دعت التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء و تدهور الخدمات العمومية بطنجة إلى تخليد اليوم العالمي لمناهضة الفقر من خلال تنظيم وقفة احتجاجية ضد الغلاء الذي تعرفه أسعار المواد الغذائية الأساسية و فواتير الماء و الكهرباء ،و ضد التسريحات العمالية التعسفية و كافة المخططات الطبقية في مختلف المجالات التي تزيد من إفقار الجماهير الشعبية الكادحة . و ذلك يوم الأحد 17 أكتوبر على الساعة السادسة بالسوق البراني ، و في نفس الإطار دعت جمعية أطاك المغرب لمناهضة العولمة الرأسمالية بطنجة و هي عضو بالتنسيقية في نداء لها وزعته مجموعات التعبئة الجماهيرية بمختلف أحياء المدينة و شوارعها يدعو إلى المشاركة المكثفة و إنجاح الوقفة الإحتجاجية التي دعت لها التنسيقية . و كما كان متوقعا ، و بعد إعلان السلطات القمعية بالمدينة منع هذه الوقفة كتابيا و شفهيا عرف السوق البراني مساء اليوم الأحد تطويقا قمعيا مكثفا من كل المداخل و المخارج و منع المواطنون الراجلون من دخول الساعة كما تم منع السيارات من الوقوف بالمكان ... و لأن ما حدث اليوم هو نفس ما حدث السنة الماضية بنفس المناسبة ، و لأن مناضلي جمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية لم يرضخوا لقرار المنع السنة الماضية و خرقوه من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية بسوق حي المصلى ، فقد عرف حي المصلى هو الآخر حصارا قمعيا عند بداية السوق و كذا في نهايته و في بعض الأزقة المؤدية إليه حيث تمركزت حافلات السيمي و المخازنية جوار مدرستي أنكاي و الفطواكي الإبتدائيتين استعدادا لقمع أي شكل نضالي تنظمه أطاك بهذا الحي . بعد تجمع مناضلي الإطارات التقدمية المشاركة في التنسيقية المناهضة للغلاء و تدهور الخدمات العمومية بمقر الإتحاد المغربي للشغل ،و عند محاولتهم الخروج جماعة من أجل الإلتحاق بالمكان المقرر لإنجاز الوقفة تم حصارهم و قمعهم و التنكيل بهم مما فرض عليهم العودة للمقر و رفع الشعارات التنديدية بهذا التدخل القمعي و قد خلف هذا التدخل العديد من الإصابات في صفوف المناضلين . في نفس الوقت ، و استمرارا منهم على نفس الخط . قام مناضلات و مناضلو جمعية أطاك بمنع المنع مرة أخرى و منع القمع و قواه من حصار المناضلين و منعهم من التواصل بالجماهير و الإحتجاج ضد السياسات الطبقية التفقيرية و القمعية التي ينهجها النظام القائم بالمغرب . فعلى الساعة السادسة مساء تجمع مناضلو أطاك بساحة الأمم و التف بهم العشرات من المواطنين و المواطنات من ساكنة الأحياء الشعبية ،و قد استمرت الوقفة الإحتجاجية بساحة الأمم لما يزيد عن نصف ساعة تخللتها شعارات الإدانة للتفقير الممنهج الذي تتعرض له الأغلبية المسحوقة من الشعب المغربي الكادح ،و لسياسات الغلاء و الخوصصة و نهب ثروات الشعب الكادح مؤكدة على الإحتجاج كخيار وحيد أمام الجماهير لتحصين ما تبقى من مكتسباتهم على هزالتها و من أجل انتزاع المزيد من المطالب و الحقوق . و في كلمة لعضو السكرتارية الوطنية للجمعية ذكر الحاضرين بالسياق الذي أنجزت فيه هذه الوقفة كرد من جمعية أطاك على قرار المنع ،و أدان التدخل القمعي الذي تم في حق المناضلين في بوابة مقر الإتحاد المغربي للشغل و حصارهم هناك و منعهم من الإنتقال للمكان المخصص لإنجاز الوقفة ، و أشار في كلمته إلى الهجوم الذي يتعرض له أغلب كادحي هذا الوطن الجريح ، من إغلاق المعامل و الشركات و طرد العمال و العاملات دون أدنى تعويض أو حق بتواطئ مكشوف للسلطة مع أصحاب الشركات البرجوازيين ،و حرمان سكان العديد من الأحياء الفقيرة و المفقرة من حقهم في السكن عبر طردهم من مساكنهم و تفويتها للشركات العقارية الكبرى ، و مطاردة و قمع الباعة المتجولين و سرقة سلعهم من طرف المخازنية ، إلى خوصصة المرافق الإجتماعية و تفويتها للشركات الخاصة ،و الغلاء المتصاعد في أثمان الخضر و المواد الغذائية الأساسية و في فواتير الماء و الكهرباء التي ترف على تدبيرهما الشركة الإستعمارية فيوليا أمانديس ... مؤكدا على الخط الإحتجاجي و الكفاحي كسبيل وحيد للدفاع عن مصالح الكادحين ،و على استمرار جمعية أطاك في هذا الخط و على تجاوز الحصار و المنع القمعيين في كل المناسبات النضالية .