إذ لا حلّ في الأفق للملفات الاجتماعية ذات الأولوية، وفي مقدمتها بطالة الشباب، والغلاء الذي تعرفه المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع فواتير الماء والكهرباء ورفض السلطات فسخ العقدة مع الشركة الاستعمارية أمانديس، إضافة للحالة المزرية التي تعرفها المستشفيات والمدارس والثانويات، والعديد من الأحياء السكنية الهامشية المفتقدة للحد الأدنى من ضروريات البنيات التحتية وفضاءات الشباب وكل ما يحتاجه المواطن من خدمات.. إلاّ عبر المزيد من الاحتجاجات والوقفات. على هذا الأساس، ما زالت الاحتجاجات مستمرة بساحات المدينة مؤطرة بشعارات الرفض والإدانة لهذه الأوضاع المختلة، حيث تنعم الأقلية بالرفاه مستفيدة من خدمات وحماية الدولة للنهب والفساد والرشوة وقمع الحريات..الخ في الوقت الذي تعيش فيه الأغلبية الساحقة من المدينة في ظروف بئيسة مأساوية، عنوانها البطالة، أو العمل الغير القار، أو الوظيفة العمومية بأجور متدنية، يتقاسمها في الغالب واجب الكراء وفاتورة الماء والكهرباء. في هذا السياق دعت جمعيتنا أطاك لجعل يوم الأحد، يوما للتظاهر والاحتجاج والتعبير عن مطالب الساكنة إلى حين فرض الحوار وتحقيق المطالب والتغييرات المطلوبة محليا ووطنيا، اقتصاديا وسياسيا. منبهة في نفس الوقت خطورة المنحى الذي دفعت به الجهات النقابية والسياسية، في توافق مع النظام الاستبدادي القائم، وتماشيا مع مضمون الخطاب الرسمي الأخير، والذي ليس له من أهداف سوى تنويم الحركة والدفع بمطالبها للانتظار ثم الإقبار، بما تشكله هذه الخطوات من خيانة سافرة، من طرف جميع المشاركين في اللعبة، في حق الاحتجاجات والمحتجين وجميع المعنيين بالتغيير. مساء الأحد 3 أبريل وابتداء من الساعة السادسة، انطلقت الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها أطاك واستمرت لمدة ساعتين، حيث حضرها المئات، وحيث عبّر الجميع عن مواقفهم وتطلعاتهم، عبر الشعارات وعبر التأييد والتفاعل الإيجابي مع خطابات وكلمات المنسق المحلي، بانضباط والتزام جدي ومسؤول. بنفس الوتيرة استمر نشطاء الجمعية من الشباب في حملتهم الداعية لمقاطعة أمانديس عبر الامتناع عن الأداء والحماية الجماعية للعداد إلى حين رحيل الشركة.. حيث تم الاختراق للحي الشعبي المصلى حوالي الساعة التاسعة ليلا، وعبر شعارات الرفض والإدانة لأوضاع التفقير والتهميش والمساس بالقدرة الشرائية للمواطنين، انطلقت مسيرة شعبية بالحي تخللتها بعض الكلمات للمنسق واستمر التوزيع لمنشور المقاطعة إلى نهاية الحي حيث كانت الكلمة الختامية التي سجل فيها الجميع تضامنهم واستعدادهم للنضال حتى النصر.