قال الحاج عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني ، إن استقالته من رئاسة الفريق ، هي مسألة وقت فقط، حيث كان الجميع ينتظر أن يعلن هذه الاستقالة خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر النادي ، مساء يوم الجمعة الماضية. أبرون تحدث طويلا عن مجموعة من المشاكل والمعيقات التي واجهت فريق المغرب التطواني خلال مسيرته الرياضية و التي امتدت لمدة ست سنوات، حيث وصف الإنجازات التي عرفتها هاته المرحلة بالهامة انطلقت من هيكلة الإدارة وإقامة مقر إداري، وإصلاح ملعب سانية الرمل ومرافقه الأخرى خاصة منها المنصة الشرفية، التي خرجت مؤخرا للوجود وبدأت تستقبل الجمهور مجددا، وانتهاء بمركز التكوين للشباب الذي كلف الدولة 3 ملايير سنتيم وسيسلم للفريق نهاية الشهر الجاري. فضلا عن أن الفريق أصبح الآن يضم لاعبين كبارا تتهافت عليهم أكبر الأندية، سواء وطنية او أجنبية، و هذا لم نعهده في الفريق منذ ان تأسس في بداية العشرينيات من القرن الماضي. قبل ذلك كان رئيس الفريق قد بث بشرى قبول الملف الاحترافي للفريق التطواني، الذي اطلعت عليه لجنة تابعة للجامعة الملكية المغربية، التي وقفت على مدى قوة وجاهزية ملف فريق المغرب التطواني، والذي كان من بين أحسن الملفات. إلا أن بيت القصيد في كل هذا، هو عدم توفر الشرط المادي المطلوب، وهو الذي لم يتوفر لحد الساعة، حيث اعتمدت الجامعة الضمانات التي قدمها الرئيس، والتي لم يتم لحد الساعة توفيرها، رغم وجود وعود بذلك، لتبقى مجموعة «أبرون» كجهة استشهارية الوحيدة التي يمكنها ان تغطي النقص، الذي يتبقى من الدعم المقدم من الجهات الرسمية، من بينها الجماعة الحضرية، الجهة والمجلس الإقليمي. وأضاف المتحدث في هذه الندوة التي عرفت حضورا كبيرا، أنه لا يمكن الإتكال على المنعشين ورجال الأعمال بالمدينة، بسبب الكساد العام الذي تعرفه نتيجة توقف عدد من المشاريع، وهم في حالة أزمة ما لم تكن هناك حلول حقيقية لمشاكلهم على مستوى الولاية. وربط استقالته التي أصبحت امرا شبه مؤكد بالمؤامرات التي تحاك ضد فريق المغرب التطواني، من طرف من وصفهم ب«الأشباح»، الذين لا يتوانون في صرف مليارات لتضييق الخناق على الفريق التطواني وباقي مكوناته، هدفهم الأساسي النيل منه ومن مسيريه حتى تتعبد لهم الطريق، وقال إنه يستغرب لتلك الأموال الكثيرة التي تصرف على الملأ، وأمام أعين السلطات دون ان تحرك ساكنا للكشف عن مصادرها والجهات التي تقف وراءها، بل ذهب الأمر حد المشاركة في معرض بمراكش، وصرف أموال باهظة لذلك دون ان تحرك سلطات تطوان ساكنا، فالفريق، يضيف أبرون، يصرف عليه سنويا أكثر من مليارين ليكون الفريق في المستوى، في حين أن هؤلاء الأشباح يصرفون 10 ملايين وهي كافية لردم كل شيء، مستغلين بعض الجماهير وبعض أصحاب النفوس الضعيفة، من داخل الفريق ومن داخل اللاعبين، لتسخيرهم لكل ما «يدمر» هاته المسيرة والطموحات،التي شيدت بمجهودات جبارة، مضيفا أنه خلال هذه المدة كان يسير الفريق بنضال كبير نظرا للوضعية المزرية للفريق أثناء تسلمه المسؤولية «الفريق ليس للوراثة، وحان الوقت ليأتي من يخلفني» يقول عبد المالك أبرون، في إشارة لمن كانوا يتداولون الحديث عن إمكانية تمرير الرئاسة لابنه محمد أشرف أبرون، وأنه مستعد دائما للتضحية مع الفريق ، مسيرا أم لا. مطالبا كافة الجهات بتحمل مسؤوليتها تجاه النادي الذي أصبح يضم حوالي 11 فريقا و حوالي 1000 ممارس ، و بالتالي فإن الرأي العام و الجمهور الرياضي سوف لن يغفر لأحد إذا ما تعرض الفريق لما قد يسيء لمسيرته الكروية. ليختم النقاش نائب رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، المكلف بالشؤون الرياضية، الذي حمل الولاية مسؤولية عدم تدبير الشأن الرياضي بشكل جيد، مما تركه للمجهول وفتح الباب أمام المتطفلين والغوغائيين لدخول هذا المجال، خاصة وأن المنطقة في حاجة دائمة لدعم من طرف السلطات المحلية. كما أبرز أهمية الدعم الذي تقدمه الجماعة لفريق المغرب التطواني، ولباقي الجمعيات الرياضية بالمدينة، واعدا بزيادة الدعم لاحقا مع دخول الفريق لمرحلة الإحتراف. هذا و يرى العديد من المتتبعين للشأن الرياضي بتطوان أن مجموعة من الفرق على المستوى الوطني استفادت من دعم السلطات المحلية هناك، في حين أن ولاية تطوان لم تساهم و لو بدرهم واحد لفريق المغرب التطواني ، و هو أمر يدعو للاستغراب و يطرح أكثر من سؤال حول مدى جدية السلطات في التعامل مع القطاع الرياضي بالمدينة، خاصة كرة القدم التي أصبح لها إشعاع و حضور متميز على كافة المستويات.