تستمر الأزمة بين المغرب واسبانيا حول الخروقات التي تشهدها الحدود مع مليلية المحتلة، ويعمل الحزب الشعبي المعارض على انتقاد حكومة خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو بأنها ليست في مستوى مواجهة المغرب. بينما ستتجدد اليوم عمليات منع دخول الخضر والسمك لأسواق مليلية انطلاقا من المغرب. ويستغل الحزب الشعبي المعارض هذه الأزمة لتصعيد الانتقاد ضد حكومة ثابتيرو، إذ زار مسؤول كبير في هذا الحزب إستيبان غونثالث بونس الحدود التي تفصل بين مليلية المحتلة والأراضي المغربية أمس الثلاثاء. وصرح أن 'الوضع متوتر للغاية وقابل للتحول إلى مشكل دبلوماسي حقيقي بين الرباطومدريد'. وتابع قائلا أن 'وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا عليه أن يزور مليلية قبل الرباط يوم الاثنين المقبل، كما عليه أن يطالب المغرب بالتزاماته بدل تقديم شروحات ترضي الحكومة المغربية. ومن جانب آخر، طالب عضو برلماني بارز من الحزب الشعبي المحافظ وهو إغناسيو كوسيدو بأنه 'إذا لم تعرف الحكومة كيف تتصرف مع المغرب، فعليها الاقتداء برئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار'، وذلك في إشارة إلى سياسة التطرف التي انتهجها أثنار مع المغرب وخاصة الضغط العسكري خلال اندلاع جزيرة ثورة صيف 2002. ويرى الحزب الاشتراكي الحاكم أن المعارضة تعمل على تأجيج الأوضاع بدل الرهان على الحوار وفسح المجال أمام الحكومة إيجاد حل للنزاع القائم في الحدود بين المغرب ومليلية. ويستغل الحزب الشعبي المعارض كل نزاع مع المغرب مهما كان حجمه للضغط على حكومة ثابتيرو وتقديمها بمثابة الحكومة التي لا تدافع عن المصالح الخارجية الإسبانية. ويستمر التوتر في المعبر على الحدود من المغرب نحو مليلية، حيث أعلن أحد ممثلي المجتمع المدني في منطقة الناضور المحاذية لهذه المدينةالمحتلة، عبد المنعم شوقي في ندوة صحافية أن 'التظاهرات نابعة من المجتمع المدني ولا أحد يتحكم فيه، وبرنامج الاحتجاج المسطر سيتم تطبيقه طالما أن الشرطة الإسبانية تستمر في الخروقات التي ترتكبها'. وأكد أن هذه التحركات لا تستهدف معاداة اسبانيا بقدر ما تسعى لدفع حكومة مدريد تصحيح تصرفات الشرطة الإسبانية التي تتنافى وحقوق الإنسان. ومن المنتظر أن تبدأ اليوم الأربعاء سلسلة جديدة من الاحتجاجات أبرزها منع النساء المغربيات من العمل في مليلية لمدة 48 ساعة وكذلك منع دخول مواد البناء علاوة على الخضر والسمك. وتعمل مئات النساء المغربيات كخادمات بيوت في منازل الإسبان في مليلية، كما تستورد هذه المدينة معظم حاجياتها من الخضر والسمك من السوق المغربية. وانتقل الاحتجاج الى حدود أخرى، وهي الحدود بين المغرب وسبتةالمحتلة، حيث أعلنت 'اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة' عزمها على تنظيم إفطار رمضاني جماعي في الحدود يوم السبت المقبل، وقد يشهد مشاركة المئات للتنديد ببعض الخروقات التي تقع كذلك في الحدود مع سبتة، وكذلك للتنديد بمبادرة قام بها بعض الإسبان بتأسيس مؤسسة تخلد ذكرى احتلال سبتة من طرف البرتغال قبل سقوطها في يد الإسبان.