
لم يكن عبد المالك يملك شرعية خلافة الناصر، لكنه وصل إلى الرئاسة عبر لجنة مؤقتة كانت مجرد أرضية لبناء صرح فريق كبير، بل إن الرئيس عمل على جلب العديد من نجوم الكرة من البطولة الوطنية وخارجها دون أن يتمكن النادي التطواني من حصد الألقاب.
أصبح المغرب التطواني في عهد أبرون قبلة للعديد من نجوم الكرة المغربية، الذين فضلوا الاغتراب من أجل تأمين المستقبل، فالحاج إذا عاهد وفى على حد تعبير كثير من اللاعبين والمؤطرين.
ولأن اليد الواحدة لا تصفق، فقد اختار عبد المالك بعد أن نال الشرعية، التصفيق بأيدي أفراد أسرته، إذ اعتمد على كل من أشرف في منصب الرئيس المنتدب، لما له من إلمام بشؤون الكرة المغربية، وهو ما أهله لاحتلال منصب قيادي في المكتب التنفيذي للمجموعة الوطنية لكرة القدم قبل وفاتها، بينما أسند لابنه عماد المسكون بالعمل القاعدي مهمة الإشراف على الفئات الصغرى للنادي التطواني، ونال صهره عبد العزيز الخنيفري ثقة عبد المالك فأصبح نائبا للرئيس مسؤولا عن لجنة التأديب.
وعلى الرغم من المؤاخذات التي يتداولها خصوم أبرون خاصة في تطوان، فإن الرجل أسس لنادي حداثي يملك ملعبا بمرافق جديدة وفضاء لتكوين النشء بالملاليين وهيكلة تبيح انخراطه في عالم الاحتراف، علما أن عبد المالك تسلم جثة المغرب التطواني وزرع فيها روح التنافس مع أندية عريقة.
حفيظ أكرم: حبي للوداد يدفعني لقبول الرئاسة
لن ينسى عبد الإله أكرم أبدا تاريخ 2 يونيو 2007، حين انتخبه منخرطو الوداد البيضاوي رئيسا للوداد البيبضاوي فرع كرة القدم خلفا للطيب الفشتالي، لم تكن المهمة سهلة بالنظر لتاريخ النادي وقيمة الأسماء التي تعاقبت على تسييره، فريق كان حينها يستعد للاحتفال بعيد ميلاده السبعين.
استفاد أكرم من فترة «سطاج» التي قضاها في المكتب المسير للوداد، حين شغل منصب النائب الأول للفشتالي، فراهن على اكتساح الألقاب لأنه يعرف أن الوصول إلى قلب جماهير الوداد لا يأتي بتشبيب الفريق، بل بترصيعه بالنجوم والجواهر القادرة على تحقيق الانتصارات الآنية دون تأخير.
خصص الرجل ميزانية ضخمة لانتداب اللاعبين، مما جعل الوداديين يلقبونه ب «أكراموفيتش»، على وزن أبراموفيتش الملياردير الروسي.
اقتنع الوداديون بجدوى فلسفة أكرم فمنحوه الثقة مجددا بعد أن أصبح بعد فترة وجيزة رئيسا للمكتب المديري للوداد، ونائبا لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وشرع الرجل في بناء الوداد المقاولة وقطع الصلة مع التسيير الجمعوي التطوعي.
لكن طموح رئيس الوداد لا يقف عند هذا الحد، بل إنه يمهد الطريق لابنه حفيظ المزداد سنة 1984 لتحمل المسؤولية داخل الفريق من خلال إشراكه في اتخاذ قرارات حاسمة كالانتدابات واختيار الطاقم التقني، خاصة وأن حفيظ قد انضم إلى هيئة المنخرطين وأصبح قريبا من نبض الوداد.
وعلى العكس من أكرم الأب، فإن الإبن تربى داخل القلعة الحمراء، وشارك الفئات الصغرى في حيازة ألقاب محلية وعالمية أبرزها دوري التشيك رفقة الإطار الوطني خالد بلاغة.
يؤكد حفيظ ل «المنتخب»، أنه يموت حبا في الوداد ولا يفكر في مغادرته، حتى ولو انتهت ولاية والده، وطموحه يحمله إلى كرسي الرئاسة، بل إنه يسعى إلى ولوج دائرة القرار كمرحلة أولى قبل الانضمام إلى المكتب المسير.
يجد حفيظ إحراجا في المقصورة لذا يفضل عدم الجلوس إلى جانب والده، وفي حياته اليومية يتكلف بإدارة أعمال والده في شركة للسياحة، فهل سيصبح حفيظ الرئيس رقم 19 للوداد؟
أسامة الناصري: لن أتقدم إلى الرئاسة إقتداء بوالدي
تكاد مدينة المحمدية أن تكون الأبرز على الصعيد الوطني من حيث انخراط العائلات في الهم الكروي، وخاصة كرة القدم، فقد شهدت مرحلة السبعينيات وبداية الثمانينيات تواجد مجموعة من الأسر في ملاعب الكرة أبرزها أسرة فرس وكلاوة والرعد وميكيل وأوبيلا وزلماطن وآخرون، وعلى مستوى التسيير نذكر عائلة الزياتي الأب والابن.
لكن يبقى محمد الناصري الإسم الأبرز داخل الخريطة الرياضية بفضالة، فالرجل سخر جزءا كبيرا من وقته وحياته للشباب، حتى أصبح عضوا جامعيا ثم مديرا عاما للمجموعة الوطنية لكرة القدم.
