كثفت مختلف مصالح الأمن أول أمس الخميس 18 / 06 /2009 إنزال عناصرها على كل الطرق المؤدية إلى المحكمة الإستئنافية بمراكش، كما دججت ذات المحكمة بعناصر الأمن كإجراء احترازي خوفا من نشوب عمل فوضوي، يعرقل مهام هيئة المحكمة بغرفة الجنايات التي تنظر في قضية الطلبة ال 11 المعتقلين لأكثر من سنة في انتظار إنهاء التحقيق، وكان دخول الأظناء إلى فضاء الغرفة الجنائية مصحوبا بشعارات نضالية، وتم استقبالهم بالزغاريد من طرف بعض ذويهم وأصدقائهم الحاضرين بالقاعة والذين رددوا معهم نفس الشعارات، حضر كذلك «ع - أ» مقدم الشرطة الذي يتهم ثلاثة من هؤلاء الطلبة بالاعتداء عليه يوم 15 مايو 2008 وإصابته بعاهة مستديمة على مستوى رجله اليمنى بعدما نصبوا له كمينا بمساعدة ثلاث فتيات واحدة منهن في حالة اعتقال، و(ح ا) حارس الأمن الذي يقول هو من ساعد على نجاة الضحية مقدم الشرطة من الموت المحقق بعد أن أطلق رصاصة في الهواء وأبعد بها المعتدين عن المعتدى عليه. المتهمون ال 11 - توجد ضمنهم فتاة - يتابعون بتهم عديدة تتمثل في محاولة القتل العمد وإضرام النار عمدا في مباني، وتخريب جزء منها وتخريب منقولات في إطار جماعات باستعمال القوة ووضع شيء في الطريق العام لتعطيل المرور، وإتلاف وثائق وسجلات محفوظة في مضابط والسرقة الموصوفة، وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة والعنف ضد موظف عمومي أثناء قيامه بعمله والمشاركة في تجمهر مسلح، والتسبب عمدا في الإضرار بمال منقول مملوك للغير، وذلك على خلفية المواجهات التي عرفها الحي الجامعي في يوم الأربعاء 14 مايو من السنة الماضية بين الطلبة ورجال الأمن، إذ استعملت فيها الحجارة والأسلحة البيضاء والقنابل المسيلة للدموع حيث أسفرت عن اعتقالات وإصابات بالغة الخطورة نقل على إثرها مجموعة من الطلبة ورجال الأمن إلى مستشفى ابن طفيل، مخلفة وراءها خسائر جسيمة في مبنى الحي الجامعي وبعض المتاجر والمقاهي المحيطة به . وقد أعطت هيئة المحكمة الوقت الكافي للمتهمين قصد الدفاع عن أنفسهم وكانت جد سخية معهم في ذلك، في الوقت الذي آزرهم أكثر من عشرة محامين من هيئة مراكش والرباط والدار البيضاء .. وحسب مصادر عليمة ، فقد نفى الأظناء في مرحلة التحقيق الإعدادي جميع الأفعال المنسوبة إليهم، مؤكدين أول أمس أمام هيئة المحكمة أن المتابعة مفبركة وان جميع التهم مضحكة حسب قول أحد الطلبة، مصرين جميعهم على التصريح بأنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب في مخافر الشرطة، في الوقت الذي أكد فيه الشرطي المصاب أنه كان في اليوم المذكور أعلاه رفقة زميله على متن سيارة النجدة بممر النخيل فاعترضت طريقه ثلاث فتيات أوقفن الدورية طالبين المساعدة، وبعد نزول مقدم الشرطة من السيارة فوجئ بثلاثة شبان يعتدون عليه بواسطة مدية ومنجل، فأسقطوه أرضا واستمروا في طعنه حتى تدخل رفيقه الشرطي شاهرا سلاحه الناري وصوب رصاصة في الهواء ماجعل الشبان الثلاثة يفرون بعيدا، وأكد الضحية أن هؤلاء الشباب هم من بين الطلبة المتابعين أمام العدالة. وبعد الاستماع إلى الأظناء والضحيتين وكذا تدخلات المحامين أجل الملف إلى يوم 25/06/2009 من أجل الاستماع إلى الشهود.