تتواصل الوقفات الاحتجاجية الشعبية بمدينة طنجة للسكان المتضررين من ارتفاع أثمان فواتير الماء والكهرباء أمام المقر الرئيسي لشركة امانديس المحتكرة لتدبير القطاع بجهة طنجة –تطوان ،وقد انطلقت هذه الوقفات الاحتجاجية يوم الثلاثاء واستمرت طيلة الأسبوع ،وشهدت وقفة الأربعاء توسعا كبيرا بالتحاق أعداد غفير من المواطنين الذين انضموا إلى حشد المتظاهرين من مختلف إحياء المدينة لإسماع صوتهم ومساندة الأحياء التي بادرت للاحتجاج قادمة من أقصى أحزمة الفقر الهامشية . ومع توسع قاعدة الاحتجاجات وانتظام شكل الاحتجاج بصورة يومية و بنفس المكان بالباب الرئيسي للشركة ،بالإضافة إلى تضافر عامل النفس الطويل للمظاهرة التي تنطلق من الساعة التاسعة صباحا وتستمر إلى غاية الواحدة بعد الزوال ،اكتسبت هذه المظاهرة صبغة الفعل الحركي الاحتجاجي الشعبي الواعي بأهدافه الواضحة التي تعبر عنها الشعارات المناهضة لضرب القدرة المعيشية للفئات الفقيرة لجعلها لقمة صائغة أمام غول العولمة المتمثل في الزيادة الأخيرة في أسعار المواد الأساسية والمحروقات واحتكار الشركات العالمية لتدبير قطاع الخدمات العمومية كتوزيع الماء والكهرباء والنقل العمومي،وكذا قطاع النظافة التي تعرف بدورها ترديا كبيرا في المدينة يكشف عن الوجه الحقيقي القذر لأهداف سياسات تفويت القطاعات العمومية للشركات الاستعمارية الناهبة لعرق الفقراء. وبطبيعة الحال؛ لم يكن المشهد يخلو من آلة القمع الجبارة الجاهزة لجميع الاحتمالات باستثناء حماية حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير الحضاري عن المعانات اليومية من جراء استفحال غلاء الأسعار بشكل لم يعد يقبل السكوت و اللامبالاة ،فإذا كانت هذه الآلة قد بقيت على الهامش مراقبة للوضع في المرات السابقة ،فان حضورها يوم الأربعاء كان لافتا في حجمها و جاهزيتها للمناوشة و محاولة الاحتكاك بالمتظاهرين قصد التأثير على تماسكهم وتفريقهم مهما كان الثمن المترتب عن مثل هذا التدخل العنيف ضد كثافة بشرية من النساء والشيوخ والشباب المصرين على التمسك بكامل حقوقهم في الدفاع عن الحق في التظاهر السلمي والحضاري ، وقد تكسرت محاولات تفريق التظاهرة بالقوة بجدار متين من الإرادة والإصرار وتماسك صف حزام أعضاء التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الاسعاربطنجة ،وأسفر التدخل عن سقوط ثلاثة رجال شيوخ جرحى تم نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس.وأصدرت التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الاسعاربطنجة بيانا في الموضوع تتطرق فيه للحركات الاحتجاجية التي تعرفها المدينة في الأيام الأخيرة كما هو الشأن بالنسبة لمطالب طلبة الجامعة الذين تظاهروا من اجل ضمان النقل العمومي وتعرضوا للتدخل القمعي العنيف على أبواب كلية الحقوق.