من عمق دكالة إلى أعلى درجات التسيير، مساحة زمنية جعلت الرجل يراكم تجارب كبيرة يصعب إدراكها في كراسي أكبر الجامعات، وكانت بدايته في عالم التسيير مع بداية السبعينيات وهي الفترة الذهبية التي مكنت شباب المحمدية من اقتحام منصات الألقاب، وساهم في فوز الفريق الأول للمدينة بالبطولات والكؤوس المحلية والمغاربية رفقة المدرب عبد القادر لخميري والرئيس أيت منا والمتوكل كما اشتغل إلى جانب الرئيس الحالي للاتحاد محمد شواف، ورؤساء مروا بالشباب لكنه ظل حاضرا يقود المركب خلف الربابنة في ما يشبه البوصلة الحقيقية.
تربى أسامة الناصري نجل الأستاذ محمد الناصري المزداد سنة 1982 في أحضان الشباب، وتحول إلى عاشق متيم للفريق الذي تنفس هواءه في البيت والشارع والمدرسة.
لم يبال أسامة بوصايا والده الذي يحذره من الاقتراب من منصات التسيير، إلا أن الفتى أصر على وضع يده في عصيدة الشباب، وولج عالم التسيير سنة 2006، إلى جانب الرئيس الزياتي، بعد أربع سنوات وقف على صدق نصيحة والده، وخلص إلى أن المجال الرياضي موبوء، لكن أسامة يؤكد بأنه لم يندم لدخوله التجربة فمعرفة الأشياء خير من جهلها.
منذ رحيل العربي الزاولي في أبريل كم سنة 1987، افتقد الحي المحمدي الأب الروحي للاتحاد البيضاوي، وصانع الجيل الذهبي لفريق خرج من معاناة كاريان سنطرال، قبل أن تتكالب عليه النكبات وترمي به في القسم الثاني كما رمت بالعربي في مصحة درب غلف.
ولأن الاتحاد البيضاوي عاش داخل بيت الزاولي، فإن جميع أفراد الأسرة ينتمون إلى الطاس بحكم آصرة القرابة، لاسيما وأن منزل الزاولي لم يكن يبعد عن خط تماس ملعب الاتحاد إلا بأمتار قليلة.
بعد أن أشرفت سميرة الزاولي نجلة المرحوم ابا عروب على الفريق النسوي للطاس، طالبت سنة 2004 بالتناوب الديمقراطي في الفريق الذكوري، وفي العام ذاته أصبحت أول رئيسة لفريق مغربي بالقسم الأول.
لقد أرادت سميرة أن تعيد للاتحاد مجده، وتترجم بعض وصايا والدها التي لم تخرج إلى الوجود، بسبب ضيق ذات اليد، لكنها تحولت إلى إطفائية بسبب تراكم المشاكل داخل الفريق ورفض العديد من الفعاليات في الحي المحمدي ولاية امرأة، والنتيجة نزيف داخلي حاد عجزت سميرة وحدها عن احتوائه، فتخلت مكرهة عن القيادة لصالح عبد الرحمن موطيب، حينها اكتشفت أنها ضيعت وظيفتها في سلك التعليم بسبب الطاس وبسبب نضالها داخل لجنة المرأة والرياضة باللجنة الوطنية الأولمبية.
رغم مغادرتها الطوعية للاتحاد إلا أنها ما زلت تتأبط مشروعها الكبير، وتمني النفس بإقامة مباراة تكريمية للأب الروحي والدها العربي الزاولي، بينما شقيقها عبد الكريم اختار الانضمام إلى الطاقم التقني للفريق في انتظار جود الزمن.
ورثة هنا وهناك
النماذج التي قدمناها مجرد حالات متباعدة وسط عشرات الأمثال التي تؤكد أن التوريث الكروي قائم الذات، فرشيد عزمي الرئيس السابق لنهضة سطات ورث الرئاسة عن والده محمد عزمي، وعبد اللطيف قيلش الرئيس الحالي للنهيضة ورث المسؤولية الحارقة عن شقيقه سعيد، وعبد الحق نودير الرئيس الحالي لنجم الشباب خير خلف لوالده محمد نودير الذي اختار التموقع في المكتب المديري للنجم، وعبد السلام حنات رئيس الرجاء البيضاوي يهيء الخلف من خلال انخراط نجليه في برلمان الرجاء، والرئيس السابق للاتحاد الرياضي عبد اللطيف الأمين منح المشعل لابنه جواد الأمين الذي يشغل مهمة كاتب عام بالنيابة داخل الرجاء البيضاوي، وفي فرع كرة السلة بالرجاء يتبادل الزاوي وشقيقه مهمة الرئاسة بعد أن يدير الجميع ظهره للفريق، ولا يقتصر الأمر على التسيير بل يشمله إلى التدريب، حين يريد العامري أن يصنع من نجله نجما دون أن يهتدي إلى الوصفة، بينما قادت الأقدار ابن المدرب العلوي إلى الإعداد البدني بعد أن اختار المسلك الأكاديمي، وحين جاء دوس سانطوس إلى الوداد جلس إلى جانبه ابنه وحين رحل عن الوداد خلفه كارزيطو الذي لا يستقيم له حال إلا بوجود ابنه إلى جانبه.
حسن البصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.