في الوقت الذي قررت الانفصالية أمينتو حيدر عبر محاميتها اللجوء إلى الوسائل القانونية في حالة ما فرض عليها إنهاء إضرابها عن الطعام، تواجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس صعوبات بسبب أحزاب صغرى داخل البرلمان من أجل المصادقة على مشروع يدعو فيه إلى دعم أمينتو حيدر في «نضالها»، ولكن باتباع طرق أخرى غير الإضراب عن الطعام. وقالت وسائل الإعلام الإسبانية إن إنيس ميراندا محامية أمينتو حيدر نفت علمها بأن النيابة العامة طالبت بإدخال الانفصالية إلى المستشفى «من أجل الكشف عنها وتقييم وضعها الصحي»، مؤكدة بأن أمينتو حيدر «توجد في كامل قواها العقلية ولا يمكن القيام بأي عمل يخالف إرادتها». واصطدمت رغبة الحكومة الإسبانية و الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في إصدار مشروع قرار بالبرلمان الأوربي يحظى بإجماع جميع الفرق البرلمانية ويدعو بشكل غير مباشر أمينتو حيدر إلى الكف عن إضرابها عن الطعام، برفض الأحزاب اليسارية الصغرى. وقالت روزا دييز، النائبة البرلمانية الوحيدة عن حزب الوحدة والتقدم والديمقراطية، إن محاولة الحكومة الإسبانية هي مجرد «خدعة»، وعبرت عن رفض حزبها لمثل هذا المشروع، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه اليسار الجمهوري الكاطالاني واليسار الموحد. وفي خضم ذلك، سارع المغرب إلى القيام بحملة ديبلوماسية من أجل شرح مواقفه ووجهة نظره فيما يخص مشكلة أمينتو حيدر. إذ حل رئيس مجلس النواب مصطفى المنصوري بكاطالانيا حيث التقى عددا من القادة السياسيين والمسؤولين بالإقليم المستقل، كما التقى نزار بركة، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، بمسؤولين إسبان وبشكل خاص مع مسؤول بالحزب الشعبي الإسباني المعارض خورخي موراغاس. وقال بركة في حوار مع صحيفة «إلموندو» إن «المسؤولة الوحيدة عما يجري حاليا هو أمينتو حيدر نفسها، فهي التي يتعين عليها أن تقرر. فالحل يوجد بيدها». وأضاف في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية «أوربا بريس» إنها لا تحس بأنها مغربية، و لا ترغب في جواز سفر إسباني، وبالتالي يتعين عليها «أن تطلب جواز سفر جزائري أو أي بلد آخر كما جرت العادة مع أعضاء البوليساريو». وقال: «المغرب ليس مسؤولا، و إسبانيا ليست مسؤولة، المسؤولة الوحيدة هي أمينتو حيدر. وبما أنها تدعم أطروحات البوليساريو فلتبحث لها عن جواز سفر جزائري أو غيره كما هو حال أعضاء البوليساريو». ومن جهة أخرى، انتقد الكاتب الإسباني المقيم بمراكش، خوان غويتيصولو في مقال رأي نشره أمس الأربعاء بصحيفة «إلباييس»، بطريقة غير مباشرة المغرب عندما أقدم على إبعاد الانفصالية أمينتو حيدر إلى جزر الكناري. وقال غويتيصولو، الذي قدم نفسه في آخر المقال بأنه أحد الأصدقاء الحقيقيين للمغرب، «كان بالإمكان أن يمر «استفزاز» حيدر عندما قامت بملء مطبوع الدخول إلى المغرب في طريق عودتها من جزر الكناري، مرور الكرام لو أن الإدارة المحلية احتفظت بالمطبوع في أرشيفها، واستطاعت الناشطة الصحراوية أن تجتمع في العيون بأمها وأبنائها. إن إبعادها إلى لانثاروثي لم يخلق فقط مشكلا ثنائيا (صراعا مع إسبانيا بالرغم من علاقات الرباط الجيدة مع الحكومة الحالية)، وإنما مشكلا عالميا». وأضاف أن «احترام حياة هذه المرأة» قد يوقف الحملة التي تضر بالمغرب كما تضر بإسبانيا، مستخلصا «وهذا لا يعني انهزام المغرب وانتصار الانفصاليين، وإنما انتصار المشروعية والعقل والحس السليم».