في تطور مفاجئ، قامت إسبانيا بتقديم طلب رسمي إلى المغرب من أجل منح الانفصالية أمينتو حيدر جواز سفر جديد بعدما فشلت محاولات الضغط التي تعرض لها المغرب من قبل الحزبين الاشتراكي العمالي، الذي يقود الحكومة الإسبانية، والحزب الشعبي المعارض من أجل منحها الجواز. واعتبر مصدر من وزارة الخارجية، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الجمعة، أنه ليس هناك أي مستجد يستدعي من المغرب تغيير موقفه، مشيرا إلى أن المواقف التي سبق لوزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري أن عبر عنها، والرافضة لأي تنازل في موضوع يدخل ضمن السيادة المغربية، مازالت سارية المفعول. وكان الطيب الفاسي الفهري قد أكد مؤخرا بمجلس النواب أن أمينتو حيدر تتحمل مسؤولية تصرفها، قانونيا وأخلاقيا، عندما تخلت طواعية عن جنسيتها المغربية وقامت بأعمال استفزازية منذ 13 نونبر الماضي بمطار العيون. وكان محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة -الذي قاد، أول أمس الخميس، وفدا قابل مسؤولة بالحزب الاشتراكي الإسباني بمدريد- قد صرح عقب الانتهاء من اللقاء بأنه «من الصعب جدا إعادة جواز السفر المغربي إلى حيدر». وأكد بيد الله أن حيدر «هي من تنازلت عنه وتخلت عن جنسيتها المغربية»، مضيفا أنه «من الصعب على أية دولة أن تقبل بعودة شخص تنكر لجنسيتها». وكانت مصادر إعلامية قد كشفت أن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسبانية قام، أول أمس الخميس، بتسليم رسالة خطية إلى دبلوماسي مغربي بالعاصمة مدريد، ليسلمها بدوره إلى المغرب، تتضمن طلبا رسميا من أجل منح حيدر جواز سفر. وحسب المصدر، فإن الرسالة تحمل طلبا رسميا إلى المغرب بالإسراع في تسليم حيدر، المعروفة بتأييدها لجبهة البوليساريو الانفصالية، وثيقة سفر رسمية، تمكنها من دخول البلاد. وكان متحدث باسم الوزارة صرح لوكالة «فرانس برس» الفرنسية، أول أمس الخميس، بأن الحكومة الإسبانية نقلت إلى القائم بالأعمال في سفارة المغرب بإسبانيا، الثلاثاء الماضي، «مذكرة شفوية تطلب من المغرب منح وثيقة سفر لأمينتو حيدر حتى يمكنها السفر». وعلى صعيد آخر، طلبت إسبانيا أيضا من الأممالمتحدة أن تبذل مساعي لحل المشكلة التي اختلقتها حيدر بعدما رفضت الخضوع للإجراءات الإدارية المتبعة في جميع مطارات العالم وتنازلت طواعية عن جنسيتها المغربية، وقام المغرب بإبعادها يوم 14 نونبر الماضي من مطار العيون إلى جزر الكناري. ويذكر أن مساع بذلتها مدريد من أجل حل المشكل المفتعل، واقترحت على أمينتو حيدر منحها اللجوء السياسي أو الجنسية الإسبانية «بصفة استثنائية» حتى تتمكن مجددا من السفر، وهو ما رفضته الانفصالية. كما أن القنصل المغربي في لاس بالماس عبد الرحمن لبيك عرض عليها، يوم الأربعاء الماضي، حلا يقضي بإمكانية حصولها على جواز سفر مغربي جديد في حالة تقديمها اعتذارا إلى الملك محمد السادس واعترافها بجنسيتها المغربية، إلا أن حيدر رفضت العرض. ومن جهة أخرى رفض إيلوي فلاسكو، قاضي المحكمة العليا الإسبانية، يوم أمس، قبول البت في دعوى قضائية كانت قدمتها أميناتو حيدر ضد كل من المغرب وإسبانيا. وعلمت «المساء» بأن رفض القاضي الإسباني جاء بناء على تعليل مفاده بأن اتهامات الانفصالية حيدر لا تدخل ضمن نطاق مسؤوليات المحكمة. وكانت حيدر قد قدمت شكاية ضد المغرب وإسبانيا، تتهم فيها الأول بطردها من المطار، فيما زعمت في شكايتها كذلك أن إسبانيا تحتجزها، وهي «الاتهامات التي لا يمكن البت فيها قضائيا»، يقول مصدر قضائي إسباني. وأضافت المصادر أن المحكمة العليا الوطنية الإسبانية رفضت البت في الدعوى المزعومة لحيدر لكونها ليست مواطنة إسبانية.