تعرض قائد بريكشة التابعة لعمالة شفشاون، رفقة مجموعة من عناصر القوات المساعدة، الذين كانوا يقومون بجولة في الحقول لمعاينة المزروعات، لوابل من الرصاص وصل إلى سبعين طلقة،ولم ينج هؤلاء من موت محتم إلا بفضل إطلاق سيقانهم للريح- بعدما تلقوا مساعدة من طرف بعض المواطنين- صوب الغابة القريبة، خاصة أن السلاح المستعمل كان مسدسات رشاشة وبنادق متطورة. في مساء يوم السبت الماضي (16 نونبر 2008)، كان القاضي كعادته يقوم بجولة استطلاعية في الحقول مصحوبا بجماعة من المخازنية، وحين عاين أرضا مزروعة بالقنب الهندي (الكيف) في الحدود مابين بريكشة وتاطافت، فوجىء بثلاثة مزارعين يوجهون سلاحهم إليهم، ولم يترددوا في إطلاق الرصاص الحي عليهم، وعلى السيارة التي تقلهم، الأمر الذي حتم على ممثلي السلطة العُزل الإفلات بجلدهم، والاتجاه نحو الغابة، تفاديا لتعرضهم للقتل. وحسب مصادرنا، قام عامل إقليم شفشاون، فور انتهاء الخبر إلى علمه، بالاتصال بقائد الدرك الملكي بالمنطقة الذي أعطى تعليماته لمحاصرة «حقل الكيف»، وتضييق الخناق على المهاجمين، حيث ثبت بعد التعرف على هويتهم أن أحدهم عون سلطة (مقدم)، والثاني عسكري تابع للحرس الملكي، بينما الثالث مبحوث عنه في قضية إضرام نيران. وقد تمكن رجال الدرك من توقيف المقدم والعسكري، فيما لاذ الثالث بالهرب. ونفى الموقوفان، أمام الشرطة القضائية لدرك زايو، أن يكونا قد أطلقا النار على القائد والمخازنية، بينما تثبت أعقاب الرصاص التي تمت حيازتها بعين المكان، والبالغ عددها أزيد من 18 عقبا، أن المواجهة المسلحة فعل قائم، وأن رصاصا حيا من أعيرة مجهولة قد أُطلق على رجال السلطة، وهو ما يقتضي فتح تحقيق، ليس فقط في المواجهة المسلحة التي تمت وكادت، لولا الألطاف، تودي بأرواح، ولكن أيضا في طبيعة السلاح الذي يتوفر عليه تجار المخدرات، ونوعه، ومصدره، والطريقة التي أُدخل بها إلى المغرب.